سفر ات من عدن/جواد المنتفجي
Mon, 30 Jan 2012 الساعة : 8:27

) الجزء الثالث )
ما بين صنعاء وبغداد
متابعات لأهم ما جاء بكتابات
الشاعرة ( د . ماجدة غضبان المشلب )
شعراء من مدينتي
(الآن..ارتشفت زبد الحب )
جواد المنتفجي
والى أين سنولى أدبارنا ونحن نتنفس عشقا؟ ..
ننزف عشقا ؟
نذوي عشقا ؟
وفي آخر مطافاتنا..
نموت عشقا ؟
لنفتش أذن عن تلك الوردة التي ذبلت في زمن ومكان ما.. وعلى حين غرة نجد أن الأقدار قد أعادت حياتها من جديد لتنثر عطرها حولها بعطاء مفرط ؟
كثير من التساؤلات أثارت حفيظتها وجدت أجوبتها وأنا أتصفح ديوان " الآن..ارتشفت زبد الحب "..والذي أثبتت لنا فيه الشاعرة الدكتورة " ماجدة غضبان " بان الحب توأم الكره .. بل هو الشقيق العاقل له، والذي لطالما عبر عن انفعالاتنا الحسية بدون أن نحطم أواني زهور المحبة أو قلع أجمات جذور ياسمين العشق ليخفت عطر وروده، ومنذ الوهلة التي بدأت فيها مراجعة باكورة تلك النصوص، والتي كانت قد أهدتني إياها المؤلفة المذكورة على طبق من الورد عبر الاثير.. ذلك الكم الهائل من قصائدها ، نجد ومن خلال العنوان الذي وضعته بكل إصرار لمجموعتها تلك، وحيثما بان صفاء القلوب في أكثر من قصيدة في عالم مشوب بأنات الحب الرحب على الرغم مما فرضه علينا القدر من هالات الحزن والذي أضحى يغلف معظم مساحات حياتنا المفتونة بالدمار والخراب لتحيل كل شيء أمامنا أو ما ظل خلفنا إلى قلق خلاق ومدمر معا نصبح مولعين فعلا بوشاح حزن كلماتها ، وهذا ليس بالغريب لأنك ستكتشف ومن خلال كل ما بثته الشاعرة للمتلقين بأن هناك الكثير من الأيادي الماهرة التي حاولت جهرا أن تهرب الشؤم إلى جزر عشقها المخملية المملوءة بالورد والرياحين..تلك الأيادي التي كانت ولا تزال تتفنن بالسرقة والخداع والتي انحدرت مع تجار الكلمات والمراهنة والدخلاء المتفرجين على جثمان الأدب الصريع ، ممن حاولوا تشويه معنى القصيدة العاطفية بشعر مزيف لأسمى آيات الحب النقي وقد تعودنا أن نمارس طقوسه في مرتع شعراء الجاهلية والمعلقات والمعجون بزمرد الشعر الحديث .. وما خلفه الأسلاف من الشعراء العظماء المشهورين بالعشق .. والمشهود لهم بالكرم والقتال والشجاعة والمروءة..و..و .. الخ ،مع أن أسلافهم الأوليين علموا أولى البشرية فن الكتابة..وهذا ما نجده في نصوص الكثير منهم من أنشد أول قصيدة ترنمت بالعشق والعشاق ..مفترشين البوادي والروابي الحافلة بأكواخ وخيام عشقهم أينما حلوا .. اقصد أولئك ممن صمموا على أن يذودون بالغالي والنفيس من اجل الدفاع عن معشوقاتهم ومنهم( عنتر بن شداد العبسي )،و ( قيس بن الملوح) ،فلا عجب لو أننا قرئنا اليوم في سفر كلمات " ماجدة الغضبان " والمذيلة في إحدى قصائدها في أدناه موضوعة ما كان يجول بين خواطرنا ،لنتعلق بها حد الصدق بعد أن عزمت على نقل مشاعرها للمتلقين من خلال ما مرت به من تجارب الحب أو الكره على حد سواء، وهذا ما يدهشنا فيها ، بل وما يشد القارئ لمتابعة المزيد من أشعارها، حين يشعر أنها تهب عشقها للحياة لتتحول لحظاته الى شيء أشبه بمغامرة وهي تثور على واقعها المر ،مكونة بذلك طقوس جديدة ممتلئة بالحب الوجداني والمتمثل بحب الوطن وطيوره وعصافيره وأشجاره وصحاريه ووديانه وقمم جباله وناسه وأهله ..الى حد انك ستشعر بأنها ذلك المكون الممتلئ بالأحاسيس الجارفة التي عملت على دمغ ذاتها وموضعها .. أحاسيس أثبتت لنا ومن خلال كتاباتها بأنه :"لا عشق مع الخلو .. ولا حب مع التصحر"..هذا بالإضافة الى إطلاعك على شتى حالات الحزن التي أعاشتها ورافقتها سوى أن كانت في المهجر أو من خلال عودتها الى الوطن .. لحظات كانت قريبة الى التوتر الوجودي والتي هزت دواخلها وهي تعيش في مخاض خلق وتكوين قصيدتها .. حدث ذلك منذ أن كتبت أولى قصائدها في المرحلة الابتدائية حتى تخرجها من كلية الطب ،والتي كانت تشبه لحظات "الخلق والتكوين ، حيث بينت لنا في أكثر من مقطوعة بان العشق ولادة .. والحزن بكاء المولود"..وهذا ما سيشعرك بآلام ووساوس غربتها .. لحظة كانت أحزانها تتدلى كعناقيد ضائعة في خميلة مهجورة جفت من كل الأزهار..لتبين لنا حين كنا لا نعلم بأننا عندما نروم بقطف وردة وإهدائها لمن نحب ليصير عشقنا أحلى تموت شجرتها وهي واقفة منتظرة حلول ربيع قادم لتورق من جديد.. هي ذي نظرية الوفاء لديمومة الحياة والتي حاولت أن تقحمها الكاتبة بين أسوار مملكة مجموعتها .. مملكة جهاتها الأربعة مخفية ..محفوفة حدائقها التي كان ولا زال من يدخلها لا يخرج منها ألا وهو معبق برائحة أنواع الزهور ..فما أحلاها من مملكة ؟ تلك التي يتسلق العشاق أسوارها! يفترشون أسارير أواني زهورها بأرواحهم ألوجلة ..فيزهو أخضرها ويابسها! يصير فيها العشق وطنا .. وهواه شجنا !نسمع صوت أنينها ، ننام ما بين تويجات زهرتها بروح وجلة ، مملكة يصير فيها البكاء وطنا ، والهوى شجنا ويموت الرحيق . فما أبشع أن يمسى الحب لؤلؤة مكسورة إلى حد أحداث ما سيسميه من يكنه سمة قصائدها بصدمة الحياة . وهذا ما ترنمت به "الشاعرة .. والأم .. والزوجة الوفية لبيتها ماجدة " في النقش الأول من قصيدتها الموسومة بـ " نقوش أثرية على وجه البحر":
هل اكتفيتُ بتوغلي
في الشِّعاب المنيعة ؟
هل كلَّتْ عيناي
وهي تنظر إلى ما بعد الجبل،
ما بين كتفي الضفاف،
ما وراء امتداد البحر،
ما يلي تمنّع الصحراء
وخُيَلاء المدن؟
هل اكتفيتُ بعد ترحال طويل
بصرّة ضئيلة
أضمُّها بكلِّ الشوق
إلى صدري
ليفوحَ عطرُ امرأة
وتتهدلُ خصلةُ شعر
وتفرُّ بذرةُ حبٍّ ضوئية
تغادر كفي
تطير بعيدا
كعصفور ذهبي ؟
د.ماجدة غضبان
- تولد عام 1964 الناصرية / ناحية قلعة سكر-
- حاصلة على شهادة بكالوريوس في الطب والجراحة البيطرية عام 1988
-عاشت شطرا من حياتها في اليمن ونشطت ثقافيا هناك
- صدر لها مجموعة شعرية بعنوان ( قصائد ممطرة) عن دار نشر- تالة- في سوريا للسيدة "ماجدولين الرفاعي"
صدر لها عن دار نشر بلد الطيوب نسخة الكترونية لمجموعة نصوص بعنوان ( قصائد ممطرة )
-اختيرت قصيدتها ( لو كان للحشرجة ريشة ودواة ) للنشر مترجمة إلى خمس لغات ضمن أضخم انطولوجيا شعرية بعنوان قلائد الذهب ترجمة الشاعر منير مزيد ومجموعة من الشعراء العرب
- فازت مجموعة نصوص ( قصائد ممطرة) بأفضل قصيدة في منتدى عاطف الجندي في مصر
- ستصدر لها قريبا عن دار مسارات مجموعتها الثانية ( الآن ارتشفت زبد الحب)
-متزوجة ولديها ثلاثة أولاد
تنويه : يتبع في الأجزاء القادمة