يشهدون زورا على حاضر العراق ومستقبله-وليد سليم
Mon, 23 Jan 2012 الساعة : 20:48

منذ ان بدأت المحاصصة السياسية والحزبية في العملية السياسية القائمة في عراقنا والى يومنا هذا ونحن نشهد حالة غريبة في العمل السياسي كلها مغلفة بتبويس اللحى والقفز على الوطنية وروح المواطنة في كيفية ادارة الدولة وهناك من يريد العمل للنهوض بهذا البلد وإخراجه من تحت ركام السنين العجاف التي مرت به لعشرات السنين لكن الذين يمشون على رجل عوجاء ويتعكزون على وجوب المحاصصة من الذين لا يتمكنون من خلق قاعدة شعبية جماهيرية تأتي بهم الى الحكم هؤلاء كلهم جميعا يُعتبرون معاول تهديم العراق الجديد لأننا لم نشهد عراقا مستقرا وعاد الى الحياة الطبيعية كما هي الدول التي مرت بمراحل ربما شبيهة بما هو أقرب له وصفا في اماكن اخرى من العالم وهذا كله بسبب فرض أنفسهم كسياسيين على العراق وشعبه المتعب بل الكثير منهم تمتد جذوره الى الحقبة الماضية ويحلم ان بأفعاله هذه يتمكن من العودة بتاريخ اسود مضى عليه الزمن وقبر الى الأبد مع قبر قادة هذا التاريخ الذي لم يجلب غير الويلات على أفراد الشعب المقهور.
كلما حاول البعض من الذين يريدون خيرا لهذا العراق نجد أجندة الخصوم جاهزة لاستخدام معاولها في احباط كل خطوة تقدم الى الامام وهذا نلاحظه بوضوح وللأسف بمباركة ومساعدة حتى من ظلم في السابق لحاجة في نفس يعقوب أي انها عملية التفاف تدفع باتجاه الحصول على المكاسب السياسية وان كان عبر استخدام هؤلاء واحلامهم السخيفة بتثبيت دعائم وركائز الفكر الوهابي الجديد في وطننا العربي بواسطة ما يسمونه الربيع الذي هرول اليه المستضعفون فسيطر على بلدانهم المجرمون من عصابات القاعدة والفكر السلفي الوقح .
ما نلمسه اليوم ان المشكلة الشائكة في العراق تنبع من ثقافة المتشبثين بهذه العملية السياسية الذين وصلوها عن طريق المحاصصة لانهم لا يمتلكون الأصوات التي تؤهلهم لذلك فكثير من هؤلاء اكتشفهم المستضعفين من أبناء العراق بأنهم تسلقوا على اكتافهم للوصول الى غاياتهم وهذه الحالة متمثلة في كتل واحزاب سياسية برمتها ومن أغلب الأطياف التي تشكل مجتمعنا العراقي خصوصا القائمة العراقية وهذا ما نلحظه اليوم ونحن نقف مذهولين امام هذا الصمت والتحول الاخلاقي في مقرراتهم السياسية تجاه قضية يبدو انهم سيكونون شهود زور عليها في حاضر العراق ومستقبله ،، وقضية نائب الرئيس طارق الهاشمي أظهرت بين أيدينا بما لا يقبل الشك ان الذين يمسكون عصا السياسة من النصف أعدادهم تتزايد مع تصاعد الازمة للحصول على المكتسبات السياسية وكل عدوه أمام عينيه حيث كان واضحا موقف التحالف الكردستاني انهم لا يريدون الدخول في مواجهة سياسية مع جهة يمكن أن يكون لها تأثير على مصالحها المستقبلية فوقفت بالضد من موقف الحكومة واعتبرته تصرفا استفزازيا مع انها قضية قضائية بحتة وبامتياز برغم الموقف السيء الذي مارسة ضدهم طارق الهاشمي واعتبر رئاسة العراق ورمزيته بشخص كردي امر مسيء للعروبة وهذا يشرخ بانتمائهم الى البلد وهو امر معيب عبر عنه الاكراد في حينها بالشوفينية والعنصرية السياسية والتعامل باسلوب النظام السابق ولا زال هذا المعنى او الانتقاص الذي مورس من قبل الهاشمي لم يُمحى من ذاكرة الطبقة السياسية الكردية ويرددوه كلما حانت الفرصة !!! فلماذا هذا التكسير بأجنحة القضاء العراقي وتجاهل الحكومة الاتحادية مع احترامنا لدور الضيافة الذي يتحدثون عنه قادة الكرد وعدم التأزيم وخلق اجواء سياسية مواتية،، ومع ذلك نقول ان القضاء لا يمكن ان تعلو عليه المجاملات واالمقامات الوظيفية والجاه السياسي وان نخضع له جميعا بمن فيهم من لديه الحصانة.
من ناحية اخرى نجد ان التيار الصدري والمجلس الاسلامي الاعلى كذلك يمسكان العصا من النصف وكل تصريحاتهم خجولة الى حد المجاملة والهرولة خلف بعض قادة القائمة العراقية ومحاولات حل القضية سياسيا وكأنها ليست قضائية مع اطلاعهم الكامل على مجريات الحدث وما جاء في التحقيقات وهم بهذا يتناسون دماء الابرياء التي سقطت ليبتل منها تراب العراق، كما لا ننسى ان هؤلاء الكتل والاحزاب يمثلون الطبقة التي عانت وقاست ظلم حزب البعث الاجرامي الذي أظهرت التحقيقات في ملف الهاشمي ارتباط البعث ومن لف لفهم من عتاة القاعدة وغيرهم به .
للأسف ما نلاحظه ملموس وواضح جدا التعامل السياسي الذي يصل حد المصالح السياسية وعملية التسقيط السياسي واظهار واقع كاذب غير الحقيقة التي يعرفونها جميعا ويعتبرونها بأنها مشكلة يخلقها تحالف دولة القانون وبالتحديد رئيس الوزراء نوري المالكي واعتباره انه هو من يقوم على تأزيم المشاكل في البلد وهو ما يستوجب عدم عودته او بقائة على سدة رئاسة الحكومة ربما لغايات في هذين الفصيلين لرغبة منهم الوصول اليه وربما هناك اجندات غير هذا الواقع بالنسبة الى التحالف الكردستاني وكل شيء في السياسية جائز إلا أن تكون شاهد زود على حاضر ومستقبل العراق وعندها لن يرحمكم التاريخ ولا الشعب العراقي.