الهاشمي يحط رحاله في الموصل-سهيل نجم

Sat, 11 Feb 2012 الساعة : 11:51

الازمة السياسية المفتعلة في العراق تراكمت منذ فترة ليست بالقليلة كما يصورها البعض نتيجة اصدار مذكرة القاء قبض بحق طارق الهاشمي في حين ان القضية جزائية ولا تطغى عليها  أي اجندة سياسية ، فالذي يفتعل الازمات هو من يريد ازاحة الاخر وان كان استحقاقه الانتخابي لان الذي تعود على شي شاب عليه والظاهر الجماعة تعودوا على أن يحكموا العراق وان كانوا اقل من غيرهم انتخابيا وجماهيريا.
قيل !!! والعهدة على من قال ان الهاشمي عند مغادرته مطار بغداد في ذات الطائرة التي كان فيها خضير الخزاعي كان مذعورا الى درجة الانهيار وهو يحاول الصعود في نفس الطائرة لعلمه بقدوم قوة خاصة الى المطار وصعودها الى الطائرة نفسها بحثا عن أشخاص من حماية طارق الهاشمي لكنه ظن ان الامر يعنيه وانهم سليقون القبض عليه وهو الامر الذي دفعه الى الانفعال الكبير على زميله النائب الاخر لرئيس الجمهورية فتصرف بشكل غير مألوف بل لم يراه بهذا الحال حتى الخزاعي نفسه وهذا ما يدفع الى الظن بل اقرب الى اليقين بأن تورط الهاشمي في عدد من الجرائم التي طفت الى السطح اصبحت ذات مصداقية كبيرة وليست كما تُصورها الابواق الاعلامية وبعض السياسيين الذين تباركنا بوجوههم الصبيحة كل يوم وهم يطبلون في هذا الاعلام المأجور بأن القضية كلها من تدبير المالكي ما يجعلنا نحاول وضعه في مصاف مُعدّي ومنتجي الافلام البوليسية والأكشن ،، والمصيبة انهم يقولون جرى اعداد هذا الفلم السياسي( السينمائي) من أكثر من سنتين،، ياجماعة بس لا احنا في هوليود وما نعرف!!! لذلك اذا كان موضوع الاتهام كله فيلم سينمائي مفبرك فلماذا لا نقف امام القضاء ونثبت هذه الفبركة ويكون الواحد منتصرا ورادا لكرامته ويصبح بطلا قوميا ووطنيا ونظيفا ،، ولكن كيف يمكن ذلك والأخ يتنقل من مكان الى مكان في كردستان العراق وهو ما أحرج القيادة الكردستانية ووضعهم اما مسؤولياتهم الدستورية والقانونية واحترام سلطة الدولة المركزية وهنا يجب ان يثبت القادة الكرد المحرجين ارادتهم تجاه وحدة العراق والحفاظ على دماء العراقيين ولا أظنهم سيقفون موقف المتفرج على دماء الضحايا وهم يرون قاتلهم يجلس بين جدران قصورهم ، وبالذات أنهم الكرد بالامس القريب وليس البعيد التاريخي كانت دمائهم تسيل انهارا بفعل العصابات البعثية وغيرها ،، فلا أعتقد المساومة منهم .

بعد ان تم وضع الاكراد في الزاوية الحرجة وبتخطيط جهنمي من قبل قادة الرافضين للحالة السياسية العراقية اليوم التي يحكمها من لم يرضَون دينه وخلقه ولكن ليس على قاعدة فزوجوه!! لأن هكذا زواج لن يتم سواء كان علنيا أو سريا وسرعان ما سيتجه القادة الكرد الى التخلّص من تلك الورطة حتى لا يكون هروب الرجل من أراضي اقليمهم الى دول الجوار وتركيا تحديدا ،، وعلى ضوء ذلك سيكون المخرج الوحيد لتلك الأزمة هي مدينة الموصل ومنها الى تركيا وقد يكون هذا السيناريو فعلا قد تم العمل به خلال الايام الماضية من اجل الخروج بصيغة سياسية تحفظ ماء وجه الاكراد حتى لا يلومهم التاريخ ،، وقد سمعتم ان الهاشمي اختفى من دار ضيافته الى جهة مجهولة وهذه الجهة سوف لن تكون غير الموصل التي تؤدي غرض وصوله الى أحضان عمامه الاتراك وبترتيب من بعض دول الخليج العربي التي أقرت باستعدادها الكامل في تغطية كل ما تترتب على هذه العملية وهنا أقصد الدعم الكامل والمطلق من قبل السعوديين بالذات لاقتصاد تركيا المتهريء والمتهاوي أساسا فكيف به اذا حصل الموقف المتشدد من قبل العراق على خلفية وقوف الاتراك ضد رغبة العراق في تطبيق القانون واجراءات القضاء.

اذن على السيد محافظ الموصل ان يتأهب لموقف متأزم مع الحكومة العراقية والذي يوصلهم الى اعلان الاقليم ثم محاولة اللعب بعيدا عن عين الدولة العراقية، وهو ذات الموقف الذي ربما سيتعرض له رئيس أعلى سلطة تشريعية في البلد وهو يمارس عمله في تطبيق الدستور واذا به عند ذاك يكون قد خالفه جهارا نهارا وطعن في كل فقرة من فقراته اذا تستر او سكت او تغاضى عن فعلة أخيه في ضرب الدستور العراقي وقرارات القضاء .   

Share |