من العلوم عند العرب بعلم الأنواء/محمد خالد علي السبهان

Wed, 1 Feb 2012 الساعة : 9:49

ويشابه علم الأنواء علم الأرصاد الجوية في عصرنا الحالي، فعلم الأنواء هو العلم الذي يبين موعد نوء النجم (غروبه) لحظة شروق الشمس، وكانت العرب تربط

بين موعد نوء النجم مع جميع أيام السنة، فيعرفون متى يحل البرد والدفء والمطر والجفاف والريح وغيرها.

وكانت العرب قسمت فصل الشتاء إلى قسمين، القسم الأول وتبدأ فترته من يوم الانقلاب الشتوي والذي يبدأ عادة يوم 22 كانون الأول من كل عام وتسمى هذه الفترة التي تستمر أربعين يوما «بأربعينية الشتاء» وتتميز أربعينية الشتاء في أنها ابرد أيام السنة على الإطلاق بسبب أن أشعة الشمس تكون في اشد ميلان لها خلال العام حيث تكون عاموديه على مدار الجدي الذي يقع على بعد 23،5 درجة جنوب خط الاستواء، حيث تنخفض درجات الحرارة خلال هذه الفترة ويحدث الانجماد،

ثم تنتهي في الحادي والثلاثين من شهر يناير من كل عام.

أما القسم الثاني من فصل الشتاء فيبدأ من بداية شهر شباط ويستمر حتى يوم الاعتدال الربيعي الذي يصادف يوم 23 آذار من كل عام، وبذلك تستمر هذه الفترة

حوالي خمسين يوما، وسمت العرب هذه الفترة «بخماسينية الشتاء».

وخلال خماسينية الشتاء يحدث ارتفاع نسبي وتدريجي في معدل درجات الحرارة بسبب ابتعاد الشمس عن مدار الجدي باتجاه خط الاستواء و وصول الشمس إلى منزلة سعد الذابح التي موعدها يوم 31 كانون الثاني من كل عام، حيث تقل زاوية سقوط أشعة الشمس فترتفع الحرارة نسبيا، ثم تصل الشمس إلى منزلة سعد بلع يوم 12 شباط، ثم منزلة سعد السعود يوم 25 شباط، وأخيرا منزلة سعد الخبايا يوم 9 آذار، وفي هذه الفترة تكون الشمس قد اقتربت من التعامد على خط الاستواء وتزداد درجات الحرارة عن فصل الشتاء ويقل معدل هطول الأمطار وينتهي فصل الشتاء ويبدأ فصل الربيع، وبذلك يصل عدد أيام فصل الشتاء إلى 89 يوما.

وسمت العرب «سعد الذابح» نسبة إلى أسطورة عربية حديثة (حوالي القرن التاسع عشر) تقول ان راعيا كان اسمه (سعد) يرعى مع ناقته في منطقة باردة جدا وتساقطت الثلوج، وخوفا من الموت بسبب البرد القارص ذبح سعد ناقته واختبأ في جوفها الدافئ ونجا من الموت، لذلك سميت هذه الفترة بسعد الذابح.

أما المنزلة الأخرى وهي «سعد بلع» فسمتها العرب بذلك نسبة إلى سرعة ابتلاع الأرض للمياه أو تبخرها بسبب الدفء النسبي لحرارة الجو، وفي البادية الأردنية والعربية الحديثة نسمع من يقول «في سعد بلع الدنيا بتشتي والأرض بتبلع» حيث تتبخر المياه وكأن الأرض تبلعها.

أما المنزلة الأخرى وهي «سعد السعود» فكانت العرب ترى أن طلوع هذا النجم دليل على بداية اكتمال النبت والعود أي الزرع، لذلك قالت العرب «إذا طلع سعد السعود نضر العود ولانت الجلود وذاب كل مجمود، وكره الناس في الشمس القعود.

أما النجم الأخير من السعود فهو «سعد الاخبية» وسمّي عند العرب حديثا «سعد الخبايا» حيث تقول العرب عنه: «إذا طلع سعد الخبايا بتطلع الحيايا وبتتفتل الصبايا، ويحمض-بتشديد الضاد- اللبن، ويبرطع الجمل» وهي كناية عن ظهور الحر والدفء وبداية فصل الربيع حيث تخرج الأفاعي من جحورها وتخرج الصبايا إلى الطرقات وتدر الجمال والنعاج الحليب والجبن ويتحرك الجمل براحته تحت اشعة الشمس الدافئة.

وكانت العرب تظن قديما بان الازدياد في درجات الحرارة خلال خماسينية الشتاء ناتج عن سقوط جمرات من السماء خلال شهر شباط، الجمرة الأولى تسقط في السابع من شهر شباط، والجمرة الثانية تسقط في الرابع عشر من شباط، ثم الجمرة الثالثة وتسقط يوم الحادي والعشرين من شباط، وبذلك يكون الفارق بين سقوط كل جمرة والجمرة التي تليها سبعة أيام.

Share |