المرسل:ابو تبارك الناصري-ناصرية
-------------------------
نعم انه الشارع الذي على جميع ابناء الناصرية ان يمروا به ..سواء الذكور البالغين سابقاً او جميع فئات المجتمع لاحقاً
نعم انه الشارع ما بين دائرة التجنيد السابقة في نهايته الجنوبية على ضفاف نهر الفرات , وبين مديرية التربية في نهايته الشمالية حيث شارع الحبوبي
حين دخولك لهذا الشارع من بوابته الجنوبية على جانبه الايمن بيت ال حجي طالب ( عائلة رئيس الوزراء ناجي طالب ) , هذا البيت الخاوي الذي طراز بنائه يذكرني ببويتات اليهود القديمة في باب الشطرة
تأخذني الذكريات الى حيث كنت متخلف عن الخدمة العسكرية , حيث مراجعتي لهذه الدائرة ( تجنيد الناصرية \1 .. تجنيد الناصررية \2 )
لتسافر بيّ الذكريات حيث التعامل المهين مع الشباب الذين ساقتهم حتوفهم لاداء خدمة العلم ,, وفي مخيلتي صورة لاحد منتسبي الناصرية \2 وهو يرفس رجل خمسيني العمر( اضنه اكبر من الخمسيني لكن العراقيون مولعون بتصغير التولد في هوية الاحوال الشخصية .. حتى ما يلفونة بالعلم حين منحه اجازة ابدية وهو قادم من جبهات القتال على البوابة الشرقية !!) لا تزال تلك الصورة لهذا المنتسب الذي يركل الرجل ( على ما يبدو كان مكلف بخدمة الاحتياط ) من اعلى السلم الخارجي ليقذفه الى الطابق الارضي .. ليسقط علينا هبتاً من تجنيد الناصرية \2 ونحن جالسين في ساحة الكفتريا الصغيرة في الطابق الارضي نحتسي الشاي ونبحث عن معقب للمعامة , عساه ان يكفنا معانات التعامل المهين من قبل المنتسبين

وفي مخيلتي صورة لاحد المنتسبين الناصرية \1 وهو ينثر المعاملات من على سياج هذا البيت ( الدائرة ) كما تنثر الواهلية على المراجعين فاذا كنت في وسط الزحمة حينها .. عينك ما تشوف الا النور !!!!

يستمر شريط الذكريات والمواجع بالعرض المستمر في مخيلتي طوال فترة انتقالي ما بين نهايتي الشارع الذي لا يتجاوز طوله 500 متر ولكن السير فيه بسيارتي البسيطة يستغرق اكثر من نصف ساعة بسبب الازدحام الشديد بالقرب من حديقة غازي المهجورة !!!

ليستمر عرض هذا الشريط طيلة هذه النصف ساعة

وحين وصلولك للنهاية الشمالية للشارع حيث على شمال نهايته ( مديرية تربية ذي قار)

التي لا بد على كل فرد عراقي ان يزورها سواء موضف او موضفة في قطاع التربية او ولي امر لطالب او طالبة شيخاً كان او عجوز

في هذه النهاية وبعد ان تنمحي من ذاكرتك تلك الصور المأساوية لبوابته الجنوبية ..
متمنياً ان تمحى تلك الصور للابد في عراق العهد الجديد ..
على العكس من تسميتها التربوية , التي توحي لك بان جميع من في هذه الدائرة هم من الاناس المتعلمين والمثقفين

تبحرر في دهاليز الدربونات الضيقة والقديمة لبناية المديرية التي لا تختلف في افضل صورها عن بيت ال حجي طالب .. ليطول بك الوقوف امام احد الغرف لاكثر من نصف ساعة كون الموضفون مشغلون بتناول وجبة افطار , ولكن بصوت عالٍ فيعج المكان بصهيل مزاح الموضفين مع الموضفات اثناء تناول الافطار !!!!

وفي محطة اخرى قد تنتظر اكثر من نصف ساعة اخرى امام باب احد مدراء الاقسام فيخبرك الموضف على الباب بان السيد مدير القسم غير موجود الان ,, فتكتشف حين عودته بانه كان في نزهة داخل او خارج المديرية يودع او يستقبل احد اصقائه او معارفه او اقاربه ... يتخلل هذا المشهد صور للكثير من الوجوه العابسة التي تكاد ان تقطعك خزرات عيونهم بمجرد ان تضع فايل معاملتك امامه !!!

لتكون اخر صورة حين يُحال كتاب التأييد بالاستمرارية بالخدمة الى قسم الطبع ( بالحكومة الالكترونية لمديرية التربية ) فيطلب منك الموضف الانتظار اكثر من ساعة ونصف او ساعتين لاكمال طباعة كتاب التأييد الذي لا يحوي على اكثر من 15 كلمة

هذه صورة لما عانيته وشاهدته يوم امس خلال مراجعتي للحصول على تأييد استمرار الخدمة ..

الحمد لله اني لست بكثير المراجعة على دوائر الدولة ولا احبذ مراجعة اي دائرة ودوما اؤجل اي مراجعة مطلوبة مني ... والا لاخذت هذا القسم ( هموم الناس فلاحة ملاجة )