فاقد الشيء لايعطيه-عبدالرزاق العبودي- الشطرة
Tue, 14 Feb 2012 الساعة : 12:41

قد يكون عنوان موضوعي مثيرا للدهشه رغم كونه من البديهيات ولكنها الحقيقة المرة التي تحدث هذه الايام ، فها نحن نرى وبشكل واضح تسارع الاحداث وسقوط انظمة وقيام اخرى بديلة على مستوى الوطن العربي وبوتيرة متصاعدة ، الا ان مايثير الاستغراب فعلا هو هذا الدعم المباشر من قبل انظمة اقل مايقال عنها انها من اعتى قلاع الدكتاتورية ظلما واعني بها انظمة الحكم في السعودية وقطر بالدرجة الاولى تليها بقية الانظمة الخليجية ضمن منظومة مايسمى بمجلس التعاون الخليجي وكل حسب الدور الموكل له لاسقاط تلك الانظمة وتحت مسمى (الربيع العربي).
ان الدراسة المتأنية للاحداث تكشف لنا قباحة وزيف هذه الانظمة وتهافتها من اجل تنفيذ الاجندة الامريكية الصهيونية في المنطقة ، ففي بداية الامر وقفت هذه الانظمة وفي مقدمتها السعودية ضد الانتفاضات العربيه التي حدثت في تونس ومصر ومن ثم اليمن وليس سرا او هو نوع من الكرم ان تستقبل السعودية اول الرؤساء الساقطين نتيجة انتفاضات شعوبهم واعني به الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي يعيش معززا مكرما في بلاد الحرمين ولاننسى موقفهم الداعم للرئيس المصري (حسني مبارك) وهو المتواري الثاني عن الحلبة وكيف حاولوا وبكل صورة تجميل وجهه واظهاره بمظهر البريء من كل شيء ، ولكنهم عندما احسوا بقرب حبل المشنقة من رقابهم انقلبوا على انفسهم ودارت بو صلتهم بمقدار 360 درجة فاصبحوا في ليلة وضحاها هم المدافعون عن الشعوب العربية المنتفضة ضد حكامها وعلى الفور تغيرت النغمة واصبحت تسمى (بثورات الربيع العربي) وهكذا اندفعوا وبقوة وبما يمتلكوه من امبراطوريات نفطية ومالية كبرى وتبنت الامر مجموعة الضغط الاعلامي المتمثل بهالة الكذب والتهريج الاعلامي المعروفة ( قناة الجزيرة البائسةذات التمويل القطري وتابعها الرديء قناة العربيه المدعومة سعوديا ) فبدأت كلتاهما بالترويج وتزوير الحقائق في الوقت الذي قام فيه الاتباع من محبي الدولار والريال بشراء الذمم وكسب ود الجماهير من خلال اغداق الاموال وبكثافة على اصحاب اللحى النتنة من اتباع الحركات المتأسلمة المتطرفة كالحركة الوهابية بمختلف مسمياتها (تنظيم القاعدة او الحركة السلفية او طالبان العرب او غيرهم ) من شراذم شذاذ الافاق ممن لاهم لهم سوى تدمير كل مقومات الحياة الحديثة والعودة بالشعوب الى افاق التخلف والجاهلية والتعصب ، وهكذا نجح المدعومون بالمال السعو- قطري في الوصول الى البرلمانات ومنها الى سدة الحكم في مصر وتونس ومن ثم السيطرة على الاوضاع في ليبيا لصالحهم ، وقد تم كل ذلك بدعم واسناد مباشر ومكشوف من المخابرات الصهيونية (الموساد) والمخابرات الامريكية(سي أي ايه) لتحقيق غايتهم المنشودة وهي تصفية القضية العربيه وتشتيت العرب وتفرقتهم ودق اسفين بين كل دولة عربية واخرى .
اذا كان ( فاقد الشيء لايعطيه) كما يقال ،وهو امر ثابت ومعروف للقاصي والداني ويكاد ان لايختلف عليه اثنان، والا فكيف يمكن لنا ان نفسر قيام نظامي حكم ديكتاتوريين دمويين كالنظام السعودي والنظام القطري بدعم انتفاضة الشعوب العربية لاسقاط انظمة الحكم الجمهورية فيها وتسليم الحكم للشعوب فيها فيما يسمى (بالربيع العربي ) بل هو العجب العجاب فهم دعموا ويدعمون الشعوب في تونس ومصر وليبيا وسوريا لاسقاط انظمة الحكم فيها لكنهما يقفان ضد شعب البحرين الذي يطالب بالحقوق المشروعة والحياة الحرة الكريمه، ثم يقومان بتجميل وجه الرئيس اليمني الذي انتفض شعبه ضده ، والاسوء من ذلك هو اخراجه من اليمن بمظهر المنتصر والذي لايجوز ملاحقته قانونا !!! يالها من مهزلة بل هي اضحوكة للبشرية اجمع ، فهل يصح ياناس بان تاخذوا اوامركم من اسياد هم زعماء للدكتاتورية في بلدانهم ..... فالاول يحكم بلاد الحرمين بالحديد والنار من خلال منظومة حكم مستبدة ومتسلطة على رقاب الشعب وتحكم بلا دستور اطلاقا (وهي الدولة الوحيدة في العالم التي لاتؤمن بالدستورولا يوجد فيها دستور اوحقوق الانسان) من خلال اكثر من خمسة الاف امير موزعين حتى مستوى القرى والارياف ومرتبطين بالملك الاعلى الذي يسمي نفسه ب( خادم الحرمين) ، أما الثانية فيحكمها امير مستبد سيطر على الحكم بانقلابه على ابيه ويحكم البلاد بطريقة العوائل المالكة لرقاب شعوبها،اليس من حقنا ان نتسائل ياترى :-
هل ان فاقد الشيء لايعطيه فعلا ام لا ؟ وهل ان العكس اصبح هو الصحيح !!! اللهم الا اذا انقلبت الموازين فلننتظر ونرى.