مدينة "أزبال"!-حيدر قاسم الحجامي

Wed, 25 Jan 2012 الساعة : 8:42

يؤسفني أن اضطر للكتابة مجدداً عن قصة لا تستحق منا أن نثيرها في الصحافة أكثر من مرة وفي غير موضع .
لكنها تجبرنا على إن لا نغادرها وترغمنا على أن لا تكبر أحلامنا بالتفكير بما هو ابعد من الحلم السير بشارع نظيف بلا أزبال .
تصوروا أيها السادة كم هو متواضع حلم العراقي في الألفية الثالثة ، لا زال حلمه محصوراً في السير في شوارع نظيفة فقط .!
يذهب العراقيون الى الدول المجاورة ، ثم يعودوا فاغري الأفواه ، وعند سؤالك إياهم عن سبب دهشتهم ؟، سيجيبون بلا وعي "الشوارع نظيفة " .يا سلام .! ، لا يلفت نظرهم أي شيء من تلك المدن سوى شوارعها المعبدة والنظيفة ، لا يهتمون للبنايات الشاهقة ولا لطريقة تنسيق الألوان في الأبنية المنتشرة ولا للحدائق العامرة ، لا تشدهم تلك الأسواق التي تبعث على الراحة والانشراح وأنت تسير وسطها .فقط يشغلهم الشارع النظيف .
مرة في عاصمة دولة مجاورة سألت كم تنفق الحكومة على تنظيف الشوارع ؟ . تبين أن كل ما تنفقه بلدية تلك العاصمة لا يساوي ربع ما تنفقه "بلدية الناصرية " لوحدها ، ولكم أن تتصورا الفرق ، بين العاصمة التي شبهها البعض "بأنها قطعة بسكويت " والناصرية ذات المليارات العملاقة على مشاريع النظافة ، وهي غارقة لإذنيها بالازبال .!
لماذا أيها السادة في بلدية الناصرية هذا التكاسل وتبديد الأموال والوقت ، وقتل الذوق العام ، لماذا لا تسألون أنفسكم قبل إن يسألكم غيركم ، عن عملكم ؟ .
النظافة أولى أولويات عملكم أن كنتم لا تعلمون ؟ لماذا تنفقون الملايين في معارض الصور الخادعة والشوارع مليئة بالازبال ؟ ، الطريف أنك وبدافع وطني أخلاقي ديني فضولي سمه ما شئت تحاول ان تراجع البلدية لتسألهم عن هذا الانتشار الكثيف للازبال فتفاجئك أكوام لازبال لا تبعد عن بناية البلدية سوى 150 متراً على ألأكثر .!
فتصاب بالدهشة والحسرة وتعود خائباً ، وأنت تسأل لماذا تنتشر بالازبال في كل أزقة وفروع المدينة وبهذه الكثرة ؟ لا أدري .
ولكن الذي اعلمه فقط أن هناك تقصيراً واضحاً من دوائر النظافة في المحافظة التي لا تقوم بما مطلوب منها على الوجه الأكمل .
كذلك يتحمل المواطن قسط غير قليل من مسؤولية تحويل المدينة الى مدينة "أزبال" لأنه يساهم بشكل أساسي في رمي المخلفات والنفايات في غير الأماكن المخصصة لها تكاسلاً أو تباطؤا او حتى بسبب عدم وجود اماكن مخصصة لرمي بالازبال بسبب نسيان البلدية أو قلة تمويلها كما تقول .
ولكن الأجمل حين تمر في إحدى ازقة المدينة وتسأل احد المواطنين عن "حاوية النفايات " فيجبك بحسرة : كانت هنا حاوية ، لكنها غادرت مع أشياء اخرى غادرت قبلها ، ونسيناها للأبد .! وصرنا نرمي "الأزبال " اينما شئنا وكيف ما اتفق ، وحين تسأله لماذا .؟ يجيبك ساخراً " غير ديمقراطية " . السلام عليكم .

Share |