هل نجح مشروع القائمة العراقية ؟/عبدالامير الهماشي
Sun, 29 Jan 2012 الساعة : 7:32

أثار أكثر من عضو انسحب من القائمة العراقية علامة استفهام حول مشروع القائمة معللا انسحابه بابتعاد القائمة عن مشروعها الوطني .
ولا أدري ماهو الخط او المشروع الوطني الذي تبنته القائمة العراقية وابتعدت عنه وأنا أعلم أن أي تشكيل سياسي يتأسس في بلد غير البلد الام لاعضائه لابد وأن يتأثر بمنهج ذلك البلد وقد تلعب المخابرات ومراكز القوى دورا في تجميع التاييد والتأهيل لهذا التشكيل .
ولم يعد خافيا أن القائمة العراقية قد تأسست خارج الحدود وقد تفاخر وزير الخارجية التركي بأنه عراب هذا التشكيل ، وقد تسرب من بعض المنتمين لهذه القائمة أنها تأسست بقرار اقليمي -دولي ومن هنا فهي ضرورة اقليمية ولم تكن حاجة عراقية .
وربما وقع قادة العراقية بروتوكولا لايسمح بانشقاق أي قيادي منها وقد أُشعر الاعضاء الاقل درجة بمثل هذا البرروتوكول ، وقد أسر بعض الاعضاء في القائمة الى انه هُدد أكثر من مرة لمجرد التقائه بفصيل آخر أو التفكير في الانسحاب منها .
وبمتابعة سياسة الدول المجاورة للعراق نرى أنها تضع في ستراتيجيتها عدم عودة العراق الى وضع الدولة المؤثرة وأن يبقى أسيرا لمشاكله .
ومن هذه المتابعة لايمكن لنا أن نزكي أي فصيل سياسي تشكل خارج الحدود مع رعاية مخابراتية وإن كانت شعاراته وطنية وربما ينخدع بها الكثيرون ويحاول الانتماء له أو يؤيده .
كما لايجوز لنا التخوين لكل المنتمين او المؤيدين ولكن من السذاجة في عالم السياسة أن تقول ان لامصالح للدول في رعاية هذا الفصيل والعمل على تقويته ودعمه فالدول المجاورة او الاقليمية ليست جمعية خيرية وهي لاتقدم خدمات بالمجان .
وقد كان مخططا للعراقية أن تفوز في الانتخابات دون عناء يذكر لقادتها في حملاتها الاننتخابية وقد أسر بعض قادتها الى سياسين عرب بنتيجة الانتخابات الماضية قبل فرز الاصوات وكانت الجولات الاقليمية لزعيم العراقية في الدول العربية وتركيا وغيرها مقابل غياب واضح له في بغداد ولم يزر أيا من محافظات العراق باستثناء عاصمة اقليم كردستان اربيل و كان التبشير برئاسته للحكومة المقبلة أمرا واضحا وجليا .
وجاءت النتيجة بما لايتناسب وما تم الاعداد له فكانت الخطة البديلة بخلق الازمات حتى الانتخابات القادمة بغض النظر عن الشروط التي وضعتها العراقية لدخول الحكومة وتحصل على حصتها من المناصب الوزارية والسيادية .
ومن هنا لايمكن القول ان القائمة العراقية لم تنجح في مشروعها حتى هذه اللحظة بل إنها نجحت وبامتياز وقد ساعدها حتى هذه اللحظة أطرافا اخرى نتيجة تداخل المصالح السياسية .........
وإن أي تعطيل لمشاريع حكومية وستراتيجية ينصب بشكل واضح على مشروع هذه القائمة وإن لوحت بالمعارضة فقد يؤدي ذلك الى ان تفكر الجماهير جديا في البديل الذي تسعى اليه ...
ولااريد جلب أمثلة لمواقف العراقية بل يكفي متابعة موقفها قبل الانسحاب الامريكي وميلها الى تأييد الاحتلال وبقاء قواته في العراق واما مواقفها الاخرى .
ومن السذاجة أن لانشخص الموقف الذي تبنته العراقية منذ قرار الانسحاب الامريكي وكذلك موقفها من زيارة المالكي الى الولايات المتحدة وما أثاره صالح المطلك من خلال محطة السي أن أن الامريكية تجاه المالكي إلا حلقة واحدة من الحلقات التي تتبناها العراقية .
وسوف تستمر الازمات حتى وإن عادت العراقية الى البرلمان والحكومة بحسب ما خُطط لها فما زالت العراقية تمارس الوضع التالي قدم في المعارضة وستحمي شخوصها وهو ما يجعل مشروع العراقية مشروعا ناجحا في خلق الازمات ودفع الشارع لمزيد من التدهور .