وعي المواطن-مرتضى الشحتور
Mon, 16 Jan 2012 الساعة : 16:01

في ظرف عشرة ايام فقط فقدت البصرة وذي قار حوالي المائة والخمسين شهيدا ومئات الجرحى وهو مايساوي نصف عدد شهداء المحافظتين منذ سقوط لنظام حتى مطلع هذا العام.
في 5 كانون الجاري وفي لحظة واحدة سقط خمسون شهيدا في البطحاء من نواحي ذي قار ، وذي قار فقدت طيلة تسعة اعوام تسعون شهيدا في معارك عديدة واستهداف مصممة ضمن مرحلة الاضطراب المعروفة .
في يوم فقدنا مايساوي نصف مافقدناه في تسعة اعوام.
هذه المأساة الانسانية والجريمة الارهابية النكراء كشفت ايضا عن تطور خطير فالاحداث التي ضربت جنوبا في مامضى من الاعوام كانت تنفذ اما بالعبوات الناسفة او السيارات المفخخة وكانت تحدث في فترات متباعدة جدا.وكمعدل كان نصيب الناصرية انفجار واحد كل ثلاثة اعوام.
انها المرة الاولى التي يتمكن فيها الانتحاريون من دخول الجنوب وتنفيذ مجازر وحشية بهذا الحجم وبهذه الطريقة.لاعهد لنا هنا بالاحزمة الناسفة!! ولقد اعتقدنا اننا تجاوزنا الاصعب..
لقد كان لهول الانفجاران المستجدان اثرا مزعزعا فيما يتعلق برؤيتنا لمستقبل الاستقرار، واظن ان الاخطر في هذه القضية ان تحدث هذه الهجمة الهمجية بعد ان رحل الاحتلال .
والانكى من ذلك ان منفذي الجريمتين اختاروا المواطنين الابرياء هدفا وقد استخدموا نوعا من المواد شديدة الانفجار والتي اوقعت هذا الكم الهائل من عدد الضحايا.
ومن غير المفهوم ولا الواضح ماهية الأهداف التي يتوسلها هؤلاء المجرمون وهم يستخدمون الات الفتك العشوائي لتحصد الابرياء بدون وازع من ضمير.
ان المرارة والاسى لاتعني اننا لانعرف العقلية الاجرامية لاعدائنا.
على ان استخدام اقوى عبارات الادانة والشجب سوف لن يكون كافيا لتأكيد التضامن التام مع شعبنا.
القضية تستدعي جهودا جبارة ووقفة تاريخية من قبل الجميع للتصدي لهذا العدوان الغاشم.
لقد ابلت القوات الامنية خصوصا بلاء حسنا وقدمت التضحيات السخية وسقط من رجالها منذ مطلع العام العشرات .
ولقد ضرب ابطال الجيش نموذجا رائعا في التضحية وهم يتصدون بصدروهم العامرة بالايمان وحب الوطن للانتحاريين اولقتلة سيما ابطال البطحاء مثلما فعل رجل من شرطة البصرة في واقعة 14 الشهر.
ان استنهاض الشعور الوطني والحس الامني وتفعيل دور المواطن سيكون عاملا اساسيا في ارساء الامن ولفظ القتلة وقطع الطريق عليهم وردهم الى جحورهم.
المواطن رقم اساسي في المعادلة الامنية.
ان التواصل مع المؤسسة الامنية والاخبار عن التحركات والتصرفات المريبة سيكون عنصرا ناجعا في تقويض منابع الجريمة وردم البيئة المعادية.
الهجمة العدوانية اليوم تستهدف الشعب ولاتحمل غائية حقيقية وهيهات ان تكون لاجل غاية وطنية!
الواجب الوطني والالتزام الشرعي يقتضيان اليقظة والانتباه وتفويت الفرصة على الظلاميين ورفد الجهات الامنية بالمعلومة حال التوصل اليها.
فاجعتنا كبيرة والخطر محدق.
وتوغل الانتحاريين في الجنوب يمثل تطورا استفزازيا تأبى غيرتنا وحميتنا ان تغفو لنا عين دون ان نقتلع هذا النفر من بين ظهرانينا.
الهجمة الشرسة الجديدة تستبطن اهدافا اجرامية ، وتنفذ بايد تكفيرية تفتك بالابرياء ولاتفرق بين الرجال والنساء . وهي تضرب بالية وادوات غاشمة .
علينا ان نعيد قراءة المشهد ففي الجنوب استجد ظهور الانتحاريين وفي تكريت والانبار استجد انتشار الاقتحاميين والانتحاريين .
سقط عشرات المحاميين في بيجي واقتحموا دار العدالة في الانبار مثلما فتكوا بمئات الزوار في البصرة وذي قار.
القتل موجه نحو المواطن والتصدي لهذه الهجمة لايكون ممكنا دون وعي المواطن وتفاعله ومؤازرته للقوات الامنية.