عائلة الارهابي الجبوري تلقن الزعيمان طالباني وبرزاني درسآ في الأخلاق والوطنية !-علي الموسوي / هولندا
Sun, 12 Feb 2012 الساعة : 13:45

لا نجد تفسيرآ واضحآ أو عقلانيآ من تصرفات بعض الزعماء الكورد حيال القضايا المهمة والمصيرية التي أزعجت الأخوة الكورد والعرب على حد سواء ومن العيب أن يتصدى هؤلاء الأشخاص لزعامة أحزاب وعشائر ومنظمات في الوقت الذي نراهم يتسابقون في الدفاع عن القتلة والمجرمين والذين تلطخت أياديهم في الدم الكردي خصوصآ في مدينة حلبجة المظلومة ..وفي رأي ان هذه الشلة أصبحت اليوم لاتمثل الشارع الكردي الحقيقي وهم الأبعد عن أبجديات الحكم والسياسة منذ أي وقت مضى ! ..
نبين للقارئ العزيز موقفان غريبان ، فالأول يؤكد على القصاص من المجرمين والوحدة بين العراقيين ويتمثل ذلك في عائلة شريفة أرادت أن تعطينا درسآ في الوطنية والوفاء .. والموقف الثاني يبين لنا المستوى الهابط لبعض القادة والزعماء في استغفالهم للناس بعد ان نصبوا أنفسهم أوصياء عليهم وصوروا لهم انهم الأذكى والأكثر حنكة في السياسية والأكثر نفوذآ وأتباعآ !!!!
الموقف والمقارنة الأولى : (تبرء عائلة الجبوري من الارهاب وابنها المعدوم)
في صبيحة يوم الأربعاء الماضي تم اعدام القيادي في تنظيم القاعدة الارهابي وليد نايف عبود الجبوري بعد ان كان ملاحقآ وتم القبض عليه في ناحية الضلوعية وقامت السلطات المختصة فيما بعد بتسليم الجثة الى عائلة الجبوري ، وقد أظهرت العائلة موقفآ مشرفآ بعد رفضها اقامة سرادق العزاء على ابنها المعدوم وذلك احترامآ لمشاعر العراقيين ( الشيعة) بسبب تورط المذكور بدماء الكثيرين منهم !!! وقد أكدت عائلة المعدوم انه لم يكن أحد وراء هذا القرار ولا يوجد أي تأثير عليه وانما نابع عن قناعاتهم بتورط الأبن في العمليات الارهابية وهذا ما يتنافى مع الدين والأخلاق ولايمت للأعراف بأي صلة !! ) ...لقد قدمت عائلة الجبوري مثالآ رائعآ للتلاحم والتعاضد وأكدت في موقفها الأخلاقي هذا عمق العلاقة الوطيدة بين العراقيين وخففت عنا حقدآ كبيرآ متراكمآ من تصرفات بعض المحسوبين على المذهب السني بعد ان أبعدت نفسها عن هؤلاء الارهابيين والمتلبسين بالدين معلنة البرائة منهم لتصل بنا الى عمق الرسالة المحمدية العظيمة في تجسيدها لوحدة المسلمين وعدم فرقتهم والوقوف في وجه الارهاب الذي لادين ولا انتماء له ... ومن الجميل أن تصادف هذه الأيام المباركة ذكرى ولادة الرسول الأعظم (ص) والذي سماه الامام الخميني الراحل (قدس) باسبوع الوحدة ..
الموقف والمقارنة الثانية : ( موقف الطالباني والبرزاني من القتلة وأتباع النظام البائد )
منذ ان كنا صغارآ علمونا في المدارس حب الأوطان وأعطونا دروسآ في الوطنية وكنا ننشد ونصفق للقائد الأوحد ، كنا نحزن ، نبكي ، نضحك ، ندافع ، نتجسس على بعضنا البعض ، نكتب التقارير الحزبية ولو على أقرب الناس الينا !!! كل ذلك لسواد عيون القائد الضرورة !! أفهمونا هذه هي الحرية ، هذه هي الأخلاق الحميدة ، هذه هي الوطنية هذا هو العراقي الشريف !!! كبرنا وكبرت همومنا .. سجين ، معتقل ، معدوم ، مأنفل ، ياالهي ماذا يحدث ! جائنا الجواب سريعآ .. . فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ. سقط الطاغوت كلمح البصر! .. اهتزت مشاعري .. .. شهقت عميقآ .. كادت أنفاسي أن تنقطع .. أحسست بالاختناق .. تلعثم لساني .. عجز قلمي وفاضت دموعي .. ياألله أخيرآ ذقنا طعم الحرية .. كبرت الاحلام وتضاعفت الأمال في عراق جديد تسوده العدالة ويحكمه القانون بعد ان تلونت الأصابع البنفسجية معلنة عن ولادة الديمقراطية الجديدة التي خاضت مخاضآ عسيرآ كاد أن يسقط بها في أول أيامها .. شكرنا الله .. حمدناه .. ولكن سرعان ماظهرت لنا بوادر الفرقة والشرذمة !.. اعتمدنا المحاصصة الوطنية ونحن لها كارهون ! تفرقت عنا العرب والجرب .. نعتونا بالعملاء .. جأتم على ظهور الدبابات !! أبناء العلقمي .. تريدون تجزئة العراق !! همسوا في آذاننا مهما فعلتم فنحن لها !! الحكم لنا !! لنا الكراسي ولكم المآسي !! أنتم عبيد لنا.. نحن أبناء بغداد .. وهارون الرشيد منا !! فهل لكم ان تتفاخروا علينا !! أسكتونا قاداتنا قسرآ .. مهلآ مهلآ ياأتباع ! نحن أبناء المدرسة المحمدية .. دعوهم وشأنهم ! نحن ضد التفرقة والعنصرية.. ضد الطائفية .. نحن الأكثرية !!!! تكالبوا علينا صغارآ.. كبارآ.. منظمات ..مؤوسسات .. دويلات .. دول .. نصحونا العقلاء عليكم بالأخوة الكرد فانهم السند الأقوى .. ولديهم معكم مشتركات كثيرة وتاريخ مشرف وطويل وما أصابكم أصابهم من النظام الصدامي في حلبجة والأنفال وجرائم كثيرة لاتعد ولاتحصى وقلنا لهم نحن لكم شاكرون .. فاعلون .. ذاهبون .. قراركم هو قرارنا !! حقوقنا هي حقوقكم !! نحن واياكم في مركب واحد !! استحسنوا الفكرة في تحالف كانوا هم أعمدة فيه !! لاتفوتهم شاردة ولا واردة ! ابتلعنا الطعم ! اهتزت المواقف وكل ما وجدوا فينا ضعفآ هددونا بالانسحاب !! كشفوا ظهورنا حتى بانت علائم مؤخرتنا !!! لجأ النائب المتهم الى بيت العدالة المحترم ! وبات الجلادون في كردستان الحبيبة والمظلومة ، معززون ، مكرمون ، وقالوا هذه من شيم الزعماء .. قلنا هنالك دستور وقضاء !! أجابوا نحن من يضع الدستور !! قلنا هؤلاء قتلوا أبناءنا وأبناءكم !! قالوا أين الدليل ! قلنا البعث ! قالوا ليسوا كلهم أعداء !! قلنا نسيتم حلبجة والأنفال !! قالوا وضعنا أيدينا في حزام المقبور هدام !! قلنا ماذنب عشرات الآف من المؤنفلين !!قالوا نعمل على المادة 140 والتعويض جاري لجميع الضحايا والمضحين !! ونحن أولى بها من الأولين والآخرين ! قلنا هل تريدون اسكات الناس بالملايين !! قالوا ولنا فيها مآرب أخرى !! وقفنا نندب حالنا حائرين ! أين الطالب بدم المقتول ؟ أين المبادئ ؟ أين الأخلاق ؟ أين الطالباني والبرزاني من أبناء المقابر الجماعية ؟ أين هؤلاء من جرائم البعث والصداميه ؟؟ هل يريدون استغفالنا الحرامية ؟؟ هل أصبح الدم الكردي والعربي رخيص عند القادة الكرد الى هذا الحد ؟ لماذا يعرقل الطالباني اعدام المجرمين ؟؟ لماذا يتذرع سيادة الرئيس بالمصالحة الوطنية ويعطل قرارأعدام وزير الدفاع السابق سلطان هاشم وحسين رشيد وطارق عزيز وكل المجرمين والقتلة الذين أوغلت أيديهم بدماء العراقيين ..؟؟ سيدي الرئيس طالباني نزف لك البشرى لقد ولى الهاشمي ولم يعد هنالك شيئ تخاف منه ... أخرج أناملك الذهبية لتوقع على اعدام السرسرية .. وأمنع الشلة الغبية من اللقاء بالمتهم الهارب طارق الهاشمي بحجة البحث في العملية السياسية !!! عجيب هذا الاستهتار والاستفزاز السافر للمشاعر العراقية !! ألسنا شركائكم في المحن في الوطن ؟؟ لماذا تحاولون المساوة بين الجلاد والضحية ؟؟ من يقف وراء هذه السياسة العدوانية ياسيادة الزعيمان طالباني وبرزاني ؟ هل أنتم معنا أم مع الارهاب ؟؟ أسئلة كثيرة يوجهها أبناء العراق بكل أطيافه وانتماءآته الى الزعماء والأحزاب الكوردية ونطالبهم أن يكون لهم موقفآ موحدآ ومشرفآ مما يجري ، وندعوا الشعب الكوردي أن يقول كلمته بصراحة بالنزول الى الشارع والتظاهر السلمي لايصال رأيه وصوته الرافض في استقبال قتلة أبناء هذا الوطن الجريح على أرض الأطهار أرض كردستان والتعجيل في تنفيذ أحكام الأعدام للقتلة والارهابين ومن الذين تلطخت أياديهم بدماء العرب والكورد على حد سواء..
كما ندعوا جميع الزعماء السياسيين عربآ وأكرادآ وتركمانآ سنة وشيعة على اختلاف ألوانهم وأطيافهم نبذهم للخلافات وعدم تسييسها وركنها جانبآ والنظر الى المستقبل بعيون الرضى والنزول الى رغبات الناس وتحقيق مطاليبهم والسعي لبناء عراق حر تسوده الحرية والعدالة والاسقلال ...