الانسان بين الواقع الالهي والدافع الذاتي-طارق الخزاعي- الناصريه
Thu, 9 Feb 2012 الساعة : 10:44

الايدلوجيه الالهيه المقتبسه من الوحي الالهي والتي تنطلق من واقع الانسان الفيسيلوجي وتكوينه الوجودي والفطري بدءا من التراب مرورا بالنطفه ثم العلقه والمضغه وانتهاء بالهيئه او الشكل الذي عليه الان . هذا الكائن الالهي الرائع الذي اكرمه خالقه وصانعه علي كل مخلوقاته بالعقل والهدي ونور العلم للرقي الي اسمي مراحل الكمال والوصول الي ساحل البر والامان ينكر وبكل بساطه تلك السلسه الكونيه شامخا بانفه مغرورا بنفسه . يسيطر عليه الهوي ويطغي عليه المال وتهيمن عليه الصفات الرذليه . اننا اذا امعنا النظر جيدا وسمحنا لفكرنا بالانطلاق وبحياديه تامه لوجدنا انفسنا ولاادركنا كم نحن ضعفاء ومحتاجين الي قوه تساندنا وتقف دوما الي جنبنا . لاسيما ونحن نعيش في زمن التكالب والتهالك والسيطره علي الذات تحت مسميات عده كالحريه والتجرد والتمرد علي الفطره والانقلاب علي الواقع . اننا ندرك كاملا بان لنا ربا محيط بنا وملائكه يكتبون مايصدر منا وعنا ونؤمن بانه ( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) ونصدق ونقر بما جاء به نبينا الحبيب المصطفي صلي الله عليه واله وما اوصونا به ائمه الهدي والجق من ال بيته عليهم السلام . اذن لماذا تتغلب علينا شقوه الهوي وحب الذات اللعين وتركبنا عصبيه القبيله او العشيره فنتجاوز حدود الله تعالي فنتهم من دون دليل ونقتل من دون برهان ونحكم من دون علم ويقين لنصنغ مجتمعا متضادا متناقضا يتقاتل علي الشقه ويفترق عند ابسط مساله. اركانه ضعيفه قواعده هزيله . سرعان ماتقذفه امواج الفتن وتتلاعب به رياح الصراعات . وعندما ينظر الانسان الي الوراء قليلا ويتصفح سجل الطغاه والمرده يجد الهوه الشاسعه بين القاموس الالهي الخالد وبين القوانين الخاويه التي تفتقر الي ابسط المقومات الانسانيه لتعارضها مع ماتطمح اليه نفوس الطغاه والظلمه من هيمنه وتسلط علي الرقاب واستعباد الانفس واسبداد الحكم وما شابه ذلك . وليس ببعيد ماحصل للرؤساء العرب الذين حكموا بلادنا الاسلاميه بغير حق وهدي . فقد اصطفوا مع القواعد العاديه للانسان العربي وهويته الدينيه والعربيه فكان مالهم الي السقوط في مزبله التاريخ والانحدار الي وادي الخزي والعذاب المهين .