النظافة مسؤؤليتنا,أولاً-دلال محمود- المانيا
Mon, 23 Jan 2012 الساعة : 18:46

قد يتعجب البعض مما أقوله وينعتني , بأنني أُسَهِّل الأمور أو أنني خيالية, ليقول لي أن الواقع شيء , والكتابة شيء آخر وشتان مابين الذي ندعيه ومابين الذي نفعله.
من حق كلٍ منّا, أن يفكر بطريقة معينة, وحين يرتأي صوابها يستطيع ان يترجمها الى ارض الواقع لتصبح حقيقة واقعة, فنحن لاننكر ان كل الحقائق التي نعيشها الآن لن تكن تعدو غير احلام ولكن بالأرادة القوية والطموح الوثاب حوَّلها العقل الأنساني الى حقائق ملموسة..
لو ننظر الى بلدنا العراق الآن ماذا سنجد فيه؟
سنجده عبارة عن أكداس من الأزبال تنتشر في كل الأمكنة ,فمثلاً لو قمت بجولة تفقدية في المستشفيات سترى الاوساخ تملأها . ولو تفقدت المدارس فالحال لايختلف كثيراً عما تراه في الشوارع والأزقة, حالة يُرثى لها بحقٍ.
حسناً ,عندما تكون الجهات المعنية بالأمر غير مخلصة فيما أوكِلت اليها من واجبات تجاه البلد وتجاه مواطني هذا البلد , فهل معنى هذا أن نظل ننظر لتلك الازبال والقاذورات ونذم هذا ونلوم ذاك؟
مالعيب في الأمر لو أن شباب الحي والذين يشكون البطالة, أن يقوموا بحملة تنظيف لشوارع محافظة بغداد , مثلاً, فتنتقل جدوى هذا الأمر لمدن اخرى ويتسابقون في من هم مدينتهم أجمل وأحلى.
دعونا نترك ساسة العراق , وننهض من كبوتنا التي يراد لها وخُطِطً لها كي تبقى ملازمة لنا في الوقت الذي يستطيب السراق للسرقة.
دَعوا خيالكم ,يطير بكم قليلاً , لتَروا,كم ستكون روعة مدننا وهي تنظفت بأيادي ابنائها الكرام.
كم مُخجِل, أن نبدو عاجزين أمام أنفسنا , وأمام وطننا الغالي , عن فعل أبسط وأسهل الامور, نعم سهلة تلك الاعمال فهي لاتحتاج الى اموال , بل تحتاج الى توعية العقول التي استطابت الركون والجمود لتندب الحظ والقدر وتخلي نفسها عن دورها الذي يجب ان تؤديه.
لنثبت أننا فعلاً أصحاب حضارة ألهمت البشرية معاني الحياة الأنسانية,فأن عجزنا عن إثبات وجودنا الحضاري, فمعنى هذا أن كل نقوله من أننا أصحاب حضارة سيكون محظ إدعاء كاذب , وسيكون التأريخ مزوّراً من قبل حكام سابقين ليدعوا انتسابهم للحضارة او ربما قد جلب أجدادنا اناس أنشأوا الحضارة ثم قاموا بأنسابها لنا, فهل يعقل أن حضارتنا التي عمرها الآف السنين ونحن الآن في زمن التطورات الهائلة في شتى المجالات ولازلنا نعاني من القذارة في الشوارع والأماكن العامة والمؤسسات الحكومية , عجيب أمر شعبنا, يعتني بمظهره الخارجي أيما أهتمام ويترك المكان الذي يأويه في المصنع او الدائرة وهو مليء بالقاذورات , يأنف من تنظيف مايحوطه من الاوساخ ولايأنف ان تتوسطه الاوساخ.
هلموا, ياشباب العراق لنجعل من مدن وطننا مثالاً يحتذي به الآخرون.