العرب يساومون بغداد: القمّة مقابل تغيير الموقف من سوريا
Mon, 30 Jan 2012 الساعة : 9:01

وكالات:
مع اقتراب موعد القمة العربية في بغداد التي من المقرر ان تعقد نهاية شهر آذار المقبل، تزداد الضغوطات على الحكومة من اجل تغير موقفها مما يحصل في سوريا.
ومن المؤمل ان يصل الى العراق وفد عربي رفيع المستوى لبحث امكانية عقد القمة في اذار المقبل،
لكن مصادر حكومية تؤكد ان بين الاجندة التي يحملها الوفد الموقف العراقي تجاه الازمة السورية
ياتي ذلك في وقت نفى مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي الانباء التي تحدثت عن اعتراض بعض الدول العربية على عقد القمة العربية المقبلة في العاصمة بغداد .
غير ان (المدى) علمت من مصادر حكومية رفيعة المستوى، ان الدول العربية لن تقبل المجيء الى بغداد في اذار المقبل من دون تغير الموقف العراقي الذي يجب ان يكون متناغما مع توجهات الدول العربية بضد من الاجراءات التي يتخذها النظام السوري في مواجهة مناوئيه.
ومن المؤمل ان يصل وفد كبير من الجامعة العربية اليوم الاثنين بتكليف من الأمين العام للجامعة العربية إلى بغداد برئاسة نائب الأمين العام للجامعة السفير أحمد بن حلي تستمر أربعة أيام.
وقال السفير أحمد بن حلي - في تصريح له لعدد من وسائل الاعلام بمقر الجامعة العربية - ، إن الوفد يضم ممثلي مختلف الإدارات بالجامعة العربية للإعداد للقمة العربية المقرر أن تعقد ببغداد، ولوضع اللمسات النهائية للتحضيرات اللوجستية والفنية والإدارية لعقد القمة.
وأضاف إن الوفد سيلتقي مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري وعددا من كبار مسؤولي وزارة الخارجية العراقية، وذلك للتباحث حول الإجراءات والترتيبات النهائية لاستضافة بغداد للقمة العربية المؤجلة منذ العام الماضي.
وتابع بن حلي قائلا، إن هذه الزيارة تؤكد إصرار الجامعة العربية والجانب العراقي على عقد القمة العربية في موعدها ببغداد، نظرا للظروف التي تمر بها المنطقة العربية خاصة بعد ثورات الربيع العربي التي تقتضي انعقاد القمة العربية في موعدها من دون تأجيل.
وتأتى هذه الزيارة استكمالا لزيارة الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي إلى العراق في وقت سابق، والتي جاءت في إطار جولة له بعدد من دول الخليج العربي شملت البحرين وسلطنة عمان والكويت والعراق، وقد أجرى العربي آنذاك مباحثات مع المسؤولين العراقيين تعلقت بالترتيبات الخاصة بالقمة العربية وإصرار الجامعة على عقدها ببغداد وفي موعدها المحدد.
واستبقت الحكومة العراقية الزيارة ببيان تلقت (المدى) نسخة منه جاء فيه ان " ما تناقلته بعض وسائل الاعلام خبر مفاده ان بعض الدول العربية تعترض على عقد القمة العربية في بغداد وقد نسبت هذا النبأ الى مصدر في مكتب رئيس الوزراء هو لا صحة له " .
وأضاف "اننا في الوقت الذي ننفي مثل هذا النبأ جملة وتفصيلا، نؤكد العكس حيث رحبت جميع الدول العربية بما يشبه الإجماع بعقد القمة في بغداد وأكدت استعدادها للحضور على أعلى المستويات "، مشيرا الى انه " بهذه المناسبة ندعو وسائل الاعلام الى التدقيق في مصادرها كي لا تفقد مصداقيتها نتيجة اعتمادها على مصادر وهمية تنتحل الانتساب لهذه الجهة او تلك ".
وكانت بعض وسائل الاعلام قد تناقلت انباء عن مصادر في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي باعتراض بعض الدول العربية على عقد القمة العربية المقرر انعقادها في العاصمة العراقية بغداد في شهر آذار المقبل 2012.
وشعرت الجامعة العربية بالأسى حيال امتناع العراق لقرار تعليق المراقبين في سوريا على خلفية القرار الذي ارجعته لعدم التزام النظام السوري بما تم الاتفاق عليه.
وبحسب مسؤول بالجامعة العربية فانه من المتوقع أن يجتمع وزراء الخارجية العرب في أوائل شباط المقبل لبحث امكانية سحب بعثة المراقبين من سوريا.
وقال المستشار في الحكومة عادل برواري "ان موقفنا اعترضت عليه الجامعة العربية وبالتالي سيضعه الوفد الذي سيصل الى العراق ضمن اجنداته للوصل الى رؤية مشتركة"، مبينا في تصريح لـ(المدى) امس "انه بالدرجة الثانية ستكون مناقشة الاستعدادات الأخيرة للقمة العربية"، متوقعا " انهم سيغطون باتجاه تغير موقف العراق تجاه الازمة السورية باعتباره حجر زاوية في هذا الملف وله تأثير كبير على المنطقة لاسيما دمشق، وان العرب يعاينون موقفا موحدا مع الحكومة العراقية".
يذكر ان بغداد اكدت وفي اخر موقف رسمي لها أنها ترفض مبدأ التدخل الخارجي والذي تلوح به بعض الانظمة العربية تجاه الوضع السوري، مشددة على انها تدعم الاصلاحات السياسية التي يقوم بها الرئيس السوري بشار الاسد
ومنذ بدء مهمة بعثة المراقبين العرب في 26 كانون الأول الماضي، قتل مئات الأشخاص، بحسب المعارضة والأمم المتحدة والأخيرة تقول إن 5 آلاف شخص على الأقل قتلوا في سوريا منذ بدء الاحتجاجات المطالبة برحيل الأسد في آذار مارس الماضي.
المصدر:المدى