ناس لا يحترمون رموزهم - الدكتور جابـــر الســـــعد-ذي قار
Sat, 11 Feb 2012 الساعة : 13:32

المكان :
شارع يحمل اسم احد الأنبياء أولي العزم ( عليهم وعلى نبينا صلوات الله ) في مدينة عريقة . كانت بيتا ومهدا ومزارا له . فيها كتب أول حرف من أبجدية الحضارة ومن أرضها تعلم الكون ورأى النور , كانت تجود على من يلوذ بحياضها من الظلم السياسي في الأزمان السابقة بسكون الهور واطمئنان البردي في صمت لا يشوبه غير صوت طائر يخفق بجناحيه وكأنه يقول للجميع ( تلك هي الحرية ) فيطير عالياً . أو زعنفة سمكة تضرب الماء فتنساب الخربشات تداعب الأذن بعد طول صمت .
مدينة أفرغت الكثير من جوفها فأعطت وكانت تشبع البطون بل وتتخمها بما تجود به أرضها المعطاء , سلة غذاء كانت للجميع . أعطت الثوار و المناضلين , أنجبت الأدباء الذين أتحفوا الكتاب والمكتبة وشرفوهما ,ولدت الفنانين من ابو كاظم ( داخل حسن ) وصاحب أجمل مداخلة ( يمه يا يمه ) في الفن كله من زرياب الى أبنها البار حسين نعمة , هام بها الشعراء من أبنائها وقال فيها قيس لفته مراد - ولي في الناصرية الف شوق - أعطت الفقراء طيبوا القلب , وعند أهلها وداعة قلما تجدها في أي زاوية أخرى من زوايا العالم .
الزمان :
زمن الرداءة والغباء الإداري , زمن تركض فيه المدن نحو الرقي ركضاً , وتنساب في المساءات هوينا لكي ترتاح بعد يوم عناء , إلا تلك المدينة المضطهدة من الآخرين ومن أبنائها , تلك المدينة تجري من الصباح إلى المساء وحين يجن الليل فأنها لا تجد غير الهول تجلس فيه , لقد أكل ( الهول ) ثلثي أعمار إبنائها في يوم من أيام شباط الباردة . لم املك بيدي غير هاتفي النقال وقل لنفسي:
- قد يرفعونها( الحاوية ) ويضعون بدلها واحدة جديدة فتتلاشى فرصة تصويرها .
كنت قد شاهدت ما كتب عليها قبل أيام عديدة , صدمت أول الأمر , وتساءلت مع نفسي- أليس ما أرى حديث نبوي ؟؟ , أكاد اشك في نفس لأني اكاد اشك فيك وانت ----
وصورتها .
هل يعقل أن وصل الغباء إلى هذه الدرجة ؟ أم أن المسالة شيء آخر ؟. هل الخطاط الذي كتبه لا يعرف ؟؟ وهل أن المسؤول عن النظافة والتنظيف ( وسخ ) إلى هذه الدرجة فيسيء إلى رسول مليار ونصف مسلم بهذه الطريقة.
إذن لماذا نحارب ( سليمان رشدي ) ونحرم كتبه (وآياته الشيطانية ) .؟ ونسمي ( مروان بن الحكم ) طريد الرسول ونتمنى طرده من رحمة الله ؟؟ ونتمى حرق مقر جريدة اليولدس بوستن الدانماركية التي نشرت رسوماً عن رسولنا محمد ( ص ) , ونحرض إلى مقاطعة البضائع الدنماركية . وننصب عزاءاً هنا ونواحاً هناك . لماذا ؟ .ونشتم هذا ونلعن ذاك . وفي الأخير نكتب حديث نبوي شريف هو ( النظافة من الإيمان ) على حاويات القمامة .
الدكتور
جابـــــر الســــــــعد
المكان : شارع النبي أبراهيم الخليل ( ع ) الناصرية \ ذي قار
الزمان : 7 شباط 2012
