بعض القلوب لاتُصدِق -دلال محمود- المانيا
Sat, 21 Jan 2012 الساعة : 23:52

لنشطب ماقِيل في سالف الأزمان.
كَذِبَ من قال أن القلوب تشعر؟
لو كان فعلاً صادقاً هذا الأدعاء ,لما كان هناك رجال مغفَّلوُن , يركضون ويلهثون من أجل إرضاء, زوجات مخادعات .ولما كانت هناك نساء مخدوعات يصارعن الزمن كي يرضين أزواجاً خائنين.
أن الذي أعتقد ,(أن القلوب كالسواقي) عليه الآن أن يتمعَّن جيداً فتلك الأقوال أصبحت أوهاماً في زمننا هذا.فمن تودّه وتخفي له مشاعر الحب والخير ليس , بالضروروة , أن تكون مشاعره كمشاعرك نحوه .لاأعلم كيف كنّا جميعاً نصدق بأن كل من توده لابد أن يكُنَّ لك نفس المشاعر لأنه قيل لنا أن القلوب تلتقي كما السواقي حين تصب في نهاية المطاف بمصب واحد..
لو كان هذا الأدعاء صادقاً,لما وُجدت المحاكم التي تغوص بمن خانتهم قلوبهم ,وظنت انها سارت إلى الصواب ,فوجدت نفسها امام عدو كان بالأمس القريب ,أقرب للقلب من حبل الوريد..
لو كل ماقيل صِدْقٌ, لما أمتلأت دور العجزة والمسنين بالمقعدين ,الذين تركهم فلذات أكبادهم ,وخانتهم قلوبهم ليحسبوا أن تعب سنينهم الطوال لن يذهب سُدَى ,ولكن أسفاً فلقد ,كان جزاؤهم أن يقضوا بقية العمر بلا ابناء يرعونهم.
لو كل الأدعات صُدقت, لما وُجِدَت السجون التي تغوص بضحايا,أنتقموا من أقرب الناس إليهم كي يأخذوا حقهم ممن حسبوهم في يوم من الأيام أنهم أوفى العالمين إليهم..
أيا قرائي الكرام , دعوني أنبذُ, تلك الأمثال التي لم تعد تصلح لزمننا هذا , حيث البيع بات أسهل المهن, لاأقصد هنا بيع العقارات والأملاك والأغراض الأخرى , بل ماأعنيه هو, بيع الأنسان , لأخيه الأنسان , بأبخس الأثمان , ومن أجل أتفه الأسباب.