الى متى!! - احمد محسن السعداوي

Thu, 19 Jan 2012 الساعة : 14:33

بما ان الحيوان قد ظهر على هذا الكوكب قبل الانسان بملايين السنين فقد سيطر الانسان على الحيوان ، واعتقل بعض الحيوانات الوحشية ليتسلى بها . واستخدم بقية الحيوانات فى طعامه وركوبه وزينته . هذا لأن الانسان ( حيوان تاريخى ) أى يتميز عن الحيوان العادى بأن له ذاكرة تجعله يعى تاريخه ويتعلم من تاريخه فتطوّر وانتقل من الرعى الى الزراعة والصناعة الى الوصول الى الكواكب . وهذا عكس المواشى التى تعيش الحاضر ولا تعى الماضى ولا تتعلم منه. لذلك يظل الجمل يقوده طفل صغير،ويظل الطير والوحش يقع فى نفس الفخ ويلقى نفس المصير..
ولكننا وبجدارة تنافس العرب في ما بينهم فى عدم الوعى بالتاريخ لذلك نظل نقتل أنفسنا بأيدينا فى نفس المكان وبنفس الشعارات مهما طال الزمان .
العدالة قيمة إنسانية لها تقديرها في جميع الثقافات، لكننا نختلف في أسباب نشداننا للعدالة، فالبعض ينشدها لأنها تشفي غليله بالانتقام ممن أساء وأجرم، سواء في حق فرد، أو في حق جماعات أو شعوب بأكملها، فشهوة الانتقام غريزة بشرية تحتاج لإشباع، مثلها مثل الغرائز البيولوجية كالجوع والجنس، وهدم إشباعها يسبب أزمة نفسية للإنسان الذي يستشعر الظلم، ولا يحدث استرخاء من هذه الحالة إلا بتحقيق ما نعرفه بالقصاص.
ليس القصاص هو الوجه الوحيد للعدالة، فهناك وجهان آخران على الأقل، أولهما يتجه للمستقبل، بعكس وجه القصاص الذي يتعلق بأحداث ماضوية يحاسب مرتكبها، هذا الوجه يفعل مبدأ مسئولية الإنسان عن أفعاله، بأن يجد نتائج عمله إن كانت خيراً أم شراً، فيحقق لفاعل الإيجابيات الحصول على النتائج الإيجابية لفعله، وكذا الأمر لفاعل السلبيات. . هكذا ووفق ذلك الوجه تتعدى العدالة دائرة المحاكمة والقصاص، لتشمل سائر أنشطة المجتمع، لترسيخ الارتباط بين الفعل ونتائجه، أو بين الحرية والمسئولية، فالمجتمع الذي يغيب فيه عن الأذهان هذا الارتباط تتدهور أحواله، إذ يستشعر فيه أهل الفعل الإيجابي الظلم، ويقعدوا عن نشاطهم يأساً وإحباطاً، في ذات الوقت الذي يتمادى فيه أصحاب الفعل السلبي في ممارساتهم، مطمئنين لغياب العدالة التي تجعل نتائج أعمالهم السلبية ترتد عليهم.
لكني كنت ومازلت وسأبقى اسأل واتسائل الى متى نبقى نرواح في مكاننا هل مشكلتنا اننا نقع في اخطائنا ولا نصححها ام لاننا لم نتراحم فيما بيننا فالسؤال سيبقى ويكون الى متى تبقى هكذا
؟!؟؟
 

Share |