صگر أُفَيلح .. والقائمة العراقية-عقيل الموسوي

Thu, 19 Jan 2012 الساعة : 16:15

لم يكن أفيلح ( مصغّر فالح ) وهو الجنوبي يختلف كثيرا عن ابناء قريته في عشقه للبرّية ولمتعة الصيد فيها , الامر الذي جعله يعمل المستحيل من اجل الحصول على صقرٍ يقلل بواسطته من مجهوده في الصيد ويزيد عليه المتعة والمحصول .. لم تذكر الروايات شيئاً عن فترة كفاح افيلح او عن الطريقة التي حصل فيها على ذلك الصقر الذي صار مضربا للأمثال لا لشيء سوى لأنه لم يعد يوماً على صاحبه بصيد ثمين , بل غالبا ما كان يعود بأفعىً صحراويةٍ سامةٍ او ضبٍ او جربوع , وكأنه لا يحمل لصاحبه غير الحقد والبغض , هذا الصقر الذي اقترح على القائمة العراقية ان تتخذه رمزا لها , لأننا اذا ما تتبعنا اعضاء تلك القائمة بأستثناء البعض الوطني المنضوي تحتها بلا حول ولا قوة فأننا لا نجد في الغالبية العظمى منهم سوى الصيد المناسب لذلك الصقر الخبيث , فهذا الذي كان عميلا وذاك الذي كان بعثيا او شرطي أمنٍ عاث في الارض الفساد او ذا نفسٍ دنيئةٍ وصلت لحد سرقة رواتب الحماية او ذا يدٍ ملطخةٍ او تلطّخت بدماء الابرياء من العراقيين فكانت المحصلة ان انبثق من بينهم ( قادة ) للقائمة لم يتورعوا في سفك الدماء البريئة التي حرّم الشارع المقدّس الاستهانة بها فضلا عن استباحتها , اما عقد صفقات تقاسم المناصب وبيعها فيما بينهم من اجل حفنة من الدولارات فهي مما يندى له الجبين لأنها جاءت بشكل لا يترك مجالا للشك بنوايا تلكم القادة الذين لازالوا يتبجحون بوطنية رعناء كما تتبجح العاهرات بشرف لا وجود له ولا يعكس الّا الشعور بالنقص امام ذلك المصطلح , وكذا هم على ما يبدو يتغنون بالوطنية لأنهم بلا وطنية ولا حتى ثقافة قومية , هذا اللملوم الذي اصبح مفروضا على الساحة السياسية العراقية مثلما هي مفردات البطاقة التموينية مفروضة على المستفيدين منها .. فمنهم من فرضه الاجنبي لعمالته ومنهم من فرضته الطائفية التي تغنّى بها دون ان يفقه حتى ابجديتها ومنهم من فرضته مخابرات دول الجوار والاموال المبذولة من قبلهم او التي نهبوها هم من اركان النظام المقبور بعد ان كانوا ( مؤتمنين ) عليها , وكما هي مفردات البطاقة التموينية متغيرة اللون والطعم وعديمة الرائحه بين شهر واخر او محافظةٍ واخرى اصبح اغلب اعضاء تلك القائمة مذبذبين لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء لذا تجدهم داخل العراق بلون الحرباء وشكل الاميبا وخارجه بلا لون ولا طعم في الوقت الذي تفوح منهم روائح العمالة التي مارسوها حتى الثمالة , تلك العمالة التي لا يحق لنا ان نذكرها لأننا سنصبح طائفيين وتابعين للحكومة وكأن الامر اما ان تهاجم الحكومة وتشتمها لتحصل على عراقيتك ووطنيتك واما ان تغض النظر عما يرمي عليك صگر أُفَيلح من بلاوٍ كان اخرها الخيارات الثلاث التي تقدم بها السيد رئيس القائمة من اجل رتق الاوزون العراقي الذي كانوا من اكبر مسبباته , الخيارات الثلاث التي لم يتحفنا برابعها على مايبدو خجلا من افتضاح اتفاقاتهم المفضوحة اصلاً , الخيار الرابع الذي يرومون الوصول اليه عبر العبور على خياراتهم المطروحة والتي اعتبروها جسراً للتنهدات مثل جسر طويريج القديم , الخيار الرابع الذي عقدوا صفقته منذ زمن بعيد واقصد خيار تقسيم العراق .. التقسيم الذي اعدوا له العدة بدعمٍ خارجي اصبح مفضوحا يراه حتى المصاب بالعشو الليلي أوالعشو السياسي .. نعم انه الخيار الرابع الذي اخفوه خلف الباذنجان الخامس اسود اللون كالعقارب السوداء التي كانت ولا تزال صيدا ثمينا لـ صگر أُفَيلح

Share |