الـكـاتـب ُ الـمـاهـر ... حـمــيـد ُ الـشـاكـر -صـبـاح حـسـن يـاسـيـن

Sat, 21 Jan 2012 الساعة : 2:56

  ربـمـا يــَـصـد ّع ( عـنـوان الـمـقـال ) بـعـض الـقـراء ، ولـكـنـه لـيـس كـذلـك ، ومـع أن الـكـثـيـر مـنـهـم كـانـت قـد عـَـلِـقـت فـي ذاكـرتـهـم ( قـصـة الـثـعـلـب الـمـاهـر  ) ولــيـسـت لـي أي درايـة عـن هـذا  ( الـثـعـلـب )  الـمـغـلـوب عـلـى أمـره وهـو يـفـرط بـأكـل الـدجـاج الـطـازج والـنـي أو الـمـشـوي بـالـتـنـور مـع الـخـبـز الـحـار أو بـدونـه  لا فـرق ... ومـن مـنـّا لـم يـأكـل الـدجـاج ؟ وأفـضـلـهـا وأشـهـاهـا ( دجـاج الـعــبـاس ) وكـان يـَـطـلـق عـلـيـه الـراحـل الـعـزيـز ( مـصـعـب الـرويـشـد   ) يـوم الـديـك الـعـراقـي . لـكـثـرة مـا يـذبـح ويـقـدم بـه ومـن كـافـة صـنـوف الـدجـاج ( الـعـراقـي )  فـي هـذا الـيـوم الـمـجـيـد ، وقـبـل أن يـصـل إلـيـنـا حـديـثـا ً ( دجـاج الـكـفـيـل الـبـرازيـلـي – الـمـذبـوح عـلـى طـريـقـة الـشـركـات الإيـرانـيـة ! ) والـكـارتـلات الـنـفـعـيـة ، وفـي ذلـك الـحـيـن لـم تـدرك  ( الـمـرحـومـة نـعـيـمـة بـرتـو ) الـتي امتـازت عـن غـيـرهـا بـذبـح الـديـك الـرومـي ( الـفـسـيـفـس ) فـي  الـيـوم ( الـسـابـع مـن مـحـرم الـحـرام ) بـعد أن تـجـنـيـه وتـدجـنـه  لـعـام ٍ كـامـل ، مـن دون أن تـعـلـم أن الأمـريـكـان قـد سـبـقـوهـا مـنـذ قـرون ، واحـتـفـلـوا بـه  وأطـلـقـوا عـلـيه  ( يـوم الـشــِـكـر ) أو الـنـعـمـاء . ولـم تـكـن مـاكـرة .  
 ولأن الـمـكـر صـفـة حـمـيـدة كـمـا جاءت بالآيـة (30)  مـن سـورة الأنـفـال  فـي كـتـاب الله الـمـجـيـد (  ‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِين )  
وجـوابـا ً عـلـى التساؤلات الـتـي يـطـرحـهـا على الـدوام الـزمـيـل الـكـاتـب حـمـيـد الـشـاكـر ، فـي مـحـنـتـه الأزلـيـة  مـع  ( الـشـيـوعـيـة والـوهـابـيـة ، والـصـهـيـونـيـة والإمـبـريـالـيـة ) وهـي مـحـنـة شـديـدة الوطأة عـلـى إنـسـان يـختـلـف مـع أربـعـة أربـاع الـكـرة الأرضـيـة عـدى إيـران والـشـام ، وضـد كـل مـن يـمـشـي عـلـى قـدمـيـن عـدى بـشـار وعـلـي خـامـنـئـي .  فـالأمـر بـسـيـط ولا يـحـتـاج إلـى أدنـى جـهـد أو تـعـقـيـد ، لسـبـب واهـن ، أن الـحـيـاة اختـلـفـت والـمـصـالـح تـشـابـكـت ، ووسـائـل الاتـصـالات وتـبـادل الـمـعـلـومـات كـثـرت وتـشـعـبـت ، والـمـرجـعـيـات تـفـاقــمـت واسـتـفـحـلـت ، فـمـا عـدنـا نـمـيـز مـثـلا ً بـيـن الـدارسـيـن الـمـبـتـدئـيـن وتـلامـيـذ الـحـوزة المـنـخـرطـيـن تـوا ً فـي مـراحـل مـبتـدئـة  مـن
عـلـم الـرجـال والـنـحـو ِ وعـلـوم الـبـلاغـة ، مـن جـانـب...   وبـيـن طـلاب الـسـطـوح والـبـحـث الـخـارج وأصـحـاب الـرسـائـل  والـفـتـاوى ...  مـن جـانـب آخـر ، فـكـل ِ واحـد ٍ مـنـهـم يـدعـي هـو الأعـلـم ، وأنـا لا أعـلـم مـن هـو الأعـلـم !  
لأن مـواخـيـر الـسـيـاسـة الـعـفـنـة  والـنـفـعـية عـنـدمـا تـخـتـرق الـديـن أو الـفـكـر أو الـمـبـدأ أو الأخـلاق تـجـردهـا مـن مـحتـواهـا وصـفـاؤهـا ونـقـاؤهـا وعـفـتـهـا ، فـيـختـلـفون أو يـتـــفـقـون  عـلـيـهـا عـامـة الـنـاس ،  أو يتـحـدون أو يـتـنـاظرون أو يـتـجـاورن أو  يتـجـارون أو يـتـقـاتـلـون أو يـتـصـالـحـون أو يـتـجـابـهـون  ، أو ربـمـا يـتـراقـصـون ( كـالطـيـر  مـذبـوحـا ً مـن الألـم ) وفـقـا ً لـثـوابـت الـريـع والـمـنـفـعـة  .
-     فـإن كـنـت  شـيـعـا ً أو شـيـوعـيـا لا فرق ، لا كـني لا أعـلـم حـتى هـذه اللـحـظـة مـن هـو مـرجـعـي ، وإن كـنت شـيـوعـيـا ً فـلـمـن أنـتمـي مـثـلا ً :-  لـخـطـيـب الـثـورة الـبـلـشـفـيـة تـروتـسـكـي ؟  أم للـمـلـهـم فلاديمير إلـتـش لـنــيـن ؟ أم للـمـحـارب الـمـقـدام جـوزيـف سـتـالـيـن ( الـذي ذبـح خـمـسـة مـلايـن فـلاح ) ؟  أم لـصـاحـب الـخـطـوة الأولـى في مـسـيـرة الألـف مـيـل ( مـاو تـسي تونـك ) أم للـمـتـهـور جـيـفـارا ؟ أم لـقـاتـلـه فـيـديـل كـاسـتـرو ؟  أم للـمـرتـد والـدكـتـاتـور الـشـيـوعـي  جـاوجـسـكـو  ؟ أم لـهـوشـي مـنـة ؟ وجـمـيـعـهم مـتـضـادون لا يـلتـقـون !
-     لـمـن ؟ وكـل ٍ مـنـهـم يـشـهـر سـيـف الـولاء للـمـنـظـّـريـن الأوائـل ( كـارل مـاركس وفـريـدريـك إنجليـز وأدم سـمـيـث وهـيـكـل وفور باخ ) فـلـسـفـيـا ً واقتـصـاديـا ً وأيـدلـوجـيا ً . ولـهـؤلاء جـمـيـعـا ً أنـصـار ومـوالـون ، لا زالـوا لـهـذا الـيـوم يـتـنـاحـرون ويـنـظــّرون .
-    وإن كـنـت شـيـعــيـا ً لـمـن أنـتـمـي ؟ لـحـزب الله !؟ أم لـمـنـظـمـة بـدر ؟ أم لـحـزب الـدعـوة ؟ أم لـحـزب الـفـضـيـلـة ؟ أم للـمـجـلـس الأعـلـى الإسـلامـي ؟ أم للـتـيـار الـصـدري ؟ أم لـعـصـائـب أهـل الـحـق ؟ أم للـواء الـيـوم الـمـعـود ؟ أم لـتـيـار الإصـلاح أم لـفـرسـان الأهـوار ؟ أم لأحـمـد حـسـن الـيـمـانـي ؟ أم لـجـنـد الـسـمـاء ؟  وجـمـيـعـهـم يـذهـبـون مـشـيـا ً إلـى كـربـلاء !
-    وإن كـنـت مـسـيـحـيـا ً فـبـركـب مـن التـحـق  ؟ بـالكـاثـوليـك أم الأرثوذكس أم الأقـبـاط أم  شـهـود يـهـوه  أم الـكـلـدانـيـين  أم الآثـوريـيـن أم الـكـلـداثورييـن ؟
-    وإن كـنـت مـسـلـمـا ً خـالـصـا ً لـوجه اله فـمـع مـن أرخـي عـنـان نـاقـتـي ؟ مـع حـفـظـة الـقـرآن مـن الـخـوارج !  أم مـع الـشـافـعـي أو الـحـنـفـي أو الـمـالـكـي أو جـعـفـر بـن مـحـمـد أو ابـن حـنـبـل ؟ أم مـع الزيدية أو الـصـوفـيـة ، وعـشـرات الـمـذاهـب الـمتـفـرعـة ، وجـمـيـعـهـم يـد ّعـون بـالحـق الـمـطـلـق ومـا عـداهـم بـالـظـلال والـنـار .
-    وإن كـنـت وجـوديـا ً فـأيـن أرسـي سـفـيـنـتـي ؟ مـع المـعـري وجـوقـة الـزنـادقـة أو مـع جـون بـول سـارتـر أو سـيـمـون دي بـفـوار أو طـه حـسـيـن أو ( خـلـيـف طـويـره ! )
-    وإن كـنـت مـيـتـافـيـزيـقـا ، فـبـأي بـوتـقـة ٍ أنـصـهـر ؟ مـع  الـسـيـخ أم الـبـوذيـيـن أم مـع الـشـبـك أم الـمـنـدائـيـيـن  ؟
-    وإن كـنـت قـومـيـا فإلى مـن تـنـبـض عـروقـي  ؟ لـحـزب الـبـعـث الـعـربـي الاشـتراكـي بـوحـدتـه وحـريـتـه واشـتراكـيتـه  وبـشـقـيـه الـشـرقـي والـغـربـي  أم مـع الـنـاصـريـيـن أو الـقـومـيـيـن أو الأخـوان الـمـسـلـمـيـن ! حـتـى قـيـام يـوم الـديـن .
-    وإن كـنـت لـيـبـرالـيـا ً فـيـا لـمـحـنتـي ! وأين تـمـيـل أشـرعـتـي للانـكـلـيـز أم الـطـلـيـان أم الـروم أم الأمـريـكـان أم الاسكنديـنافـيـين أم الـيـابـان ؟
-     وأن كـنت انـتـفـاعي ً فـبماذا أمـلا خـزائـنـي بـالـيـن أم بـالـريـال أم بـالأخـضـر أم بـالأحـمـر أم بـالـيـورو أم بـالأصـفـر اللامع ، بـاهـر الـعـيـون وعـامـيـهـا .  وفـي الـختـام ، الـسـلام ، بـعـد أن عـقـدت الـعـزم  أن أكـون  فـقـط  مـع الله ، الـذي يتـجـلى لـي نـاصـعـاً بـالـحق ِ والـعـدل ، ومـا دونـه مـحـض افـتـراء ٍ وهـبـاء .   

          

Share |