المركزية المفقودة-علي خضير
Sat, 4 Feb 2012 الساعة : 11:32

المركزية بتعريفها (وهي جعل الأمور ومقاليد التصرف المختلفة بيد شخص واحد دون التدخل في شؤونه ويكون ذات مواصفات خاصة تؤهله لكي يصدر اوامر وعلى رعيته تنفيذ ما يطلب) والمركزية مطلوبة في بعض مجالات الحياة المختلفة حتى أنها مطلوبة في داخل البيت الواحد حيث يجب أن يكون هناك رباً لذلك البيت ويكون المسؤول الوحيد في اصدار الأوامر وتحمل المسؤولية كاملةًًًًً.. في المجال الرياضي يفتقد مثل هكذا أمر وهذه المقدمة هي بوابة لموضوعي الذي انوي الحديث عنه.. بعد سقوط الصنم أي بعد عام 2003 حدثت انشقاقات في هذه الشريحة المهمة والمهمة جداً وهي شريحة الشباب الرياضي وتحديداً (الفرق الشعبية) حيث ظهرت على الشارع عدة مسميات وعدة روابط وعدة اتحادات تدعي أنها تمثل الفرق الشعبية وهي المسؤوله عنها ولا اخفي أن بعضها قد عمل بجد ونشاط وقد عمل شيئاً لهذه الفرق ولكن ليس بشكل قانوني ومدروس أي لايستند على أساس قانوني يجعل عمله أصولي وهذا الامر أدى بدوره الى خسارات كبيرة وفي مقدمتها ضياع حقوق الفرق الشعبية في المحافظة لأنه لايوجد من يدافع عنها بالشكل القانوني أي لايوجد من يمثل (الفرق الشعبية) وأول تلك الخسارات هي سلب الملاعب والساحات من هذه الفرق وتلاحظ كل من هب ودب يأتي ليعمل مشروعاً ما ولا يجد مكاناً الا في ملعب للفرق الشعبية حتى أن المقولة الشعبية طبقت على هذه الفئة وهي (صرت حايط انصيص) هذه واحدة من الخسارات الكبيرة لعدم وجود مرجع رياضي حقيقي وقانوني يرجع له صاحب قضية معينة وصاحب حق ويكون باستطاعته أن يجلب لهذا الرياضي حقه المسلوب بالاضافة الى وجود خلل واضح في عمل هذه الفرق من خلال الية تنظيم البطولات وتلاحظ (العلاقات والواسطات تاخذ في هذا الجانب مأخذ كبير في مشاركة فرقهم وبقية الفرق ؟؟) وكذلك في تسيير هذه البطولات وما يرافقها من أمور وعلى سبيل المثال لايوجد هناك رادع للاعب المسئ في تلك البطولة الأمر الذي ادى الى تمادي بعض اللاعبين في إساءاتهم على الخصوم والحكام وبالتالي لاتوجد لهم عقوبة تمنعهم من تكرار هذه الحالة .. السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا لانصبح مثل بقية المحافظات ففي كل محافظة هناك اتحاد يعمل لخدمة الفرق الشعبية ومستند على أساس قانوني ولدية منهاج سنوي وشهري ونظام داخلي ونلاحظ التطور الحاصل في تلك المحافظات في البصرة ، وفي النجف ، وكربلاء ، والسماوة ، وووووو على سبيل المثال وفي كربلاء المقدسة كل رئيس فريق شعبي مجاز رسمياً يقدم أسماء لاعبيه وكشوفاته الخاصة بالفريق يحصل على ملعب مسيج بـ (BRC) هذه الحالة تمت العام الماضي والقبل الماضي وعلى مرأى ومسمع مني شخصياً..مالفرق بيننا وبين محافظة كربلاء هناك يجهزون الفرق بملاعب وهنا تسلب منا هذه الملاعب!! في احصائية خاصة اجريتها على ساحات الفرق الشعبية وجدت انه وخلال الستة أعوام الماضية تم بناء المشاريع المتنوعة على اكثر من عشرة ساحات للفرق الشعبية (والحبل على الجرار)!!! واليوم نسمع ان ملعب العمال الشعبي يقام عليه مشروع سكني وهو تقريبا الوحيد الباقي بعد سلب الملاعب المشهورة الاخرى والذي يضم اكثر من ثلاث عشر فريقاً شعبيا وكل فريق يضم ثلاثين لاعباً اطرح تلك الارقام امام من يهمه الامر ليجمع ويضرب ويجري عملية القسمة ويرى كم شاباً يحرم من مزاولة الرياضة ويكون عرضة لما موجود في الشارع هذه الايام .
هنا يجب ايجاد الحلول وبأسرع وقت ممكن لأنقاذ مايمكن انقاذه . والله من وراء القصد .