الثورة الإيرانية وخارطة النظام الإسلامي الجديد / باقر الرشيد-بغداد

Mon, 13 Feb 2012 الساعة : 10:23

تمر هذه الأيام الذكرى الثالثة والثلاثون لقيام الثورة الإسلامية في إيران، التي أحدثت بنجاحها تغييراً شاملاً في خارطة العالم السياسية
وأسست لبروز كتلة تثير الكثير من القلق لدى الغرب عامة وأمريكا التي إستفردت بالعالم كقوة فريدة بشكل خاص وذلك بعد خلاصها من تحدي السوفييت وتفتيت قوته وخارطته الكبرى، فقد وضعت أمريكا والغرب وبالتعاون مع الأنظمة العميلة في الخليج ومنذ الأيام الأولى لنجاح الثورة وتشكيل السلطة في إيران الكثير من السيناريوهات والخطط التآمرية لمحاربة هذه الثورة الوليدة، وسخرت كل إمكانياتها وعملاءها لإنجاح تلك المخططات البائسة، وقد أعطت لنظام البعث الفاشي في العراق آنذاك الدور الرئيسي لتنفيذ مؤامرتها، وأمرت عملاءها في الخليج (والنظام السعودي على وجه الخصوص) لدعم مخططها المرسوم لصدام بكل ما يحتاجه من مال وسلاح للبدء والمواصلة في حربه المفروضة والظالمة على الشعب الإيراني ونظامه الجديد، وبدأت مغامرة البعث بعد أشهر قليلة من نجاح الثورة . وآستمرت الحرب التي فرضتها أمريكا على إيران مستعينة بغباء حارس البوابة الأموية الشرقية وبأموال عملاء الصهاينة والغرب في الخليج ثماني سنوات، حرب طائشة طائفية راح ضحيتها أكثر من مليون عراقي بين قتيل ومعوّق، دعمها الأعراب الموتورون والحاقدون على نهج الإسلام الأصيل المتمثل بفكر وعقيدة الموالين لآل بيت النبوة، حرب خرج العراق منها مدمراً في إقتصاده وبناه التحتية .

لقد أيقن كل متابع منصف لمسيرة ومبادئ الثورة الإيرانية من خلال كل السنوات الماضية، أن هذه الثورة لم تتخذ يوماً من المذهبية شعاراً في طرح مفاهيمها أو الطائفية في تعاملها وسياساتها مع شعوب العالم الإسلامي، ولعل أبرز ما يؤكد ذلك وقوفها داعمة وبكل صدق وإصرار لكل الفصائل المقاومة الفلسطينية بغض النظر عن التوجهات العقائدية أو المذهبية لتلك الفصائل، كما أولت وعبر السنوات التي تلت نجاح ثورتها والى الآن إهتماماً واضحاً وملموساً ودعماً حقيقياً لقضايا الشعوب الإسلامية وفي كل بلدان العالم، وكانت وفي كل المواجهات تمثل المدافع العنيد عن قضايا الشعوب المسلمة في كافة المحافل الدولية ولا تتوانى أو تتردد في تقديم كل أشكال الدعم لتلك الشعوب سواءً كان في نضالها من أجل مقاومتها لأي عدوان تتعرض له شعوب البلدان الإسلامية أو في تقديم شتى أنواع الدعم والمساعدة في مجالات البناء والرقي . ولم يكتف الغرب (وأمريكا خصوصاً) بالفشل الذي لحقهم بعد فشل عميلهم (صدام) في تنفيذ أجندتهم وخروجهم خائبين من حرب خاسرة إمتدت لثماني سنوات، فقد بقيت أفكار العداء والتآمر شاخصة في العقل المريض الحاكم للغرب والذي يلغي قوة العقيدة والإيمان ويتكئ بغبائه المفرط على قوة السلاح وحنكة التآمر، وهذا ما تؤكده فصول حرب أمريكا وحلفائها الجديدة والمستمرة منذ أكثر خمسة أعوام على الثورة الإسلامية، وذلك من خلال الضغط على النظام الإسلامي بحجة خشيتهم المصطنعة من برنامج إيران النووي السلمي وآتخاذه ذريعة لإيذاء الشعب الإيراني الصابر المجاهد بهدف إضعاف النظام وذلك بآستخدام وسائل فرض عقوبات إقتصادية وسياسية وآستصدار قرارات تكتب سطورها في أقبية الشر لتمرر بالإرادة الأمريكية عبر منظمة (الولايات المتحدة) . إلا أن صمود الإيرانيين وقيادتهم الحكيمة كانت وما تزال وستبقى أكبر من كل المحاولات الشريرة التي يخطط لها وينفذها أعداء الإسلام والحرية وكرامة الإنسان، وإن أي مغامرة رعناء تسعى أمريكا أو لقيطتها (اسرائيل) للقيام بها ضد إيران، أو أي إعتداء قد تقومان به سيلقى ردود أفعال مؤلمة وقاسية تنهك القوى الموالية والساندة للعدوان في الخليج وتنهي آخر فصل من فصول الوجود الصهيوني فوق أرض فلسطين المسلمة ــ العربية .

 

Share |