دونك الوگفة بديلاً عن مجلس السياسات الأستراتيجية ـ عقيل الموسوي

Sun, 22 Jan 2012 الساعة : 0:03

كان مفعماً بالثقة بالنفس مثل موسى كوسا القائمة العراقية ( مفوض حيدر ) حين اجاب صديقه الذي التقاه صدفة وسأله عن وجهته في تلك الساعة المبكرة من ذلك اليوم الذي لم يكن على علم بأنه سيكون يوم نحس عليه .. ذاهبٌ لأبتياع حمار .. هكذا قالها بلهجةٍ صارمةٍ وكأنها نتيجة حتمية لتخطيط مسبقٍ لا تشوبه شائبة ولا تفسد خطواته اية مفسدة .. فقال له صديقه ممازحا ربما او لأنه احد المتختمين باليمين معفّري الجبين .. لا تجزم يا صاحبي بهذا الشكل بل قل ان شاء الله .. فأجابه .. ( خويه عليمن اگول انشالله اشو فلوسي بجيبي والمطايه تارسه الوگفه .. لا .. رايح اشتري مطي ... زين ؟ ) ذهب صاحبنا بأتجاه الوگفه ودخلها بكل هدوء وراح يتفحص البضاعة الموجودة فيها ليتأكد ان كانت اصلية ام تقليد صيني , وما ان وجد ضالته واتفق على ثمنها واذا به يكتشف بأنه مضروب جيب ولم يبقَ لديه حتى اجور عودته الى اهله , وهنا هرول ادراجه باحثا عن صاحبه ليستلف منه اجور العودة متنازلا عن اكل كباب حنتوش الشهير .. وجد صاحبه الذي بادره بالسؤال ها خويه اشو ما اشتريتلك دابّه .. اجابه هذه المرة وهو مطرقاً رأسه .. خويه انشالله ضاعت فلوسي !! , ولمن لايعرف معنى الوگفه فقد ورد ذكرها في معجم العين للخليل بن احمد الفراهيدي في الجزء السادس باب ( وَگفَ ) جاء فيه .. والوگفةُ هي عبارة عن سوبر ماركت تخصصي يقام على اطراف المدن والقرى عادةً في الهواء الطلق يتم فيه عقد صفقات البيع والشراء للغنم والأبقار والحمير أجلّكم الله ونادراً ما تطالها يد دائرة الضرائب اوهيئة النزاهة ولكنها ومنذ نشوئها وحتى يومنا هذا بقيت محط ابتلاء من قبل عمال البلدية وشرطة مكافحة الاجرام اكثر من الطبابة البيطرية وقد تحدث فيها عمليات سرقة تستهدف في اغلب حالاتها اولئك المساكين الذين يدخلونها بنيّةٍ صادقةٍ ـ انتهى الأقتباس ـ , وقد وسّع العراقيون استخدام هذا المصطلح ليشمل المكان الذي يعقد فيه البرلمانيون اجتماعاتهم او ما يسمى بقبة البرلمان او قاعته لأنه تتم فيه الصفقات السياسية على غرار تلك الصفقات آنفة الذكر اضافة الى حالات سرقة مماثلة لتلك التي تحدث بين اروقة الوگفه , بل اصبحت علامةً دالة لعناوينهم وقد شاهدت احدهم بأم عيني وهو يسجل عنوانه بالشكل التالي كربلاء ـ حي الغدير ـ قرب وگفة الغنم ولا أدري كيف الأهتداء الى عنوانه ان غيّروا مكان تلك الوگفة !! , وتجسيدا لذلك فقد راح البعض من ( السياسيين ) الى الالتفاف حول جواهر الأشياء لصياغة نويّات كياناتٍ جديدة ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه اتفاقات اربيل والضحك على الذقون وتمرير اجندات خارجية ونهب ثروات شعب ابتلاه الله سبحانه وتعالى بأشباه سياسيين وما هم بسياسيين .. اجل انها عمليات سرقة مشرعنة بأتفاقات تعارضت مع الدستور واصول اللعبة السياسية الّا انهم رغم ذلك لازالوا يصرّون على شرعيتها ويطالبون بتفعيلها كالذي يطلب من صاحب الثور كفاً او كفّين من الحليب ثم ينعته بالبخل والعجمنة حين يخبره انه ثور لا يمكن حلبه او استحلابه .. لذا نصيحتي للرفيق الذي لازال يحلم بمجلس يمارس من خلاله هوايته في رسم سياسات لا تتعدى ان تكون اكثر من شخابيط يدفع الشعب العراقي اثمانها اغلى من لوحات دافنتشي وبيكاسو .. نصيحتي له بعد ان ضاعت جهوده وافكاره بل وضيّع نفسه منحدرا نحو الهاوية ومحملاً الشعب العراقي اكثر مما يتحمل دون ان يحصل على ضالته في الوظيفة الفارغة والنفخة الكاذبة والبهرجة الخداعة .. ان يتوكل على رفاقه وشرطة امنه المحيطين به والنزول الى اقرب وگفة لممارسة النصب والاحتيال فأنها ورب الراقصات اجدى له وانفع وعلى الشعب العراقي ارحم فضلا عن كونها أكثر سهولة عليه كما انها ليست من المعيب الذي يجعل الناس تغمزه لأنه مارس من الافعال ما هو اكثر من ذلك سقوطا وانحطاطا امثال الجاسوسية والعمالة وأرخاص دماء العراقيين , ولو اعاب عليه احد اسياده عمله هذا او سأله عن سببه فلا ضير ان يردد المقولة ان شاء الله ضاعت السياسات الأستراتيجية

Share |