تجمدت مدينة الناصرية صباح هذا اليوم بشكل لم نعهده من قبل ,حتى غدت كانها منفاً سيبيري . الا ان هذا الانجماد لم يمنع ( فضيلة ) وهذا هو اسمها من ان تخرج مع صوت اذان الفجر ( لتسترزگ الله ) على حد قولها , التقيتها وانا في طريقي الى عملي صباح هذا اليوم , كنت قد تجاوزتها بخطوات غير اني لم الحظ وجودها , الا ان كلمة ( ياحبيبي !!) الى اطلقتها جعلتني التفت لارى طفلة صغيرة ,ممتلئة الوجه تعلوها سمرة جنوبية ,ترتدي ملابس سوداء ,وهي تدلل ( نعجة صغيرة ) ,عدت اليها وانا أساءل نفسي :كيف لم انتبه الوجودها ؟؟ كنت اتصور ان خطبا ما قد اصاب نعجتها لتحنو عليها بهذا الشكل المثير للشفقة الا انها اخبرتني بلهجتها الريفية النقية ( النعجة زينة وچنها العافية ) فسالتها لم تحتضنينها بهذا الشكل قالت : ( عسمت من البرد ) أي ان انها تجمدت من البرد فاستعانت بنعجتها لتستمد الدفء من صوفها . لعنت الفقر والعوز الذي يلجئنا الى ان ندفع بصغارنا الى هذه الاوضاع .