الرئيس الألماني كريستيان فولف-دلال محمود- المانيا

Sun, 12 Feb 2012 الساعة : 15:17

هذا هو إسم رئيس دولة المانيا الاتحادية الحالي, ولكن كم عدد الألمان الذين يعرفون اسمه؟
قد تستغربون ان قلت لكم , انه في المدارس الالمانية حين يسأل المدرس تلاميذه عن اسم الرئيس الالماني فلاأحد يعرف اسمه.
اتعلمون لماذا؟
من المؤكد سيخطر في بال البعض منكم ان الألمان (شعب غير مثقف).وهذا ظلم كبير لشعب مثل الشعب الالماني ان نطلق عليه صفة (غير مثقف) فهم يقرأون ويطالعون اينما وجدوا في القطارات وفي المحطات وفي صالات الانتظار في عيادات الاطباء.
اذاً ياترى مالسبب حين يجهلون اسم رئيسهم؟
السبب لأن اسمه لايملأ الصحف الالمانية في كل صباح ومساء وصوره لحد الآن لانراها معلقة في الاماكن العامة والدوائر الرسمية وغير الرسمية.
وهو لايتهالك في إظهار نفسه او صوره في المناسبات الدينية او الوطنية.
وهو لايصدع رؤؤس مواطنيه الالمان من انه سيفعل كذا وكذا وسيعمل كذا وكذا. انه يعمل ويخدم ويتفانى بصمت جميل.
لم نسمع منه أنه وعدهم بأنه سيكون حامي الحمى وبأنه سيطعمهم من جوع ويأمنهم من خوف.
فالذي مثله يعلم يقيناً ان اكثر الناس حديثاً عن الصدق والوفاء بالوعد هم الكذابون والمخادعون.
وان أكثر من يلهج بالشرف والورع هم الفاقدين لكلتا الصفتين.
هذا الرئيس الألماني , ربما الآن سيلمع نجمه, ولكن ليس بالطريقة التي تعارفنا عليها , فهو لن يملك ميليشيات أو عصابات كي تسطو على البنوك الألمانية, وهو لن يعتاش على السحت الحرام فيسرق مايحلو له وماتطيب له نفسه كي يمتع اطفاله, هو أمين حد النخاع.
لكنه أقر بارتكابه خطأ فيما يتعلق باتصاله هاتفيا مع وسائل إعلامية لتأجيل نشر أخبار عنه، وأكد أنه طلب أثناء مكالمته الهاتفية مع رئيس تحرير صحيفة "بيلد" الألمانية ديكمان أن يؤجل نشر المقالة التي تتعلق بالقرض العقاري الذي تلقاه لمدة يوم واحد!!!.
حيث انه في ذاك اليوم قدم على قرض وقد تم تقديم القرض بضمان بنك فيرتمبيرغ "بي في" كان قرضاً عادياً بشروط معتادة تماماً..
وأشار فولف إلى أن مخاطرة تزايد الفوائد المستحقة على البنك سيتحملها هو كاملة، مؤكداً أنه لم يستمتع بأي مميزات إضافية، وأنه كان عرضاً متاحاً له كما هو متاح للآخرين أيضاً.
لو كان لدينا حاكم عربي واحد فقط يحمل تلك الصفات , هل كانت ستحدث ثورات الغضب العربي؟
ألا,يفترضُ بنا نحن المسلمون ان نفرح حين نجد رؤساء بتلك النزاهة والأخلاص,يطبقون تعاليم ديننا الأسلامي الحنيف حين أمر بحفظ الأمانة وأنصاف المظلومين واعطاء الفقراء حقهم من مال الأغنياء عن طريق الصدقات والزكاة , وحتى حين يصادف توزيع الأرث الخاص حضور اشخاص اخرين عن طريق الصدفة مثلاً حتى في تلك الحالة يجب ان يعطى جزءاً للشخص الحاضر, فكم عظيمة تلك القيم الاسلامية الانسانية!!!
نعم يجب ان نفرح بوجود هؤلاء الرؤساء المخلصين , ولكن تبقى الغصّة تلازمنا حينما يجبرنا الوضع في عراقنا الجديد ان نقارن بين رجالنا ومسؤؤلينا وبين هؤلاء الرجال.
أين أسلاميو العراق الجديد؟ وأين رجال العراق الجديد؟وأين المنصفين الورعين؟
هل جميعهم في غياب أم أنهم ,مغيبون؟
هل ستقتدون بواحد من رؤساء الغرب, وهل سيؤنبكم ضميركم حين تبذخون الاموال يمنة ويساراً ولكن دون أن ينال منها المحتاجين من أبناء جلدتكم؟
هل ستحاسبون نفوسكم الظالمة قبل ان يقتص منكم التأريخ؟
لاأظنكم فاعلون.
 

Share |