لاحياة بلا حسين ولا وطن بلا كربلاء-جواد كاظم إسماعيل-الناصرية

Tue, 17 Jan 2012 الساعة : 11:22

بدون تحشيد ولا تعبئة حزبية ولانخوة عشائرية هي من تقود الملايين زحفا نحو كربلاء إنما هي مشاعر لها طقس خاص ولها لغة تختلف عن كل لغات الدنيا ولها صوت لايشبه بقية الأصوات إنما هو صوت يشدك نحو السماء هي هذه المشاعر من تجعلك زاحفا نحو كعبة الأحرار إلى مرقد الحسين بن علي عليهم السلام.. الزحف المليوني ضم كل الألوان الأسود والأبيض منهم , كما ضم كل الأجناس , حيث تشاهد الأفغاني والباكستاني والتركي واللبناني والإيراني ومن أوربا ودول الخليج العربي حتى بلغ عددهم هذا العام بحدود 500000 وافد من خارج العراق ومن جنسيات مختلفة. فأنت خلال مسيرتك من أي مكان تشاء يرشدك إلى كربلاء قد تصادف المرأة العجوز والشيخ الطاعن بالسن والشاب والطفل والمرأة والرجل والجميع يتحرك نحو هدف واحد ويردد شعار واحد (( لبيك ياحسين)).. تتنوع الشعارات لكن الهدف واحد, هو الحسين من صنع الحياة لكل عشاق الحرية... هو الحسين من برهن ان الدم على طريق الحق هو من ينتصر على السيف, هو من هتفت له السماء قبل الأرض.. هو من جعل للحياة قيمة حين وقف وقفته بوجه الظلم والظالمين صارخا : (( بان الموت سعادة والحياة مع الظالمين برما )), فالموت عنده أولى من ركوب العار والعار أولى من دخول النار .. هو هذا الحسين الذي تهتف له النفوس وتهوي له القلوب لأنه كذلك فقد تجاوز معناه كل الأطر المكانية والمساحات الجغرافية فهو اكبر من الجغرافيات التي تحدد الأمكنة واكبر من كل الرسوم التي تؤطر المساحات.. فبدمه صنع حياة وكان استشهاده ولادة لزمن أخر زمن بلون الدم اسمه الحسين زمن رسم المسار السليم لكل الإنسانية فهو بحق ولادة كما عبر عنه الشاعر الشعبي بقوله :

عيد ميلادك سعيد يهل العيد بكربلة
حسينة القاتل يزيد مو يزيد القاتلة

فهو الحب الذي وَلَدَ مع صرختنا الأولى:

محد على محبتك وصانة
أنتة روح وتنولد ويانة

هذا الفيض الحسيني هو من يجمعنا في طريق واحد ومسيرة واحد أسميناها بالمارثون الحسيني ولم تثنينا مفخخات ولا ,, ثرثرات عرعورية,, وحتى حين تردنا أخبار متناقضة عن إنفجارات هنا وهناك تستهدف الزائرين لكن لا شيء يثني هؤلاء عن مواصلة السير باتجاه الحسين عليه السلام بل على العكس الكل يهتف بصوت واحد :

لو قطعوا أرجلنا واليدين
نأتيك زحفا سيدي ياحسين

كيف لا وزينب هي من ضربت لنا أروع الأمثلة في مواجهة الطغاة وهي امرأة قد فقدت ولدها وإخوتها وأبناء عمومتها وأهل بيتها وبقت صلبة صامدة صبورة تواجه الطغيان الأموي بكل بسالة , نعم نتعلم من زينب لأنها زينب بنت أبيها وهي زينب التي أخرست عبيد الله بن زياد والي الكوفة حين سألها بعد مقتل أخيها ووضع رأس الإمام الحسين عليه السلام أمامه في قصر الإمارة بالكوفة فقد سألها : كيف رأيت صنع الله فيك و بأخيك الحسين ؟ فأجابت ما رايت الا جميلا اولئك قوم كتب عليهم القتال فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم عندها تعلم لمن الفلج ثكلتك أمك يا ابن مرجانة.
اما في قصر يزيد بالشام فقد خاطبت يزيد قائلة أمن العدل ياإبن الطلقاء تخديرك حرائرك وأمائك وسوقك بنات رسول الله أسارى قد هتكت ستورهن تحدو بهن الأعداء من بلد الى بلد .
أذن هي والله لاحياة بلا حسين ولا وطن بلا كربلاء فع الحسين تكون الحياة الحقة ويكون الانسان أنسانا كما أراد له الله كريما عزيزا (( وقد كرمنا بني أدم)) كما لاقيمة لوطن دون كربلاء فمع قيم كربلاء نستطيع ان نبني وطن ننال من خلاله أجر الدارين الأولى والثانية. لكن علينا جميعا مسؤولية الإدراك الواعي لنهضة الحسين وماذا أراد هو وماذا يريد منا ان نكون وحين نصل لأدراك هذا الهدف العظيم حينذاك نجمع الحسين وكربلاء في قلوبنا منارا وهاجا نزيح من خلالهما كل دياجير الظلام والجهل والعبودية .

لاحياة بلا حسين ولا وطن بلا كربلاء-جواد كاظم إسماعيل-الناصرية
Share |