في عمّان .. نقابةٌ للسرسرية بأرادةٍ ملكية ـ عقيل الموسوي-المانيا

Mon, 13 Feb 2012 الساعة : 11:08

واهمٌ كل من يتوقع ان الصدفة وحدها هي التي لعبت الدور الرئيس في تواجد هذا الكم من تجّار الغنم وتجّار السياسة وتجّار الوطنية في عمّان .. عمّان التي يعلم الجميع انها طوّرت منسفها ليصبح منقوعا بالدم العراقي والبترول العراقي واخيرا بالاموال العراقية في الوقت الذي اختفى منه الجِميد العراقي .. عمّان التي راحت تجمع شراذماً عراقية في الخفاء والعلن .. سياسيا واجتماعيا ومخابراتيا وگبحياً أيضاً عينك عينك .. راحت تجمعهم بطريقة تذكّرني بحديث السيد عقيل الكبيسي وهو رجل اعمال عراقي كنتُ احد المدعوين في بيته في العام 1999 ولم التقِ به سوى تلك المرة وقد لمست فيه من الادب والكرم ما يعكس حقيقة اهلنا في الغربية .. فقد حدثنا هذا الرجل عن علاقة صداقة عائلية وثيقة وطيّبة تربطه مع شخصٍ من اهالي الكرادة , فكانوا يتبادلون الزيارات العائلية ويتفقد احدهما الاخر بأستمرار .. يقول السيد الكبيسي وحين رزقني الله بمولودي الاول اتصلت بنا والدة صديقي لتقديم التهاني وقد سألتني عن اسم المولود مع الامنيات بأن يجعله الله من الاولاد الصالحين فقلت لها اسميته مروان .. صُدمتْ الحاجة من هكذا اسمٍ وقالت ( ليش يمّه ما لگيت غير هذا الاسم النگس ؟ ) .. فضحكتُ من قول السيدة التي اعتبرها بمثابة خالتي ولم ازعل البتة بل أكبرتُ صدقها وصراحتها معي .. وحين رُزقتُ بالمولود الثاني اتصلت الحاجة مرة اخرى للتهنئة ايضا وكذا سألت عن اسم المولود الجديد فقلت لها اسميته سفيان .. هنا سكتت هنيهةً يقول السيد ابو مروان ثم جاءني صوتها بتهكم قائلة ( عفيه ابني .. لمهم لمهم .. هذوله السرسريه كلهم لمهم يمّك ) .. ها .. اكو داعي بعد اكمّل ؟ بلي راح اكمّل , فعندما ضاقت بنا الارض بما رحبت ووصلت القلوب الحناجر ايام حكم الطاغية ولم نجد غير الاسنّة مركباً فقد كانت مضارب ( ال هاشم ) وجهتنا الاولى .. تلك المضارب التي لا احد يستطيع الحصول فيها على اقامة اكثر من ثلاثة اشهر مع عدم الشغل والنفاذ تُجدد بكرم هاشمي لثلاثة أُخَر نغادر بعدها مملكة الحَجَر الاسود والجُحْر الملوّن والتي لا زالت تنعم بالذهب الاسود والمذهب المتلون أو تدفع دينار اردني عن كل يوم تأخير وكان الدينار وقتها يعادل راتب مدرّس تقريباً , هذا في الوقت الذي كانت فيه علاقة حكومة الاردن تمرّ بمرحلة جفاءٍ تام مع الطاغية , اما اليوم فأننا نرى الاقامات الدائمة ان لم تكن حق المواطنة قد مُنحت بالهبل وبسخاء هاشمي رفسنجاني هذه المرة لا محدود , وهذا ان دلّ على شئ انما يدلّ على انهم ليسوا في شئ منّا نحن البربرية بل هم اصحابٌ لسوانا الذين وقعوا على اشكالهم , اولئك هم السرسرية الذين بدأوا فعلاً بلمِّهم ومنذ زمنٍ بعيد وابتداءً من رغّودة وزبانيتها والضاري وجلاوزته وتجّار وعرّاب القوائم ( الوطنية ) وممثلي الشعب دائمي العضوية وناقصي الضمير وفاقدي الارادة الذين افترشوا الصويفية والتحفوا عبدون بأرادةٍ ملكية سامية وجهودٍ مخابراتية حامية , لتتوالى فضائحهم واحدة بعد اخرى دون ان نرى او نسمع او نتلمس او نشم او نتذوق موقفا واحدا من حكومتنا الموقرة بأعادة الاشياء والمسميات الى نصابها ولو عن طريق الحاسة السادسة بعد ان فقدنا الامل في الحواس الخمس .. لسنا معنيين بما يقوم به الاردنيون من تحقيقات تكشف عن أدراكهم لما يجري على اراضيهم من جرائم وأن كانوا قد ساهموا بها وبدعمٍ من أعلى المستويات لحاجةٍ في نفوسهم الضعيفة نحن نعلم بنواياها ولكننا نتساءل ونسأل هذه المرة ونطالب بأجابات واضحة عن ردود أفعال حكومتنا الموقرة ووزارة خارجيتنا والسيد المدّعي العام وهل ستكون هناك مطالبة بأسترجاع الأموال التي هُرّبت من العراق بشكل مخالف للقانون ان لم تكن من المسروقات أصلاً وهل ستكون هناك محاكمات او مساءلات او تحقيقات مع العناصر المتورطة بهكذا جرائم تمسّ الاقتصاد الوطني أم أن ذلك سيعتبر ضمن ( خرّاعة ) تسييس القضاء التي طالما اخافونا بالتلويح بها عند الضرورة لتنبري بعدها أقلام المتسولين على ارصفة الصحافة مدفوعة الثمن وعبر فضائيات العهر الأعلامي في حملاتِ مناصرةٍ لأولئك المهربين الداعمين للأرهاب بأموال الفقراء لنكتشف بعدها أن خميس الخنجر وأشباهه من الرموز الوطنية التي لا تطالهم يد العدالة أو خشم المساءلة لأن قاماتهم أعلى من سقف القانون

Share |