العراقية وأسلوب التأزيم السياسي-وليد سليم
Sat, 21 Jan 2012 الساعة : 3:06

منذ الانتخابات الماضية والى الان ونحن نرى ونرصد ان القائمة العراقية وبأغلب ممثيلها تعمد الى خيار التأزيم ونشر المرض السياسي يعني بكل وضوح "اعطس وانقل المرض" من أجل تحوير العملية السياسية باتجاه يصب في مصلحة الاجندة التي تعمل بها هذه القائمة والتي تعمل بعض الرؤوس المتواجدة في عمان على ادارتها ووفق مخططات اريد لها ان تسير مع اهواء بعض دول الجوار والمنطقة وهذا ما كان واضحا منذ يوميات الانتخابات البرلمانية الاخيرة التي مورس فيها اعنف انواع التزييف والتحريف والاستهتار السياسي حتى من قبل بعض المنظمات العالمية ودول كبرى من أجل حرف بوصلة الخيار الشعبي في العراق باتجاه سياسات بعض الدول الظلامية التي تعيش على هواجس التخلف وكهوف تورا بورا وفي النهاية تدمير العملية السياسية برمتها، وهو اما ان القائمة العراقية تجهل هذه الاجندة او انها تتجاهلها من اجل النيل بحكم البلد والاستيلاء على السلطة بالكامل والظاهر ان ما يبحثون عنه الاخوة المختلفون هو عودة عقارب الساعة الى الخلف وهذه الهواجس لم ولن تتحقق بعد أن اصبح الشعب العراقي خارج اطار الخوف الذي طوقه به نظام البعث السابق ، والبعثيون اكثر من غيرهم يعرفون هذه الحقيقة خصوصا خلاياهم واذيالهم المنتشرة في بعض مدن العراق ، فعلى ماذا تحاول القائمة العراقية افتعال مثل هذه الازمات والظهور بمظهر العودة الى تلك الحقبة التي كرهها الشعب العراقي ورماها خلف ظهرة بلا عودة اليها كونها تقوم على تأزيم الوضع الامني والسياسي وبالتالي يبقى البلد خارج اطار الدول التي تحاول القيام بالنهوض الاقتصادي ومواكبة هذه الدول بما فيها دول الجوار والمنطقة .
في كل الخطابات السياسية التي تتعامل بها القائمة العراقية تحاول صب الزيت على النار رغم تورط الكثير من أعضائها بعمليات ارهابية من المفترض ان تعصف بهم خارج العملية السياسية بل يجب ان يقوم العراق على نفي كل سياسي من هؤلاء خارج العراق او نفيه الى الآخرة بإعدامه عندما تكون الادلة ثابتة عليه بازهاق ارواح العراقيين لان لا يوجد فرد في المجتمع العراقي افضل من فرد آخر فالكل سواسية والمعيار هو الوطنية الحقيقية لهذا البلد وليس التبعية لاجندات خارجية يرسخها عدة عناصر هاربة الى خارج العراق ، وهمهم الاول والاخير هو تدمير هذه العملية السياسية التي تنهض ديمقراطيا.
اليوم نحن نعيش واحدة من ازمات تلك القائمة السياسية حيث أججتها اعلاميا في وقت لو أمعنا النظر في تلك المشكلة لوجدناها قضائية لا تتعدى اكثر من ذلك لكن العناد السياسي الموجّه من سادتها الجالسين في عمان وبمساعدة الاعلام العربي وعلى اعلى المستويات وبتوجيه من دول خليجية بعينها اضافة الى تركيا الحالمة بعودة الهيمنة العثمانية قاموا على تأزيم الشارع العراقي وعادت واجهة الاضطراب والخوف تظهر ملامحها بين الناس وهو بالفعل ما تريده بعض الجهات الحالمة بقيادة العراق دون الخضوع لالية العمل الديمقراطي والقبول بواقع الحريات السياسية التي كفلها الدستور العراقي من حيث تحالف القوى ككتل برلمانية لتشكيل الحكومة بل نجد العناد يتجه من قبل قادة العراقية الى انهم هم الكتلة الاكبر والفائزة في الانتخابات التي لا نعلم كيف حصلت وانقلبت الارقام من صناديق الاقتراع لصالحها!!! في حين لو سلمنا بفوزها كقائمة اعلى من الاخرى بصوت او صوتين فهو لا يؤهلها لحكم البلد وقيادة الحكومة ان لم تأتلف مع أخرى وهو ما لم تحصل عليه لان القوى الفاعلة في الشارع العراقي وتلاحمها مع الممثلين السياسيين لها اخذت على عاتقها حماية العملية السياسية من التدخلات الخارجية التي لا تريد الخير للعراق وللعراقيين على حد سواء، لأن الشعب العراقي لن ينسى مطلقا ان الكثير من الدول العربية ساعدت باتجاه ابقاء نهج النظام السابق على سدة السلطة في حكم العراق وان كان يسبب لدولهم الازمات كل حين لكنهم يعتبرون مثل هكذا نظام هو الضابط او الحاجز الذي يحول دون وصول من يسمونهم بالصفويين الى السلطة وكأن العراق واحدة من اماراتهم الخليجية او ولاية من ولاياتهم التي تأتمر بالعقلية الوهابية وظلامهم الفكري الذي ساد الجزيرة العربية وما عليها من دول ضعيفة استسلمت لهذا الفكر المتخلف.
انا اعتقد ان أغلب قادة العراقية اليوم يتخبطون كثيرا في تصريحاتهم وتعاملهم مع الاخر السياسي الذي معهم في مركب واحد اسمه العراق فلا بد وان يفهموا حقيقة واضحة للعيان اليوم بأن ذلك الزمن قد ولّى ولم تعد عملية التلويح بالتطهير العرقي والسياسي مقبولة في ضوء ما يحصل اليوم على الساحة الدولية بشكل عام والساحة العربية بشكل خاص فقد ولّى ذلك الزمن الذي كان يستخدمه الطغاة ويتم التعتيم عليهم اعلاميا ليُذبح الملايين من ابناء الشعوب المقهورة ، فقد تعرى كل الطغاة ومجرمي الانسانية امام شعوبهم والعالم، لذلك فلا بد من اخذ العبرة وترسيخ هذا المفهوم بأن الطفل العراقي اليوم يعلم بما يريد ان يفعله رجل السياسية ليوم غد.
فكفى دماءً تسيل على طرقات المدن،،
وكفى تعرّض الامنين الى التهجير،،
وكفى حرمانا لشعب العراق من حياة كريمة آمنة بفعل أزماتكم
فالكل يجب أن يخضع الى الدستور العراقي لأنه صمام الامان رغم سلبياته..
هذه الكلمة "كفى" أوجّهها الى كل السياسيين في العراق


