شيرين سباهي وميلاد الربيعي ومير عقراوي استهدافهم غير مبرر-مصطفى كامل الكاظمي/ ملبورن
Tue, 14 Feb 2012 الساعة : 11:45

توقفت متألماً عند كلمات بعض المعلقين الذين ترصدوا لقلم الاعلامية شيرين سباهي والمبدعة ميلاد الربيعي والمفكر الزميل مير عقراوي، مستذكراً هنا فرصة الفيلسوف السويسري جان جاك روسو الذي لا تهمني اراؤه التي أعارض الكثير منها بقدر تعلقي بنقطة تحوله من العبثية الى تغيير مجتمع حين اشترك سنة 1749 بمسابقة مقالٍ في تطهير السلوك الأخلاقي. واندفاعه لتغيير النظام المنحاز لطبقة الاغنياء المترفين بمظاهر التبذير والتكبر على حساب طبقة عريضة جدا من الفقراء المُعدمين في مجتمعه. فساهمت افكاره في تشخيص مسببات اللاعدالة بين افراد الشعب مما جلب ضده سخط وغضب الحاكم وطبقة المترفين.
لذا سجلت ملاحظتي التالية مناشدا ذمم المعلقين المتربصين جوراً لكتابات من ذكرتهم كأنموذج ضريبة نتاجاتهم الحرة. استهدفوهم دون روية من بين مئات الشخصيات في موقع رابطة الكتاب والمثقفين العراقيين.
فعلام استهداف مثل شخصيات:
مير عقراوي:
كتابات الرجل تشهد بفكر اسلامي منفتح يدعو للتعايش الانساني ويشدد على الحوار والتسالم بين الاديان والمذاهب والطوائف. واكثر من ذلك انه برغم اسلاميته وتمسكه بمذهبه السني وقوميته الكوردية وطينته العراقية إلا ان أفكاره تترصد وتكافح العصبية والجاهلية والتطرف حتى لو صدرت من قوميته ومذهبه وعشيرته. وكم قرأت له وهو يناصر حقوق مخالفيه في المذهب والرأي والقومية لشعوره باحقيتهم.
مير، رجل هذبته التجربة وروضته مبادئه على حب الخير والاندفاع لتحقيق السلام والوئام.
ولهذا.. لم نشم من استهداف شخصيته المتسالمة الا العداء لقوميته- وهو ما نقرأه في التعليقات ضد كتاباته واكثرها حجبناه لبذاءة الالفاظ والتحامل اللامبرر على الاستاذ عقراوي- ولإسلاميته الواضحة في كتاباته ولتعبده بمذهب معين، وقليل منها كان يناقش افكاره التي لا تجارى من قبل المتقصدين له بالنقمة والتعريض.
لذا لا تستحق تعليقاتهم ان تعدو سلوكيات تتقصد شخصيته. اذ يفترض منطقياً ان تناقش الفكرة بجدل ايجابي وبحوار ناهض لترشيدها وإثرائها ان كانت جديرة، او دحضها بالحجة والبيان.
شيرين سباهي:
كلما اقرأ للاعلامية الكاتبة المعروفة شيرين سباهي- مع تحفظ واختلاف مع بعض افكارها- يبرز امامي تميّز كتاباتها وشفافيتها في بيان رأيها تحت الشمس. وبذا تستحق المناقشة وابداء الرأي وبيان مواطن الصحة والخطأ بطريقة موضوعية متحضرة هادئة وفق مقومات وضوابط مواقع النت الفكرية والثقافية. مع اني انتقدت فكرة شيرين بمحاورتها الزيدي، لكنها تألقت بروح عالية ولم تتأثر الا للتعليقات الهابطة. وبذلك سجلت خلاصة ردّها العقلائي تحيي به من مرّ على حوارها بنقد وقراءة سليمة.
فهل كان لإسم الزميلة شيرين وصورتها اثارة في استعار إمتعاض البعض بهذه القسوة؟
أم السبب يعود لنشاطها الملحوظ في عالم الكتابة والاعلام والميدان النسوي؟
أم يعود الى تأثير سياسي او ثقافي او اجتماعي يدفع المعلق للنيل من شخصية شيرين؟
ميلاد الربيعي:
احاسيس يافعة وشعور وطني املاه وجدانها للعراق وما يمر به شعبها من محن. شاعرة ناهضة تتأمل مؤازرة الادباء واقلام الكتابة والقراء المخلصين لوطنهم لمعالجات لازال العراق يستصرخنا للنهوض بها.
ميلاد.. قلم في مقتبل تجربة جديدة دخلت ميدان القلم بعنفوان يناطح تجارب مقتدرين. وساترك ضمير المنصف يحاكم من تهجم عليها من المعلقين بعشرات التعليقات المريرة التي حجبناها لهبوطها وابتعادها عن الضوابط الاخلاقية والمهنية. اليكم جزءا من رسالة الشاعرة الناشئة ميلاد:
[الاستاذ مصطفى الكاظمي.. اود ان اشكرك على واعتب على نشر التعليقات الهابطة الجارحة التي تنعتني بالساقطة والعاهرة وغيرها من الشتائم.... والذي أعرفه انه يمنع نشر تعليق السباب والشتائم ضد الكاتب فأغلب التعليقات كانت تمس الشخصية لا تعتني بالفكرة. كان المفروض ان يحجب الكلام الجارح. شعرت ان المعلقين ليسوا عراقيين ولا يهمهم شعبنا بقدر ما يهمهم امتهان الكتاب. فاقول للجميع تأملوا فيما بين تحرقي على ناسي وشعبي وبين من لم يهتم لهم. لست ضد أحد بعينه ولم أتعرض إلا لأجل المطالبة بحقوق شعبي واهلي وانا منهم. ختاما شكرا لك مع احترامي وتقديري الكبير لك ولموقع الرابطة ولجميع الاساتذة الكتاب المخلصين].انتهى.
فمثل هذه الشخصية حريّ الاهتمام بها ورعايتها ومراعاة مشاعر شابة تتأمل الخير لبلدها وشعبه الذي لازال يعاني ويتألم. الوطنية تقتضي ان لا نكون ضد الشخص او الجهة بل مهمتنا رصد وترقب الحدث باعتبار ان الاعلام سلطة رابعة. فاين يمكن مقارنة مستوى التعليق الهابط بمستوى الشعور بالمسؤولية التي نهضت بها اقلام شيرين وميلاد ومير وامثالهم من يراعات عزيزة؟
خلاصة القول: اننا كرابطة كتاب ومثقفين نشجب التستر خلف الكواليس ونرفض خفافيش الظلام وندين الاساءة ونعلن ان ادارة الموقع تعرف اماكن المعلقين من خلال رقم الآي بيIP N. وسنرفع التعليقات الهابطة للقانون في حال تكرارها ليكون القضاء هو الفيصل.
اجمل التحية للمبدعين ولكل فكر صريح ينأى بعيداً عن الاضغان والأنا والازمات الاخلاقية والنفسية. وليكن شعارنا الاخلاص والتسالم وقول الحقيقة للرقي في سلم الاخلاق والتحضر الانساني.
الكاظمي- 12-2-2012 ملبورن
خالص المودة