كلكامشيات نصيحة سيدوري – 18-زاحم جهاد مطر

Wed, 18 Jan 2012 الساعة : 13:51

يا ابن أوروك النبيل
أي شيء تطلب ؟
أي شيء تريد ؟
تريد حياة بلا منون ،
وملكاً لا يزول ،
وقصوراً الى الخراب لا تؤول
تريد حرية النسور ،
التي لا ترعب الطيور
تريد حرية الطيور ،
التي لا تخشى النسور
انه العسير ،
العسير ، العسير
إنك تبتغي المستحيل
فهل ولدت من رحم الأحلام ؟
وهل رضعت من ثدي الخيال ؟
وهل عمدت في نهر الأوهام ؟
تذكّرْ ،
إن ليس للانسان باقية ،
وان طال الثواء
ولا حياة ثانية ،
إلا بالنشور
فقط للآلهة ،
الخلود والبقاء
يا ابن أوروك الجميل
أليس الموت مرفأ لسفن الآمال ؟
وحياتنا ليست إلا حلماً نصحو به الى الظلام ؟
حيث تتلاشى الأبدان ،
في أفواه الحشرات والهوام
فلا يغرّنك طول السنين ،
والآجال
انظر ،
كيف صار الغدُ امسا
وصار الحي رسما ،
وفي دفتر الأيام اسما  
وصار له التراب سريرا ،
ورمسا ،
وعمرك الطويل ،
لمحة من عمر الازمان ،
أقصر من ارتداد الطرف اليك
يا سيد البحث عن اللاشيء
يا سيد الترحال والتجوال
كالقافلة التي تسير ،
بلا زاد ونمير
في النوم لنا كل يوم تذكير ،
للموت نذير
يا ابن أوروك الأصيل
أيها الحامل لهموم الانسان
هل لك نسيج ، او نظير ؟؟
لقد جفت في عينيك الدموع ،
ووهن في بدنك الضلوع
أيها القلب المفجوع ،
أيها المتعب الموجوع
اعلم ،
ان حلمك موؤود ،
وباب أملك موصود ،
وطريقك مسدود ،
وطلبك مردود ،
وسعيك محدود ،
فهب لبدنك الراحة ،
ولعينيك الهجوع
وتعال ، الى أحضاني
وانسَ ما مضى
تعال ، وداعب القطا
الذي نام على صدري ، وتململ
تعال ، ومص في مهلة ، مصاً لما
من فمي الدقيق ،
سيال العقيق
ومن خدي الرقيق ،
التفاح الذي يسيح
ومن شفتي ،
العسل الوحشي الذي يسيل
ومن خمري ،
الرحيق
ليطيب لك التقبيل
عند انفاسي ،
والشهيق
تعال ، والمس المرمر الحرير ،
جسدي الذي ، بالشهوة مريع
تعال ، والمس سيدوري !
روض ، لأشجار اللذة بقيع
تعال ، فليس للحياة معنى
وغير اللهو ليس لها جدوى
يا ابن أوروك
هناك دوماً ، يوم الغد القريب
ولكن ،
 قد لا يأتي
هناك دوماً ، صباح يوم جديد
ولكن ،
قد لا تراه
ربما في هذه اللحظة الاثيرة
وقد تكون المرة الاخيرة
لك الوقت الذي يكفي ،
للحب والعناق
من يدري ؟؟
اذن ، هيا .. هيا
لتعصرك أذرعي المجنونة
سيولاً دافقة
من البهيج
في حضني البديع
قبل فوات الأوان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

Share |