الانتفاضة الشعبانية المباركة عام 1991
المقدمة
الفصل الاول
انتفاضة شعبان/اذار واحدة من الاحداث الخالدة التي تتباهى بها الذاكرة العراقية سجل فيها شعبنا بكل تنوعاته وطبقاته رفضه الكامل لأستمرار وتمادي وحشية النظام الفاشي البعثي وانتهاكاته لحقوق الإنسان والبيئة والحضارة...لذا لم يتوان شعبنا عن تقديم اروع صور البطولة والتضحية ...... وبرغم استثنائية هذا الحدث وما اختزنته ذاكرته من صور لبطولات نادرة وما خلفه من ندوب وجراحات في ذاكرة الناجين من المقابر الجماعية التي أعدها النظام بوحشيته وهمجيته لأبطال هذه الانتفاضة العظيمة ...... لم يحظ هذا الحدث بأي اهتمام او عناية لا في مجال التوثيق ألتأريخي ولا مجال الاستلهام الإبداعي ولافي الرواية والقصة ولا في مجال الشعر والإنتاج الأدبي , القليل الذي وصلنا لا يتناسب وعمق هذا الحدث في الوجدان الوطني للذاكرة العراقية . وكأننا بذلك نمارس لا مبالاة قاسية تصل لحدود الإجحاف والجحود بحق الدماء الطاهرة التي اسفكها جلاوزة النظام وحرسه الجمهوري بحق القرى المستباحة والأشجار المقطوعة والبساتين المحترقةوالأجساد الطاهرة التي تكومت في مقابر مبعثرة في أرجاء العراق . ونحن في هذا الموقف وتحت ظلال هذه الصفحة المتألقة من نضال شعبنا نذكر بالموقف الأخلاقي والإبداعي الذي ينبغي أن يكون للأديب العراقي في استلهام وقائع البطولة والتضحية للأبطال المجهولين وللشهداء الذين لم نعثر على رفاتهم بعد وليس هذا فقط , فهي فرصة للتذكير بان العراقيين لم يكونوا مستسلمين وخانعين لجبروت الظلم ألبعثي ولا لأي ظلم كما يتصور البعض ممن لم تكن له الصورة واضحة من داخل الجحيم العراقي كما يجب التذكير بأن الانتفاضة لم تكن رداً مباشراً للانكسار والهزيمة اللتين مني بهما الجيش العراقي او جاء كرد فعل طائفي او قومي .
ولهذا لازال البعض من بقايا الصداميين ودعاة المشروع القومي الفاشي يحاول ان يختزل اهداف هذه الانتفاضة السامية بأهداف وشعارات طائفية لا تمت لحقيقة الغليان والرفض الشعبي الذي اوقد هذه الانتفاضة ولربما من حاول اسباغ هذه الشعارات الطائفية بقصد اجهاض هذه الانتفاضة والحيلولة دون استمرارها ونجاحها هو نفسه الذي مازال يحرك ويشعل الحرائق والاحترابات الطائفية . فالذين كتبوا عن الانتفاضة الشعبانية المباركة قليلون . مقارنة في حجم حدثها وأثره في تغيير سياسة الشرق الأوسط وسياسة المنطقة ..علما بأنها خلخلت كل حسابات المنظرين والمريدين بالعراق الى مايريدون به وكسرت طوق الرعب والارهاب الذي مارسه صدام والبعثيين طيلة حكمهم الفاشي حتى انها ولدت وانجبت نجوم عراقية تعاضدت وتكاتفت تكاتف الشجعان الخرافيين الاساطير، يدفعهم حبهم للعراق وأيمانهم بقدرة الله على أن يمكنهم من الطاغية وأبن الطاغية المحروس من أجهزة أمنية ومخابراتية وأستخباراتية ومنظمات حزبية وسلطة باغية وماكرة ، وتقرر اعدام الباغي أبن الباغي في أكبر ساحة من ساحات بغداد وأمام أنظار العراقيين المرعوبين منه ومن سلطان أبيه ،ويتم التحدي والمنازلة وسط الشارع العام حيث ينزلوا عليه غضب الله والعراق بوابل من رصاصهم .
وكوني لم أكن مؤرخا ولا كاتبا متمرساً وإنما هي أحداث اجمعها من وسائل الإعلام المسموعة ذات العلاقة باهتماماتي الشخصية ,و اكتبها مثلما هي في واقع حالها دون تعليق او تحليل او اضافة او اسهاب . وانما اترك ذلك للمؤرخين والمحللين واصحاب العلاقة الادبية .وما دفعني للكتابة هو شحة المهتمين بالانتفاضة وقلة كتابها بحيث تمر ذكراها وتتخطى دون ان تستثمر تجربتها .
الفصل الاول
* في يوم 1/8/1990 عاد عزة الدوري من السعودية بعد اجراء محادثات ومشاورات علمها عند الله فيما اعلن فشل مؤتمر التسوية بين الكويت والعراق .. وفي تمام الساعة الثانية ليلاً من يوم
* 2/8/1990 اجتاح جيش صدام دولة الكويت ونصب حكومة جديدة . فيما هربت الحكومة الكويتية .. واعلن طه ياسين رمضان اعادة الجيش الشعبي ..ودعت وزارة الدفاع المواليد من61-66 للالتحاق بالجيش العراقي
وقد ازداد الاهتمام الدولي بهذا الحدث وطالبت امريكا واوربا لقطع العلاقات وعدم شراء النفط وتجميد الاموال العراقية ..
* في يوم 5/8/1990 اعلن صدام قيام جمهورية الكويت برئاسة علاء حسين علي ( مقدم في مخابرات الكويت ) ووصف حكومة الكويت هذه (انهم فتية امنوا بربهم ) واستهان الرأي العالمي بهذا التصرف الصبياني .. فيما تواصل قوات امريكية ودولية تجحفلها في السعودية
* في يوم 6/8 وصلت قوات امريكية ودولية الى السعودية بحجة احترازها من هجوم عراقي
.. * في يوم 8/8/1990 اعلن صدام ضم الكويت مع العراق واعلان الوحدة وتنصيب عزيز النومان محافظا للكويت .. فيما اعلن مجلس الامن ان هذه الوحدة لاغية وباطلة ولا اسس لها

* والتقى يوم 10/8/1990 رؤساء وملوك العرب بضمنهم الشيخ جابر الصباح لعقد اجتماع .يتضمن تطبيق قرار مجلس الامن
* وفي يوم السادس عشر من اب اعترف العراق بمعاهدة الجزائر مع ايران عام خمسة وسبعون واتفقا على تبادل الاسرى والانسحاب من الاراضي المتبقية .. فيما يزداد التوتر في الخليج تدريجيا وتتواصل الاجتماعات الدولية لتعلن الحصار الاقتصادي على شعب العراق … واتهم صدام امريكا بانها هي التي اوقعته في فخ الكويت مسبقا بالوقت الذي اقترح بوش لقاءاٌ ثنائياٌ مع صدام في جنيف وعلى مرأى ومسمع من العالم لتبرير الاتهام ..وقد استجاب صدام لهذا الاقتراح يوم 4/1/1991 ففي بداية سنة واحد وتسعين كان الرئيس جورج بوش يفرض على صدام ان ينسحب من الكويت بلا شرط ولا تفاوض والا سيلقى الرعب. وكانت تحركات السياسين على قدم وساق فقد غادر عزة الدوري يوم الثامن من كانون الثاني العراق متوجهاً الى ايران لأجراء محادثات مع الحكومة الايرانية في مبادرة سابقة لأوانها وتثير التساؤل. فيما يجتمع طارق عزيز في جنيف مع جيمس بيكر وزير خارجية امريكا ويجتمع عبد الحليم خدام وكولد فالد هايم في القاهرة المتواجد فيها الملك حسين ويجتمع عبد السلام جلود في طهران بينما يجتمع ياسر عرفات والشاذلي بن جديد في بغداد بمحادثات منفصله عن محادثات العطاس واحمد بن بلا المتواجدين في بغداد كذلك وكان ذلك من يوم الثاني عشر الى الرابع عشر من كانون الثاني .. واستغلت اسرائيل هذه التوترات لتغتال الناشط الفلسطيني صلاح خلف وناهل عبد الحميد يوم الخامس عشر من كانون الثاني .
فيما ضاعفت امريكا قواتها وهي تريد مليون مقاتل من الدول الحليفة بالوقت الذي اعلن الملك فهد تكفل السعوديه بنصف تكاليف الحرب …..اما اليابان فقد تبرعت بتسعة مليارات من الدولارات للمجهود الحربي… واجري استفتاء في مجلس الشيوخ الامريكي فتبين ان اثنين وخمسين بالمائة منهم يؤيدون الحرب فيما عارض سبعة واربعون بالمائة ….
* وغادر دي كويلار بغداد يوم 12/1/1991 متوجهاً لفرنسا ومنها الى مجلس الامن ليعلن ان لافائدة من صدام غير الحرب وقد اعلن مجلس الامن يوم السادس عشر من الشهر نفسه نهاية فترة السلام مع صدام بعد ان تلقى الرئيس بوش رسالة تهديد من صدام ……..
* في تمام الساعة الثانية ونصف ليل 17/1/1991 دقت نواقيس الحرب وبدأت بشل القوة الجوية العراقية وقٌصفت بغداد وضٌربت وزارة الدفاع وبرج الاتصالات ومصافي النفط واستمر القصف الجوي على المدن العراقية لتدمير البنى التحتية والاتصالات بغارات جوية تقدر بالفين ومائة وسبع غارات خلال يومين فيما دكت الصواريخ العراقية قلب اسرائيل يوم 18/1/1991 واعلنت سوريا ومصر والاردن بأن لانلوم اسرائيل اذا ضربت العراق واسرائيل تلقي اللوم على المانيا وايطاليا وتقول هي التي طورت سلاح صدام ..بينما الجزائر تتأمل من الامم المتحدة حل النزاع .
* في يوم 24/1/1991 اعلن اعلام دبي ان صدام اعدم قادة في الدفاع الجوي اتهمهم بالتخاذل . كمااعلن عن هروب عائلة صدام مع عوائل حكومية اخرى الى موريتانيا ..
* في يوم 26/1/1991 /قصفت الصواريخ العراقية اسرائيل للمرة السادسة فيما تسرب نفط الكويت نحو مياه الخليج بمقدار مئة الف برميل يومياً محدثاً بذلك بقعة زيت ابعادها 80×50 كم وهي اكبر بقعة شهدها التأريخ لتهدد البيئة والثروة السمكيه وهي تقتل وتحرق كل مايصادفها والحرب الجوية تدور رحاها فيما هبطت سبع طائرات حربية عراقية اضطرارياً في الاراضي الأيرانية يوم 27/1/1991 اقتصتها ايران الى يومنا هذا. وهي تعلن( ان لامانع لدينا من القيام بالمساعي الحميدة بين الاطراف المتنازعة)

* في يوم 29/1 وضع صدام الرهائن الامريكية والعوائل البريطانية التي كانت تسكن العراق في منشأت مؤهلة للقصف الامريكي .
* في يوم 30/1 اعلن العراق ببيان عسكري رقم 31 اننا دخلنا مدينة الخفجي السعودية واسرنا اكثر من 1000 مقاتل سعودي وبعمق 20 كم .. وبذلك بدأ تحطيم الجسور العراقية ودمر جسر الكوت والسدة والهولندي وثلاثة جسور في الناصرية هي ومن فيها من الابرياء .. وكافة جسور البصرة والزبير وجسري الجمهورية والاحرار في بغداد .. والطرق السريعة وضربت كافة المنشأت الاقتصادية في العراق وحليب الاطفال ( بلادي ( محطات البنزين ومقرات الاذاعة والاعلام والتلفزيون العراقي .. وكافة محطات التقوية الاذاعية ومقرات الجيش الشعبي والرادارات ومحطات الكهرباء والمصانع الحكومية .. واتجهت الانظار نحو الحلول السريعة . وجثامين الشهداء تتوافد على ذويهم وصيحات اللعنة تعم وبدأ الغضب والتوتر في الشارع العراقي بشكل لابد من وجود سبيل لامتصاصه
* في يوم 1/2/1991 ادعى صدام الانسحاب من الخفجي السعودية ..والقصف الجوي مستمر وكان رد الدفاع الجوي بسيط ومشلول تماما

ظُلِمْنا على ايدي العـــِــبادِ لأنـَــــنا
وَقََــفْنا بوجـهِ العَفلـَـقيَ نُــقــاوِمُ
وقلنا لهم إنَ العراقَ بــــمحــــــــنةٍ
وأنَ نِظـــامَ البعــثِ فــينا لَظالِمُ
وصَدَامُ جــــلادٌ وهِـتــــلَــرُ دونَـــهُ
وقد كَثُرَت عندَ الفراتِ الَجماجِمُ
فكـــانَ نصيــبُ المؤمنيــنَ مَقاصِلٌ
وجَلْدٌ وتَعذيـــبٌ وثَـــمَ الشٌتتــائِمُ
وفــي كـــلَ بيــــتٍ ليسَ الا عَويــلُه
وفي كــلَ أرضٍ ليــسَ الاَ المأتِمُ
وفـــي كـــلَ أرضٍ كربــلاءُ حَزينةٌ
وفي كــلَ يومٍ تُسْــتَحَلُ المحــارِمُ
فــــلا رَقـــأتْ عيـناكَ يادائــمَ الأذى
فسِرُكَ مفضــوحٌ وفــــيه الــجرائمُ
سَيندَحِرُ الطاغوتُ في ساحةِ الوغى
تلاحــِقُهُ فــي العالميـــن الهُــــزائــمُ