الناصرية المدينة الساكتة دعوة لعودة الفانوس في زمن الفيس بوك/علاء كولي
Tue, 31 Jan 2012 الساعة : 15:19

الفانوس هو احد اهم الاشياء التي ترتبط بذاكرتنا عندما يكون الحديث عن المحنة او الفقر او الحصار والفانوس هذا يبدو ان الانسان القديم قد اكتشفه منذ مايقارب خمسة الالف سنة قبل الميلاد ...! حيث اكتشف اول فانوس في زمن السومريون لكنه لايعمل طبعا على النفط ...! ربما هناك اشياء اخرى يعمل عليها وربما ان السومريون كانوا قد استخرجوا النفط ونحن لانعرف ...!عموما التنقيبات هي التي سوف تظهر الحقيقية ..؟ لكنني غير متأكد من ان الفيس بوك قد استخدمه اولئك الاقوام او لا في الاتصال بباقي الحضارات الاخرى او الاتصال بكائنات اخرى من كواكب اخرى ..؟ وتبدو العلاقة بعيدة جدا بين الفانوس الذي يمثل حضارتنا في محنة تسعينينات القرن المنصرم ..القرن الذي اصبح قرنا فعلا ...! وبين الفيس بوك الذي يمثل العالم كله لكن الشي المشترك ان الفيس بوك والفانوس هو ان الاثنان هما مكان للتواصل ، ثمة امر ما يحصل ، نحن في زمن الحداثة ومابعد الحداثة ومابعد الكونيالية ومابعد البعد نحن في زمن المابعد ..كل شيءهنا مابعد حتى هذا الفانوس صاحب الطلة الجميلة هو الاخر قد نشهد حضوره بعد غياب مصادر الضوء عنا وبالتالي يكتمل مشهد مابعد الفانوس اي مابعد الضوء الحضور الضوئي البديل الناجح في زمن الفيس بوك الفانوس الذي ظهرت شعبيته في تسعينيات القرن الماضي نتخيل الان نحن في الفيس بوك اشراقة جديدة لهذا القادم المنسي الى بيوتاتنا رغم كل الات الحداثة الجديدة التي تم اختراعها لكنها تحتاج الى من يضيئها هنا يجري كل شيء وفق سياقات خاطئة، لا احد يعرف مايحصل ،الناصرية المدينة الجميلة التي تزداد سوء كل يوم المدينة التي يسحب منها البساط لكنها لاتفعل شيء المدينة التي سوف تبقى اخر مجاهدة في العراق بعد ان تصبح كل مدن العراق اقاليم هي وحدها من تبقى هائمة بحب وطن لايحترمها ياخذ منها كل شيء نظرية (السكتة) التي تتحلى بها تلك المدينة سياسييون فيها لكنهم ...(عربن .......) همهم الاول الانتماء الحزبي قبل الوطن ،المدينة التي دفعت كل شيء للعراق شعراء ادباء فنانين موتى كل شيء فيها سجل باسم العراق حتى الحضارة الاولى على هذه الارض هي الاخرى باسم العراق والعراق الذي لايعطي لها شيء المدينة التي تحب السكوت المريب وتحب الهدوء ايضا لكنها تحب ضوضاء الاخرين ..المدينة التي تحب ان ياتي اليها رجال ويصعدون على اكتاف فقرائها ويصعدون على اصواتهم ..اصواتهم التي اصبحت وامست منابر لهولاء القادمين من اماكن اخرى يحققون فشلهم انها سياسة الاحزاب التي تنادي بحب وطن لامحل له من هذه الخيرات الناصرية المدينة التي رأت الشمس منذ اعوام قليلة ورأت الضوء منذ تسعة اعوام ..المدينة التي كانت تتوقع ان تعوض بما قد اصابها من الماضي الماضي الذي وضعها في هامش الحياة والتاريخ والزمن وطمس فيها معالم الحب والجمال والوعي المدينة التي يعبر عليها كل شيء حتى ناقلات النفط المختومة بفيزا من الاحزاب هي تسكت كل يوم (قتل ،جرائم ،اغتصاب حقوق) والنتيجة واحدة هي ان هناك المزيد من الاخذ منها والنتيجة ان المواطن فيها بات بلاحقوق ،المدينة التي لاشيء فيها يصلح للحياة سوى تلك الضحكات القليلة التي ترسم وجه الحياة فيها حتى معنى الطفولة فيها قد غاب ايضا المدينة التي انجبت كل شيء مميز لكنها اخفقت في ان تنجب سياسي واحد مثل بسمارك اونيسلون مانديلا اوكمال اتاتورك ... سياسيون فيها يخشون من الاخرين فهم تابعين الى الاخرين ،الحقوق فيها تغتصب منذ اعوام والكهرباء تشكل عائق كبير لها كل وزير للكهرباء ياتي وياخذ من حصتها كي يعطيه لمدينة متمردة مدينة ليس فيها مثلما في هذه المدينة الساكتة ، انها دعوة لعودة الفانوس في زمن الفيس بوك لايريدون لنا ان نبقى مضيئين مثل مدينتنا الداكنة ، كل صيف يأتي وزير او سياسي يخفض حصتها من الكهرباء كي تعطى للاخرين مدينة مثل الناصرية تمد بشريانها للاخرين لكنهم يقطعونه بسكاكينهم كل عام تطل علينا مفاجئة تخفيض حصتها من الكهرباء لكن كما تعودنا ان مشكلة الكهرباء تظهر في الصيف فقط لكن هذه المرة ظهرت المشكلة مبكرا مرة اخرى هناك مشكلة بتخفيض حصة المحافظة بالكهرباء فكما يعبر البعض انها اقل حصة في محافظات العراق واقصى ردة فعل من حكومتها المحلية هي ان تصرح او تستنكر ذلك الفعل محافظ ومجلس محافظة لايحبون غير التصريحات الملونة ومواطنون اقصى مالديهم السب والشتم ضد اولئك السياسسيون ويلعنون حظهم العاثر انها مدينة تعلن عن موتها وكل من يريد ان يطالب ويتظاهر سيكون هناك امامه خط احمر لايجوز لك انك لاتحترم القوانين ، والخوف بدأ يتغلغل بهم ، الخوف من المطالبة بالحقوق ،المواطن والمسؤول يخشى المطالبة ، انهم يريدون ان يعيدوننا الى زمن الفانوس ونحن في زمن الفيس بوك وما علينا الا ان نقف ونصفق لهذا الخذلان المتجذر بهذه المدينة ...انها مدينة بائسة مثل بلدها العراق كل شيء مخدر فيها الفيس بوك والفانوس هو اخر شعاراتها كي تبقى مستمرة في الحياة ..الحياة التي لها معنى واحد في هذه المدينة كيف اعيش انا لا كيف يعيش غيري انها مشكلته ومشكلة الفرد الذي يريد ان يعيش لنفسه هو وليحترق الجميع ولا علاقة له بالاخرين