تركيا ...وزدواجية السياسة؟-حيدر الحرباوى -لبنان

Sat, 11 Feb 2012 الساعة : 10:30

 اتسمت السياسة التركية تجاه منطقة الشرق الاوسط نوعا من التغير في العقد المنصرم حيث حدثت تغيرات عميقة في السياسة الخارجية التركية حيث ازداد التواصل السياسي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي مع الدول العربية .
ويبدو ان الدول العربية كانت اكثر ايجابية في السنوات الاخيرة لفهم هذا التحول؟
وألى اي مدى تغيرت وجهات النظر العربية بشأن تركيا
ولماذا حدث هذا التغيير ؟
وماهي النقاشات الدائرةحول تركيا في العالم العربي .وهل هناك اختلاف بين البلدان والايديولوجيات السياسية .
كان المنظور العربي متعدد الاوجه كما هو اليوم تجاه السياسة التركية لكن انعطافات كثيرة حدثت في العصر الحديث غيرت نظرة العرب الى الاتراك .كان المنظور القومي العربي مهما في النظر الى تركيا بمفردات سلبية اساسا وفي فترة ما بعد الاستقلال صور السرد القومي العربي العثمانين على انهم مستعمرون مسوْولون عن تخلف العالم العربي .
وزداد هذا التصور بعدما تحالفت تركيا مع الكتلة الغربية في السنوات الاولى من الحرب الباردة وكانت العلاقات العربية مع الكتل الغربية علاقات عدائية وكانت المشاعر الشعبية ايضا رافضة بسبب دعم الغرب وخاصة الولايات المتحدة لاْسرائيل.وهكذا كانت نظرة العالم العربي الى تركيا على انها عميلة للولايات المتحدة .وتكرس هذا المنظور بعدما شاركت تركيا بتأسيس حلف بغداد عام (1955)في غضون ذالك احدث اعتراف تركيا بأسرائيل عام (1949)شرخا اضافيا في العلاقات العربية .لكن الاجواء تغيرة بشكل كبير بعد العام (2003)منذٌ مجىء حزب العدالة والتنمية الى السلطة في العام (2002)وقرار البرلمان في اذار مارس (2003)رفضهُ التعاون مع الولايات المتحدة في حربها ضد العراق والتطورات التي شهدتها العلاقات التركية بين تركيا والاتحاد الاوربي في كانون الأول عام (2004)ورد فعل تركيا على حرب غزة ومايسمى بحادثة دافوس عام 2009.كلها عوامل ساعدة على تغير نظرة العالم العربي تجاه تركيا وكانت القوة المحركة الرئيسية التي شجعت تركيا على القيام بدور الطرف الثالث,هو تفاقم الانقسامات بين العالم العربي ونشوء فراغ في السياسة الاقليمية وتخوف دول الخليج من ايران وقدراتها العسكرية لذا تحاول بعض الدول الخليجية ان تجر تركيا لحسابات طائفية لتضعها امام ايران ذو الوزن الثقيل التي سبقت تركيا سياسيا وعسكريا .لذا نرى ان الاظطرابات التي تحدث في سوريا تحاول تركيا ان يكون مفتاح الازمة السورية بيدها وهو اسقاط نظام الاسد من خلال دعم المنشقين واقامة منطقة عازلة على الحدود السورية التركية وتصعيد الخطاب الاعلامي ضد نظام الاسد .تحت غطاء الديمقراطية والربيع العربي .وهو تدخل سافر ضد بلد عربي لهٌ خصوصية وقومية .فلو كانت السياسة التركية حريصة على دماء الابرياء لكانت اوقفت تلك العمليات العسكرية والغارات التي تقوم بها بين الحين والاخر شمال العراق مدعيتنا انها حريصة على امن الاتراك ام ان الامن العربي لايشبه الامن التركي .انها الازدواجية بعينها؟

 

Share |