هل من معتبر ؟!!!-قسمه كريم الفضلي

Wed, 25 Jan 2012 الساعة : 22:20

وتهاوت عروشهم واحدا تلو الآخر بعد أن ظنوا أن لن يقدر عليهم أحد ..لم تستوعب أذهانهم التحولات ..متناسين رقابة من لا تنام عينه ورصده لكل صغيرة وكبيرة فيقول الحسيب الرقيب عز من قائل :" وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين " (النمل 75) .
فهذه دورة الزمن وعدالة السماء الإلهية ..فما حدث ومازال يحدث ما هو إلا إنذار وتذكرة للمعتبرين يقول العادل :" هذا بلاغ للناس ولينذروا به وليعلموا إنما هو إله واحد وليذكر أولوا الألباب ". (إبراهيم 52) .ويكررها في كتابه العزيز الذي صرف فيه من كل شيء مثلا ، فيقول القهار الجبار :" إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا " .(الانسان 29)
ظهرت حقيقة شخصياتهم الورقية المعتلة نفسيا ، وبدت بيوتهم أوهن من بيوت العنكبوت ، مختبئين في جحور ، أرادوا أن يجيروا كل ما حولهم لمصلحتهم ، يستخفون بالناس ويستعظمون أنفسهم ، يتفاخرون بممتلكاتهم وسلطانهم ويتباهون بأموالهم وأولادهم وظنوا أن لن تبيد أبدا . نسوا قول مالك الملك وملك الملوك : " فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ". (التوبة 55) .حسبوا أنهم فوق الخلق ونسوا عذاب الخالق :" ولا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد (196) متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد (197)". (آل عمران )
لم يتورعوا عن انتهاك حرمة ..قلوبهم ميتة ..أفعالهم قبيحة ..هتكوا فهتك الله سترهم ، شتتوا فشتت الله شملهم ، نكلوا ومزقوا الأجساد فنكل الله بهم ، نهبوا فنهبت قصورهم و أملاكهم ، نقموا فكان لهم العزيز ذو انتقام بالمرصاد ، منحرفون عن جادة الصواب ..حكموا هواهم وغفلوا من جبروت القدير وقدرته فيبلغهم القوي المهيمن : " أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا (43) أم تحسب أن أكثرهم لا يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا (44) ". (الفرقان )
ما عدلوا وما دمرهم إلا الظلم العظيم ، زينت لهم بطانة السوء ارتكاب الفواحش والخطايا والمعاصي ومارسوا البطش والاستبداد وتجبروا وأفسدوا وتحكموا برقاب العباد ..يخفون مشاعر نقصهم وقصور إدراكهم ..تركوا النصيحة لا ينتفعون من خبرة ولا عقاب : " وإن تدعوهم للهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ". (الأعراف 198)
فما كان من سوء أعمالهم – من جزع وطمع وجشع وسوء خلق – وتعديهم على حدود الله ودعوات الأمهات وأنات المظلومين والمحرومين والمضطهدين إلا أن أخرهم القادر القدير إلى اجل مسمى ليمدهم في طغيانهم يعمهون ، فاستجاب الرءوف بعباده الرحيم الذي لا يخيب قاصديه.. ناصر المستضعفين و جابر المنكسرين و غياث المستغيثين ..المعبود في كل زمان ومكان .. شديد البطش ..إلا أن صدق وعده :" فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاءا بما كانوا يكسبون ". (التوبة 82)
فهل من معتبر ؟!!!! فهل من مذكر ؟!!! فهل من متدبر لآيات الله وحكمته ؟!!!
يقول النذير البصير :" اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون (1) وما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون (2) ". (الأنبياء) .
فسبحانه الحكم الباقي.. له المصير واليه المرتجع ..:" كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون ". ( القصص88)

 

Share |