العملية السياسية في العراق بين التحديات الخارجية والازمة الأخيرة- جواد كاظم الخالصي

Sat, 11 Feb 2012 الساعة : 11:57

  في ندوة لرابطة الشباب المسلم / لندن :
رابطة الشباب المسلم / لندن
همام حمودي
نجحنا في تاسيس تجربتنا الديمقراطية الخاصة المبنية على مفهوم الشراكة الوطنية
ياسين مجيد
الازمة الاخيرة  افرزت واقعا عراقيا جديدا  وافشلت كل محاولات الاستقواء بالخارج
ضمن نشاطها الدوري في العاصمة البريطانية لندن استضافت رابطة الشباب المسلم في ندوة سياسية مميزة كل من الشيخ الدكتور همام حمودي القيادي في المجلس الاعلى ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب والاستاذ ياسين مجيد القيادي في ائتلاف دولة القانون وعضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب , وأدار الندوة الاعلامي العراقي ابو فراس الحمداني , حيث اشار في مقدمته الى مجموعة من التحديات الخارجية التي تلقي بضلالها على الواقع العراقي  تقف في مقدمتها الازمة السورية المتصاعدة  والقلق العراقي من صعود بعض الاطراف الراديكالية المدعومة اقليميا  ,ومستقبل العلاقات مع الجارة التركية في  ضوء تصريحات اوردغان الاخيرة بالاضافة الى ارتفاع سخونة مياه الخليج والتهديدات بغلق مضيق هرمز وتأثير ذلك على الامن الاقتصادي العراقي  وكذلك العلاقة مع الجارة الكويت و اصرارها على بقاء العراق تحت طائلة البند السابع  وشروطها التعجيزية في تسليم رفاة  القتلى الكويتيين وتسليم الارشيف الوطني الكويتي ،  بالاضافة الى محور القمة العرابية ومدى استعداد العراق للايفاء بمتطلبات انعقاد القمة في ضوء وجود خلافات عراقية عربية على عدد من الملفات المهمة
  وقد أبتدأ الشيخ الدكتور همام حمودي بسرد مختصر لانجازات العملية السياسية  ابتدأها بخروج القوات الامريكية واستعادة السيادة الكاملة مشيرا الى ان  ذلك انجازا وطنيا كبيرا  جاء تتويجا لجهود القوى الوطنية والمرجعيات الدينية والعمل السياسي المثابر ، مضيفا ان القوى الوطنية نجحت في القضاء على الفتنة الطائفية التي  عصفت بالبلاد  وبالرغم من العدوان الخارجي الكبير على العملية السياسية الذي اخذ ابعادا سياسية واعلامية واقتصادية  الا اننا استطعنا ان نؤسس نظاما ديمقراطيا  يضمن التداول السلمي للسلطة  ويحافظ على الحقوق والحريات  ، حيث  تطرق الى التجارب العالمية التي سبقتنا في هذا المضمار  كالتجربة اللبنانية الى كرست الطائفية من خلال تقاسم السلطة دستوريا  والتجربة الماليزية التي اعتمدت على تداول السلطة بين المكونات الاساسية  بينما في العراق نجحنا في تأسيس تجربتنا الديمقراطية الخاصة المبنية على مفهوم الشراكة الوطنية
وقد اكد الدكتور همام حمودي ان القوى السياسية لم توفق في ملف الخدمات ونحتاج الى تكاتف  وتعاون الجميع لان المسؤولية تقع على الجميع دون استثناء، وأضاف الشيخ حمودي ان الفساد يمثل تحدي كبير للدولة العراقية ونحتاج الى صولة جديدة من رئاسة الوزراء لمكافحة الفساد  مشابهة للصولات الأمنية للتصدي لهذه الافة الخطرة التي بدأت تسيء للاحزاب والشخصيات الوطنية وافرزت بيئة غير صحية ساهمت في  تعقيد مهام الشخصيات الوطنية المعروفة بنزاهتها وعمقها النضالي  في بناء البلد
وتطرق السيد همام حمادي  الى  جدية التحضيرات الجارية لاقامة القمة العربية  كاستحقاق سياسي للعراق , كونه  من المؤسسين للجامعة ويمثل ثقلا سياسيا واقتصاديا وسياسيا في المنطقة مؤكدا على وجود موافقات مسبقة  من معظم الدول العربية  للحضور وأنجاح هذه القمة
واضاف السيد حمودي أن العراق طرح مبادرة مهمة حول الازمة السورية  تهدف الى طرح الوساطة بين الحكومة والمعارضة  وقد نجحت المبادرة في كسب التأييد من قوى المعارضة والسلطات السورية ولكل قوى اقليمية تدخلت بشكل سلبي في محاولة لافشال اي دور عراقي في حل الازمة. ,,
بعد ذلك تحدث الاستاذ ياسين مجيد عن الازمة القائمة في البلاد وقارنها بالازمة التي حصلت في 2007 حين انسحبت كتلة التوافق من العملية السياسية في محاولة للتأثير على الحكومة مبينا ان الاوضاع والظروف تغيرت بشكل كبير على جميع المستويات على ما كانت عليه في السابق ، واشار السيد  النائب  الى ان الازمة الاخيرة  افرزت واقعا عراقيا جديدا  وأفشلت كل محاولات الاستقواء بالخارج مستذكرا مطالبة  قادة العراقية وفي سابقة سياسية خطيرة وعبر مقال نشر في الواشنطن بوست  بضرورة التدخل الاميركي لإنهاء الازمة  مضيفا  ان المعطى الاخر الذي افرزته الازمة هو  نجاح  القضاء العراقي في اثبات مصداقيته العالية بعد ان افشل  كل الضغوط الخارجية  والداخلية التي حاولت  تسيسه او  تحييده عن اداء دوره  في تنفيذ العدالة المنصوص عليه في الدستور ، واضاف النائب ياسين مجيد ان هنالك بعد اخر للازمة الاخيرة  تمثل في  سقوط سلطة القيادات التي حاولت ان تختزل العملية الديمقراطية بمزاجياتها  حيث لاحظنا رفض واسع من نواب القائمة العراقية لهيمنة قياداتها  بعد ان  رفضت  الكثير من الشخصيات الوطنية في القائمة الانسياق وراء مطالب بعض قادة العراقية  والتحقت بمجلس الوزراء وجلسات مجلس النواب ، مضيفا ان التحالف الوطني نجح  في ادارة الازمة ولم يخضع للابتزازات  واثبت من خلال اداءه الرصين ان الشراكة الوطنية لا تعني التنازل عن الثوابت المبدئية والوطنية  وان الازمة لايمكن ان تحل الا داخليا وفق اليات دستورية وبرلمانية  حيث طرح التحالف الوطني ورقة بناء الدولة لمرحلة مابعد الانسحاب وتتضمن رؤى وافكار تمثل خارطة طريق لحل كل الملفات العالقة ,وتطرق  النائب الى بعض الملفات الخارجية مشيرا الى العلاقة  مع الجارة تركيا كانت مميزة ومتطورة على كل الصعد  مشيرا الى ان التبادل التجاري وصل الى 13 مليار دولار  ولكننا  تفاجئنا باتصال تلفوني من السيد اوردغان مع دولة رئيس الوزراء  كان خارج السياقات الدبلوماسية  وبعيد عن البروتوكولات الرسمية المتعارف عليها مما تطلب ردا عراقيا بمستوى هذا الحدث ،  متمنيا ان يكون الرد العراقي بمثابة رسالة عراقية واضحة لكل من يحاول ان يتطاول على قيادات ورموز الدولة العراقية.
وبالنسبة لملف العلاقات العراقية الكويتية  اوضح ان البلدين  في طريقهما الى حل معظم النقاط العالقة وان الظروف مهيأة للبدء بمرحلة جديدة من العلاقات المتطورة
وفي رد مشترك للنائبين حول قضية  ابناء الانتفاضة من لاجئي رفحاء ،  اشار النائبان الى ان ملف رفحاء على رأس اولويات القوى الوطنية لانه يختزل نضالات  وتضحيات شعبنا العراقي في الانتفاضة الشعبانية  ووعدوا الحاضرين بتبنيه  ومتابعته  في اروقة مجلس النواب العراقي  لكي يحصل ابناء العراق الغيارى من المنتفضين على النظام الصدامي على حقوقهم المشروعة

العملية السياسية في العراق بين التحديات الخارجية والازمة الأخيرة- جواد كاظم الخالصي
Share |