هذي الامة لا بد لها ان تأخذ درسا في التخريب /الدكتور نجم عباس العوادي-فرنسا
Sun, 29 Jan 2012 الساعة : 13:40

درس عربي في التاريخ
إن ما نشاهده اليوم من تخريب و تدمير و تفجير و اقتتال و تقتيل على امتداد الوطن العربي الكبير ما هو الا نتيجة طبيعية لحكم الديكتاتور الطويل. يُخطىء التشخيص كل من يعتقد بنظرية المؤامرة لما يحدث و حدث في سوريا او العراق او مصر اواليمن او ليبيا و غيرها من بلدان الاستبداد العربية. فما يحدث اليوم من ثورات هو نتيجة ظروف موضوعية ذاتية داخلية ستسمح لكل من هب و دب بالتدخل لحماية مصالحه و ترتيب الوضع بما يتناسب و استراتيجياته الكبرى.
ما حدث في العراق من خراب و عذابات كان سببه الاول حكم الفرد المستبد الذي بقيادته الفردية اودى بالعراق- احد اغنى البلدان العربية -الى ان يصبح في ذيل الامم ممزقا محتلا يعاني من الكثير من الازمات ينام على تفجير ليستيقظ على اخر ليسقط خلالها المئات من الابرياء اللذين لاذنب لهم سوى ان ابائهم ابتعدوا عن دينهم وجاملوا وتملقوا للباطل على حساب قول الحق لاربعة عقود فهنا حق عليهم قول سيد الشهداء امامنا وسيدنا الحسين ابن علي ابن ابو طالب (عليهم السلام) (بئس ماخلفتم محمدآ) .
الخمسون الف ضحية في ليبيا و تدمير هذا البلد العائم على بحر من النفط سببه ليس حلف شمال الاطلسي بل سياسات رعناء لحاكم طاغية مغرور ومستبد رفض نداء و رجاء شعبه الاخير بترك السلطة و الكف عن العبث بمقدراته. ثم من كان يعتقد أن العالم و اوروبا الجارة خصوصا كانت ستسمح بارتكاب مجزرة يذهب ضحيتها 70 الف شخص في بنغازي ما هو الا احمق و متخلف و يعيش في العصور الغابرة . الراي العام الاوروبي لم يكن ابدا ليحتمل ترك طاغية مثل القذافي يفعل ذلك. ثم إن العصر الاسود الذي كان فيه الحاكم العربي يذبح شعبه تحت حجة (شعبي و انا حر فيه) قد ولى !!!!!
وصول سوريا الى حافة الحرب الاهلية هو نتيجة منطقية جدا لنصف قرن من الاستعباد السياسي و القبضة الامنية و الفساد و الافساد الاجتماعي و الاقتصادي والتقتيل والنفي للوطنيين وحاصرت الشعب السوري ومنعته من من مواكبة مايحدث في البلدان المجاورة من تطور وانفتاح ، فلا علاقة هنا لامريكا او الغرب بها فالغرب بريئ منها براءة الذئب من دم يوسف ، وأتذكر هنا المثل الانكليزي اللذي يقول (عندما تريد ءن تحاصر قطة يجب ان تترك لها منفذ للهرب وإلا سوف تهجم عليك وتؤذيك)، فما بال الدكتاتورية وهي تحاصر شعب حي يمتلك ثقافة وعمق تأريخي وحضارة عريقة كالشعب السوري او اي شعب عربي اخر ؟ .
تربع اليمن كواحد من افقر دول العالم سببه الرئيسي الديكتاتورية العسكرية التي وضعت البلد و وحده في مهب الريح ونوة الرحيل وجعلته الان عبارة عن طوائف واحزاب وتجمعات قبلية ليس للوطنية وجود في قاموسها و اغلبها تتحرك كبيادق الشطرنج من قبل جهات خارجية ليس لها هم إلا ضمان مصالحها الشخصية فقط ولايهمها ابناء الشعب اليمني ومستقبلهم .
كل هذا الخراب و المجازر اليومية و التدمير و التفجير و التقتيل هنا و هناك ما هو الا درس طبيعي من دروس التاريخ لهذه الشعوب العربية التي عليها ان تتعلم فية أن ثمن التخلص من ديكتاتورية نمت و ازدهرت نتيجة عدم المبالاة و تحمل المسؤولية و تبني ثقافة المجاملة والتملق للمسؤول او الدكتاتور أو ثقافة الذي يأخذ امي يصبح عمي (او ابعد عن الشر وغنيلة) حيث ابتعد الناس عن قول الحق ونسوا مبادئ دينهم الحنيف اللذي قال على لسان رسولنا وحبيبنا محمد (ص) (إن أعظم الجهاد عند الله هو كلمة حق أمام سلطان جائر) فكان ثمن ذلك الابتعاد هو دماء غزيرة يجب أن يدفعها اليوم ابنائهم في معركة الامة مع الد اعداءها و هي الديكتاتورية سببها هو تملق ومجاملة الاباء او اوصوليين والمنتفعين اللذين يلهثون وراء الدنيا الفانية والتي كانت السبب الاول و الحقيقي وراء الفقر و التخلف و الفساد الاداري والاخلاقي و الانحطاط و ضياع الاوطان وهجرة العقول والكفاءات لاوطانها .
قبل اكثر من ثلاثين عاما، لم يكن صعبا على الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب ان يتنبأ - وهو يعيش في عز الديكتاتورية العربية- بطبيعة الدرس الاجباري الذي سيلقنه التاريخ لهذه الشعوب العربية عندما قال في واحدة من اشهر قصائده :
سيكون خرابا.. سيكون خرابا...
سيكون خرابا......
هذي الامة لا بد لها ان تأخذ درسا في التخريب