أيعقلُ أن زيارة الأربعين هدر للوقت والمال !!-صلاح غني ألحصيني
Thu, 19 Jan 2012 الساعة : 16:12

لقد سلك نهج المعادون لقضية الأمام الحسين التطاول على زوار الحسين وقاصديه بشتى الوسائل ليقفوا إلى صف الفئة التي قاتلت الحسين عليه السلام وبذلك هم من الخاسرين.
في تلك الأيام التي يمتاز بها عصرنا بالديمقراطية وحرية المعتقد واحترام الرأي الآخر، يحاول بعض المتجردين عن المبدأ الذين يحاولون أن يتصفوا بالتطور التعرض لزوار الحسين وقاصديه على انه هدر للوقت وهدر للمال .- إلا ساء ما قدمت أنفاسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب خالدون - الأمر يدعوا إلى الاستغراب ! وكان كل شي على ما يرام ولم يبق أمام دعاة التطور إلاّ الوقوف بوجه هذه المسيرات التي توجهت للحسين عليه السلام متجاهلين أن قادة التطور في دول العالم الأخرى يكرسون اغلب أوقاتهم في عروض ومهرجانات يهلوانبة مختلفة مره الترامي بالبرتقال والطماطة ، ومره نطاح الثيران ولم ينتقد أحد هذه الظاهرة ، أو الإشارة بتخصيص هذه المواد والأموال لمن يستحقها من الفقراء أو على اقل تقدير النطق بمنطق الرفق بالحيوان .
وإذا كانوا بالفعل يحترمون الوقت ، لماذا يهدرون ذلك الوقت القيم بأحاديث لاينتفع بها أحد ، ويخسر المتحدث والمستمع وقته المحترم بقول لا ينتمي إلى المنطق والمعرفة بشي ولا حتى من باب التطور الذي يدعوا إلى احترام مشاعر الآخرين ، لم أسمع مرّة ولو فلتات قول أو بحث ينتقد بعض السلبيات الموجودة في واقعنا بشيء من الأنصاف ، وما موجود على ارض الواقع عبارة عن أحاديث وكتابات انفعاليه بأسلوب ينتقص من الخطباء والمجالس وثقافة الحاضرين ، وكأن حاضري مجلس عزاء الحسين ناس ليس لديهم مستوى من الثقافة أو الوعي وإذ كان هناك فئة من هذا النوع لابد العمل على تقويمهم وليس الانتقاص منهم ، وقد سمعتُ الكثير من أنصاف المثقفين ينتقد بشدة خطب الأمام الحسين ( الخطب التي لها ارتباط فعلي وحقيقي بقضية الحسين وفكر الحسين .. وما كان غيرها فانا من المنتقدين ) معتبرآ ذلك من المزعجات لأنه ينافي الحريات العامة ، ربما يمكن التقرب من رأي هذا المتحدث لو كان منصفا بعض الشيء وطلب بذات الوقت منع الموسيقى الصاخبة والأغاني ذات الخدش بالذوق العام وخاصة تلك التي تكون كلماتها مبتذلة ومهينة للإنسان وأثرها السلبي على المجتمع ..
بعض المثقفين والبعض من الزملاء الصحفيين الذين يكتبون المقالات ويعدون التقارير يحزن كثيرا على الأموال التي تُصرَف على الشعائر الحسينية وكأنها تُصرَف في مكان لبس اهلآ له متجاهلين أن تلك الأموال تصرف في إطعام الفقير وباقي أبناء جلدته ، كما أن هذه الأموال تُصرفُ في جوانب أخرى على مجالس الوعظ والإرشاد .. أذن أين التبذير وأين الإسراف أيها الزملاء ؟ . أوليسَ ذلك بأنفع من أن تُصرَف في أماكن الرذيلة والانحطاط ، لماذا لا ينتقد من ينفق ملايين الدولارات على حفلات التعارف أو أقتنا لوحة فنية أو شراء يخت لأجل نزهه في البحر .. لماذا لا ندرك أننا أبناء امة لنا الكرم عاده وإحسان الضيف شيمتنا .. وهذا من مفاخر العرب
أتمنا أن يدرك هولاء أن السائرون نحو الحسين هم أمّة بكاملها وليس فئة أو مجموعة أفراد تضم بين طياتها كافة أفراد المجتمع رجالآ ونساء شيوخآ وشباب وحتى الأطفال والكهول من مختلف الأجناس عرب وأجانب مسلمين ومسيحببن وصابئة ، أيعقلُ أن كلّ هؤلاء لا يحترمون الوقت حتى نتهمهم بعدم احترام الوقت . يؤسفني أن أتحدث بلغة الصغار سنآ مع الكبار سناً ،، لا تلقوا بصراعاتكم النفسية على من يتخذ الحسين مبدأ ، فلا صلة بعدم فهمك لخطيب أو محاضر لم يفلح بطرحه أو ظل الطريق لإيصال هدفه ، الأمر الذي يجردك من الحق بالسخرية والنيل من أناس امنوا بمبدأ الحسين وتمسكوا بنهجه ..
أن الطريق إلى كربلاء هو الطريق إلى الله ، به تنشأ علاقة الأخوة التي يسودها الاحترام كون بذرتها غرست في ارض صالحة ومناخ طيب نسماته ذكر الله المفعم بالهدى والإيمان ، بالوقت ذاته هو تجرد عن العزلة والانضمام إلى المجتمع والتعرف على أمور مختلفة من أمور الدين واللغة والعادات وهو محفل للإطلاع على الأمور الفكرية والأخلاقية من خلال الموتمرات والندوات والمحاضرات التي تعقد على امتداد الطريق إلى كربلاء وحتى من يروق له مشاهدة المسرح فهناك الكثير من الخشبات التي نصبت في كربلاء لعرض نتاج مسرحي جديد وهي أيام يتوحد بها الملايين بذكرى الله .. أذن أين يكمن الخلل وهدر الوقت في زيارة الأربعين ؟ فالطريق إلى كربلاء يجمعنا ، في حين يعجز أي حزب أو شخصية إحداث عشر هذا التجمع حتى لو أنفقت مليارات الدنانير وسخرت كل جهودها وطاقتها ، بينما بنفق الناس من أموالهم الخاصة في هذه المناسبة ابتغىاه مرضاة الله وهذا دليل على وجود ارتباط روحي وفكري وعقائدي مع من أنفقت لآجلة الأموال ..
أقول قولي لمن يمتلك الثقة بالنفس وله قوة الطرح أن يوجه نقده ورصانة قولة للذين قصروا في تقديم الخدمة لزوار الأمام الحسين من رجال الدين أو الحكومة الذي لم يشهد لهم الواقع قدر من المسوولية الحق في هذا الجانب بل كانوا ذو اثر سلبي على الزائر خصوصآ العائدين من مراسيم الزيارة الذين كانوا يرتجون خيرآ من الحكومة في تسهيل عودتهم وتخفيف العناء ومشقة الطريق وكان ذروة خدماتهم توفير سيارات النقل والتموين التابعة للجيش في نقل الزوار بعد قطع مسافة أكثر من عشرين كيلو متر إلى خارج كربلاء ، وما أسعف إحراجهم وتقصيرهم الأهالي من عامة الناس خدام الأمام الحسين الذين لم يتفانوا قط بتقديم كل ما يحتاجه الزائر من خدمة دون هوادة، يبذلون الجهد المادي والمعنوي في خدمة زوار الأمام الحسين ..