علاوي .. نقطة راس سطر .. الدملوجي ـ عقيل الموسوي-المانيا
Sun, 29 Jan 2012 الساعة : 7:14

حمدت الله كثيرا أن أصبح لسطورنا رؤوسٌ نتلمسها ونتحسس وجودها ولو آلَ الأمرُ بعد الطاغية لأناسٍ بعينهم لبقيت كلُّ الرؤوسِ كما كانت مهددةً بالقطع بما فيها رأس السطر ورأس الشارع وحتى رأس الحكمة .. لا لشئ سوى لأن المكان لا يتّسع لأكثر من رأسٍ واحد .. رأس أستوعب من الحياة كل صفحاتها .. فهو الرأس المدبِّر والرأس القائد والرأس المخطط هندسيا والمنفّذ على أرض الواقع وهو الرأس التربوي والمفكِّر والمُلهَم والفنان والسياسي ورجل القانون والطنبور والدنبگچي وله الأسماه الحسنى .. ذلك هو رأس القائد الضرورة الذي تفرّعت منه رؤوسٌ كثيرةٌ توزّعت على أبطال المرحلة الجديدة فكان أرقى تلك الرؤوس هو ذلك ( الرأس ) الذي استأثرت به السيدة الدملوجي .. ساعدها الرفيق حيدوري على حمله .. وأنّى لها أن تشيله لوحدها وقد حمل ما حمل من اسلحةِ تدميرٍ شاملٍ وأفكارٍ تفيض بها مقدمته فيرتوي منها كل ذي نفسٍ عطشى امثال الرفيقة المحترمة .. لا أنتظر منك رداً رفيقتي فأنا من قومٍ لا يستأهلون الردّ ولا تعرفينهم ولا يعرفهم احدٌ خارج نطاق دائرتهم ـ ان كانت لهم أو كانوا يمثلون دائرة أصلاً ـ .. لا أحد يعرفهم في هذه المعمورة ليس لأن ألـ التعريف لا تتناغم معهم بل لأنها تهابهم فلا تسبق اسماءهم او تسابقها .. لذا بقيت القابهم محصورةً بين سجينٍ وقتيلٍ وهاربٍ وطريدٍ تكرّمت الحكومة الجديدة على البعض منهم بأضافة كلمة ( سابق ) وهي كذا نكرةٌ أُضيفت الى تلك الألقاب النكرة .. في الوقت الذي ازدانت فيه اسماؤكم مسبوقة بتلك الـ ( ألـ ) التي جعلتكم معروفين فأصبحتْ بفضلها القابكم موزّعةً بين الرفيق والمناضل والعميل والجاسوس لتمنحكم الحكومة الجديدة لقب ( الشريك ) وهو كذا معرّفٌ يضاف ألى معرّفٍ أيضا .. ولهذا بقيتم تنظرون اليهم عبر تلك الهوّة وهذه الفجوة العميقتين .. فلم نسمع أنكم طالبتم بحقوق لفقيرٍ منهم كما أقمتم الدنيا ولم تُقعدوها من أجل مناصب اعتبارية أنتم على يقين بأن تخصيصاتها ستُقطع من أقواتهم أن بقيت لهم أقوات .. أو كما ملأتم الدنيا نهيقاً لتبرئة مجرمٍ أوغل في دمائهم في وقتٍ كان حرياً بكم تقديمُ الأعتذار الى أُسر الضحايا والبراءةُ من كلّ أفّاكٍ أثيم .. لذا دعيني أعرّفك بهم ولا تخشَيْ وقوع الفتنةِ فأنتِ وقومك من يصنع الفتنِ ويديمها .. بل أنتم الفتنة الكبرى بعينها .. فهؤلاء القوم لازالت الدموع تحفر على خدودهم اخاديدها .. ولازالت حرارة تلك الدموع تلفح وجوههم وقد جُفّفت الأهوار وجفّ نهر الفرات ولم تجفّ تلك الدموع أو تُجفف .. وقد امتلأت منهم السجون والمقابر ودول المهجر لأن أياديهم لم تصفق لأفكار العفونة وقطّاع الرؤوس والأرحام .. وحين سقط جلاّدهم وتهاوت معه في حفرة الجرذان افكارُه فقد أمتلأت الشوارع من جثثهم وتناثرت بين خياشيم اسماك دجلة أشلاؤهم وحصدت أنواعُ المفخخاتِ والكواتمُ أرواحَهم لأنهم صفّقوا هذه المرة لنسائم الحرية الموعودة والتي لم يحصلوا منها سوى على حرية لطم الصدور واستبدال موجة البكاء على حظّهم العاثر بموجة البكاء على الحسين ..ذلك البكاء الذي ألِفوه منذ نعومة أظفارهم ـ أن كانت لهم نعومة أو أظفار يخرمشون بها ـ حتى صار عنواناً لهم ومغتسلاً لشقائهم ليس بارداً ولا شرابا .. رغم كل هذا وذاك ورغم أنكم رفيقتي المناضلة لم تتعرضوا للأبادات التي تعرّضوا لها ولم تُقطع عنكم أمداداتكم التي لم يحصلوا بمجملهم على نظيراتها الاّ أنّ هؤلاء القوم لم يندثروا ولم يُبادوا عن بكرة أبيهم .. بل راحوا يكبرون وأنتم تصغرون .. يتمددون وأنتم تتقلّصون .. يكثرون وأنتم تنقصون بمعجزةٍ أشبه بمعجزة الأغنام والكلاب .. فرغم توالد الأغنام بأعدادٍ أقل من أعداد توالد الكلاب ورغم أهتداء السكين الى رقابها دون رقاب الكلاب الاّ أنها بقيت وستبقى هي الآكثر عدداً .. مع ضرورة التذكير بأن الأمثال تُضرب ولا تُقاس ليس أعتذارا منكم سيّدتي الفاضلة بل من اولئك القوم الذين أحدّثك عنهم .. لأقول بعد كل هذا وبعد أن وضعنا النقطة في نهاية سطر الرفيق أبي حمزة لنبدأ معك بسطرٍ جديد .. أن مفخخاتكم مدفوعة الثمن من خارج الحدود لن تقضيَ عليهم وأنّ أفكاركم المريضة لن تغيّر قناعاتهم الراسخة .. فما آن لكم أن تفهموا طبيعتكم السلبية وتعترفوا بقصوركم لتحافظوا على قصوركم ؟ أما آنَ لكم أن تزرعوا ضمائر تتحسّس بمعاناة هذا الشعب المسكين وتحزموا أمركم بعيداً عنه .. وأنّى لضمائركم الأنبات دون سقيها من دمائهم ؟ .. نصيحتي بأسمهم لكم أن تعلنوا طلاقكم فنحن على يقينٍ تام بأنكم في بينونةٍ صغرى سببها عدم انسجامٍ بينكم لأنعدام النوايا الحسنة لديكم تجاه بعضكم البعض أو تجاه أولئك الفقراء .. وأرحلوا فما عدتم تمثلون أي شريحة من المجتمع بما كسبت أيديكم .. وآخر دليل على ذلك هو أختفاء اسمكِ من نتيجة استفتاء السبع المثاني لمؤسسة النور