الأمطار في العراق نعمة أم نقمة؟-دلال محمود- المانيا

Sat, 4 Feb 2012 الساعة : 11:45

لاأدري لماذا في دولنا العربية يتسابق الناس ليدعوا من الله ربنا ان يمنَّ عليهم في بداية كل فصل شتاء بالمطر أدري لماذا يتغاضى الله جل جلاله عن تلك الدعوى, بحيث يظل الناس طول فصل الشتاء رافعين رؤؤسهم للسماء يتوسلون ان تكون السماء سخية بدموعها.
في اغلب فصول الشتاء يرحمنا الله بثلاثة أيام وحين يقرر ان تكون رحمته كبيرة يظل يمطرنا لاسبوعين متتالين, ياتُرى هل أنها رحمة من الله حينما جعل شتاءاً عصي الدمع شيمته الصبر؟
نعم انها الرحمة الواسعة , ففي عراقنا الحبيب حين تمطر السماء لثلاثة ليالي معنى هذا ان مدن العراق اصبحت عبارة عن بحيرات وسط المدن السكنية, وسرعان ماتتوقف الحياة والحركة, وكأن الله حين يزخ المطر علينا , يقول للوقت قف, فسرعان مايتوقف دون ان ينبس ببنت شفة.
ليس غريباً في مايحصل من فيضانات في المجاري وشبكات المياه في مدننا , لأن المسؤؤلين قد خانوا ماأتمنوا عليه, هم غارقون في ملذاتهم , والشعب كل الشعب الى جهنم وبئس المصير, وبما أن الرقابة نائمة وربما مفقودة تماماً, فان الأمر بات طبيعياً.
حين أشاهد الامطار هنا في المانيا , اتمنى ان يكرمنا الله بذات الكمية منها ولكن سرعان ماأسحب امنيتي تلك خوفاً مني على احبتي من الغرق , وتوقف الحياة , حيث جميع المعنين في سبات .
حين تمطر السماء هنا تظل الحياة كما هي , حتى الاحذية التي نرتديها حين يكون الجو ممطراً, تكاد لاتتوسخ , بل تبدو اكثر نظافة ولمعاناً, فالارض هنا ليست طينية , ورغم هذا فالذي يزور تلك الارض يرى الزراعة تملأ المساحات الشاسعة منها.
نادراً ماتجد مياه راكدة بسبب الامطار في الشوارع , فالمجاري مصممة لأستقبال الكميات الكبيرة من مياه الأمطار.
متى يستلم العراق العظيم رجال عظام يخدمونه بصدق وأمانة ولايفرطون بخيراته فينهبونها في وضح النهار؟
متى نستطيع ان نقارن مابين بلد متطور مثل المانيا وبلد عريق مثل العراق؟
ربما عن قريب , سيكون هذا الأمر , فعلى الله ليس ببعيد
 

Share |