الملا عبد الرزاق الملا موسى الإبراهيمي في ذمة الخلود- إبراهيم الوائلي ذي قار/ قلعة سكر
Fri, 20 Jan 2012 الساعة : 22:35

الملا عبد الرزاق الملا موسى الإبراهيمي في ذمة الخلود) رحل أخر العنقود من أهالي قلعة سكر إلى جوار ربه والذي يعتبر بحق وحقيقة ذائقة حسينية وأدبية وشعرية وتراثية وشعبية وغنائية تراجيدية والملفت للنظر إن حافظته العقلية فريدة من نوعها فإنها تختزن وتحفظ تاريخ المدينة الاجتماعي والشعري والتراثي والغنائي على ظهر قلب ولم تتمكن السنون من محي ذلك الإرث التاريخي الثر مع تقدمه بالعمر إذ أن عمره بلغ مائة عام بالكمال والتمام ولم تخنه الذاكرة مره واحدة على الطلاق وكنا حين نشتاق غالى سفر المدينة ذهب للجلوس بجواره نستمتع لذلك التاريخ الجميل والمفارقات الرائعة ونستأنس بباقة جميلة من الشعر الشعبي والدرامي الغابر بالقدم والذي يفوح عطرا ومسكا لان يحمل أرشيف السنين بل إننا لا نتمالك أنفسنا بالبكاء حين تصدح حنجرته بالغناء التراجيدي لأننا نتذكر أمهاتنا وإباءنا ومحبينا وتنهمر دموعنا من المقل على الخدود ونحيط به مثل طيور الفلاة حين تحط في اعشاشسها كنا نركن له حين نريد التعرف على تاريخ قلعة سكر وسفرها وبطون أهلها وعشائرهم وانحداراتهم فانه موسوعة قلعاوية ناذره---كم بذلت جهود حثيثة لغرض تسجيل قرص ليزري نحتفظ به نسجل له الكثير من أبيات البوذية والداري والقريض والحكم وأحاجي المدينة وإحداثها التاريخية الرائعة ولكن الحظ لم يحالفني وإنني حزين لذلك لان فلته من فلتات الزمن الغابر اندثر وهجها---تلقينا خبر وفاته بالوجوم والحزن لان ظاهرة فريدة ومتفردة وان مكانه في المدينة قد فرغ لما له من باع كبير في حلحلت الإشكالات العشائرية في المدينة إضافة لتخلقه بالموروث الشعبي والاجتماعي الرصين ومكانته الشعبية وانه رافق العديد من الأجيال في المدينة وشهدت قلعة سكر تشييع مهيب يليق بشخصه الطيب والأديب حيث حملته الأكف من بيته وتجولت به في مدينته الوفية وأهله النجباء وتدافعت أفواج السيارات وراء الجنازة حتى قطعت مسافة طويلة في توديعه وأخيرا نقول وداعا أبا جميل لأنك امضي في مدينتك مائة عام احتضنها واحتضنتك وعشت فقرها وسعتها تعايشت مع الكبار والصغار وكنت محظوظا بينهم ونقول لك أيها الطيب مثواك الجنة وعطرها أنفاسك وانأ لله وانأ أليه راجعون والصلاة والسلام على محمد وال بيت محمد ---- الفاتحة
20/12/2012


