الحكومة والبرلمان-جمال الطالقاني- بغداد
Thu, 16 Feb 2012 الساعة : 10:19

الحكومة والبرلمان
بركان يعلوه بركان ..
والشعب طي النسيان ..
ام حلم يزهو .. أم فاجعة واحزان ..
لم تكن مصادفة أن أتذكر واقعة طريفه ولكنها محزنه من آهات وجراح لن تندمل كنت قد سمعتها في ظرف قاسي وصعب غايةً في الصعوبة عندما حل بنا وهج الحصار الاقتصادي بعد العام 1990.
خلاصتها ان احد المواطنين كان يملك تلفازاً قديماً معطلا وان عياله يطالبونه في الغدو والآصال .. مذكرا بقول الله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) صدق الله العلي العظيم ..
عند الرواح والمجيء بتلفاز ملون لكن يديه كانت قصيره وعينيه بصيره .. فأستعان بالله العلي العظيم .. بعد التي واللتيا .. وأخذ ذلك التلفاز القديم لاصلاحه عل عياله يكفون عنه السؤال .. وكثرة القيل والقال .. فأستشار احد المختصين بأصلاح تلك الأجهزه فأجابه بالدهشة والغرابة قائلاً له .. ومن باب السخرية .. لماذا تنوي اصلاح هذا الجهاز؟.. وانا القادر على تحويله بدقائق الى جهاز تلفزيون ملون وحديث .. فأجابه مسروراً ومندهشاً أعانك الله ولك الأجر والثواب ان فعلت هذا فسأكون مديناً لك بالشكر والعرفان مادمتُ حياً فاجابه المصلح - أذهب وعد لي بعد نصف ساعة فما كان من اخينا الى ان ذهب وقضى بعض حاجاته وعاد بعدها وكله امل ان جهاز التلفاز قد تغير حاله وتم اصلاحه .. فأجابه المصلح أتعرف جهازك من بين هذه الأجهزة المتهرأه؟ فقال له كلا ..
فأجابه المصلح لقد لصقت عليه صورة السيد الرئيس (((سيء الذكر)))وبأجمل الالوان واعتقد ان هذا كافياً .. وسيسر أبناءك !! .. وقال لي متحدثا .. ماذا يوجد في التلفزيون ومنذ أعوام سبقت غير صورة الرئيس انه يستلم الأذاعة منذ الصباح وحتى المساء وليس لك ولا لعيالك خيار آخر غير هذا ..!!
الآن عاد التاريخ نفسه البرلمان والحكومة .. خصومه تتلوها خصومه العراقية ودولة القانون .. والحطيئة وابن المقفع .. أسطوانة تدور والعمر ينقضي والوعود تتزايد .. لم نسمع قراراً واحداً يسر المواطن - فقر مدقع وبطاله ومرض ومآسي وتفجيرات الواحدة تلو الآخرى - الأخوة في مجلس النواب مغتاضين لان احدهم تهجم على السيد الرئيس متناسين ان السيد الرئيس هو رئيس دولة العراق وانه في موقع يمثل العراق بكل طوائفه وقومياته واثنياته - مصرين على انه كردي - يا اخوان انه رئيس دولة العراق وانه الاساءه اليه لاتعنيكم ولا يحق لكم الدفاع عنه - أن اردنا الدفاع عنه فالشعب بكل اطيافه مسؤول عن الدفاع عن هذا الرمز - ان كان رئيساً لكردستان فلكم الحق بالدفاع عنه في كردستان وان كان رئيسا للعراق فالعراقيين جميعاً هم المعنيين ..
القائمة العراقية لها مواقف متشجنه مع دولة القانون وأبا زيد الهلالي مختلف مع اعمامه واخرين يعارضوا سن القوانين واصدار قرارات تصب في صالح الحكومة كي لا يحسب ذلك انجازا لشخص انتخبوه .. والصحافة تتصيد بالماء العكر .. عطلوا البرلمان لأسبوع .. وعطلوا البرلمان لاسبوعين .. وثم ثلاث .. وتعطيلات ومناكفات مستمرة ونحن نتضور الماً من صورهم وحالهم !!
الشعب انتخبهم ليكونوا سلطة تشريعية لا سلطة ملكية .. !! ان رأينا قناة العراقية أو الفيحاء أو الفرات أو ..أو .. أو
فهي الاخبار ذاتها ..!! والصورة ذاتها ..!!
الا لعنة على التاريخ كلما تملصنا من شباك وقعنا في شباك آخر..
الى أين المهرب ...
ومتى يسال عن اليتامى والثكالى والفقراء والمعوزين والعاطلين عن العمل والمرضى والمتقاعدين ..
نصف الشعب بات معتلاً .. وبما ان البقاء للاصلح فارى ان تبيدوا هذه الشرائح لتكون الثروة أوفر .. والحلول ايسر ..
اعانكم الله ونحن بأنتظار ثلاثه الاف قرار وقانون سيصدر ان شاء الله بعد مضي عشرين عاماً او اكثر ونحن لسنا من المتعجلين لأننا سنسمع بأصدارها بعد ان نمضي عشرين عاما في مقابر النجف الاشرف ..!!
اخوتي لقد سئمنا حياتنا .. الوظيفة العامة امانة لا تخونوها حباً في الجاه والسلطة ولا تنسوا ان من اغاث ملهوفاً اغاثه الله يوم القيامة وما ادراكم ما يوم القيامة .. سيما وان اغلبكم من عجنته الاحزاب الاسلامية واصبحت علامة جباههم ماركة مميزة وتعلم مبادئها الحقه ... وللحديث صله ..