و ماذا لو تقسم العراق ؟؟؟-ألمهندس / جمال الطائي- السويد

Tue, 10 Jan 2012 الساعة : 12:55

لنتفق أولا ً إن العراق بعد عام 2003 ليس نفسه قبلها ،بعد عام 2003 ظهرت كل عوراتنا،
يخطئ من يقول إن ما حدث كان سببه الاحتلال ، فالاحتلال الفرنسي للجزائر دام أكثر من
130 عام ولم تحدث حرب أهلية حين خرج الفرنسيون ،والاحتلال البريطاني للعراق الذي
استمر لعدة عقود ولم تحدث بعده أي حرب أهلية ، ناهيك عن الاحتلال العثماني والذي كان
أطول وأسوأ احتلال أجنبي ولم يحدث بعده ما حدث اليوم ، ألحقيقة إن كل محتل ممن ذكرتهم
كان يسلمنا لمحتل أسوا وأكثر عنفا ً وكبتا ً ،أما ألأمريكان فهم الوحيدين الذين سمحوا لفسحة
الحرية أن تدخل حياتنا، وأمام هذه الحرية ظهرت حقيقة ( النسيج الاجتماعي ) العراقي ، فلا
ألسني يطيق الشيعي ولا الكردي يريد العراق وضاعت الأقليات بين الجميع ،مئات الآلاف
ذ ُبحوا وآلاف ممن ذبحوهم لم يأتي بهم الأمريكان من جزر ألواق واق بل هم عراقيين أبا ً
عن جد ، الملايين ممن شُردوا من منازلهم ، ومن احتلوا تلك المنازل بعدهم كانوا عراقيين،ماحدث
هو إن الجميع صار باستطاعتهم أن يقولوا ويفعلوا ما يريدونه بلا خوف من عنف الحاكم
أو بطشه فكانت هذه أفعالنا التي نريد بكل سذاجة أن ننسبها للآخرين ؟؟؟؟
قبل أيام وفي لقاء رئيس الوزراء مع شيوخ و وجهاء صلاح الدين قال انه ممن ساهموا في كتابة الدستور ، وان الدستور يقول ( إن العراق بلد اتحادي وهذه مغالطة لان البلد الاتحادي هو البلد الذي كان مُقسما ً و أ ُعيد توحيده و العراق ليس كذلك . ) هذا كلام رئيس الوزراء ، قبل أيام قليلة وفي لقاء لإحدى الفضائيات العراقية مع السيد / خلف العليان تحدث فيه بإسهاب عن القائمة العراقية
وقادتها ، سأتطرق لمعلومة واحدة ذكرها العليان في المقابلة ، هي إن طارق الهاشمي وقع مع الأكراد اتفاقا ً يتنازل فيه عن كركوك وكثير من المناطق المتنازع عليها للأكراد مقابل دعمهم له لتكوين الإقليم ( ألسني ) ليكون تحت حكم الحزب الإسلامي،
وتكون باقي محافظات الوسط والجنوب ( الشيعية ) إقليما ً ثالثا ً أو دولة ثالثة أو سمها ما شئت !!
يبدوا إن تحت يد السيد / العليان ما يكفي من الإثباتات التي تؤكد كلامه لذلك لم نسمع من الحزب الإسلامي ولا من الأكراد أي تكذيب أو تفنيد لكلامه ،خصوصا ً والأكراد متخصصين في تفنيد كل ما يمسهم.
ألان لنتكلم وبصراحة لماذا نريد أن يبقى العراق موحدا ًوفيه :
ألأكراد ،وقد أقاموا دولتهم الكاملة ويتوسعون كل يوم وبجميع الاتجاهات ويلعبون على كل الحبال
ليحصدوا المزيد من المكاسب، يأخذون ال 17% من إيرادات النفط وإيرادات المنافذ الحدودية وإيرادات نفط الإقليم ولا يعطون للعراق شيئا ً، بل أكاد أجزم إنهم وبشكل ما يعملون على خلق الأزمات وتعميقها فكلما تفاقمت الأزمات وتعمقت كلما زادت غلتهم !!
أما ( سُنة ) العراق فأنهم بعدما فقدوا الحكم ويبدوا إنهم لم يستطيعوا أن يهضموا فكرة أن يكون
معهم شريك في الوطن والحكم والقرار وخاصة إذا كان هذا الشريك ( شيعي شروكي ) كما يصرحون دائما فآلوا على نفسهم أن يكونوا حاضنة للإرهاب والإرهابيين يصدروهم لنا ليحصدوا أرواح أبناءنا ونساءنا ،
مجلس محافظة منتخب مثل مجلس محافظة صلاح الدين ، يقف خلف محافظه وهو يهدد بقطع كهرباء محطة بيجي عن العراق ، ونسوا إن من بنا هذه المحطة هي إيرادات أموال نفط ( الشروكية ) وهي التي ما تزال تمده بالنفط الخام ،يعني بفلوسنا وبنفطنا ويهددونا بقطع الكهرباء
عنا ، وذلك كله لان الحكومة أدركت إن فلول البعث التي تؤويها هذه المحافظات تريد القيام بأعمال إرهابية تتزامن مع الانسحاب الأمريكي فقررت الحكومة أن تتغدى بهم ، قامت قيامة هذه المحافظات وذهبت مباشرة للمطالبة بإقامة الأقاليم ، يعني ( ألإخوة ) السنة يريدون أن يكونوا ملاذاً
آمنا للمجرمين من البعثيين والإرهابيين من فلول القاعدة يتدربون ويفخخون ليمارسوا قتل الشيعة الروافض المجوس الإيرانيين ؟؟؟
ويريدون منا فقط أن نعطيهم ( حصتهم ) من إيرادات نفطنا ، بل ويخرج نفس محافظ / صلاح الدين البطل ليطالبنا بزيادة حصة محافظته من الميزانية ( ربما لأنه سيستورد الكثير من المجاهدين
العرب ضمن خطته الاستثمارية للعام القادم )،
يعني كل ما يريده الأكراد و السنة منا هو إيراد نفطنا ،أثبتت وقائع السنوات ألثمان الماضية إن
الساسة الشيعة جبناء ، ولا ادري لم لا تبادر مجالس المحافظات الشيعية لتبادر بإعطاء الأولوية
لها من إيراد ثرواتها وتلزم الحكومة المركزية بقراراتها كما تفعل المحافظات السنية ،
لو حصل ما يريده الجميع وتقسم العراق ، فالأكراد سيكونون محاطين بدول قوية لا تريد أن يكون لدولة كردية وجود ، فلا إيران ولا تركيا ولا سوريا ستبقى متفرجة وعندها ملايين الأكراد، وستبقى عند هذه الدولة الكردية المفترضة مشاكل مع ( الدولة السنية ) هي مشكلة كركوك والمناطق المتنازع عليها خاصة في نينوى ( المناطق النفطية ) فالدولتين ( السنية والكردية )
ستكونان بأمس الحاجة لهذا المورد النفطي لأنها لا تملك أي مصادر اقتصادية غيره ، فالدولة الكردية بهذه الحالة لن يكون لها أي منفذ على العالم ( أي إنها ستولد ميتة ) ومسعود البرزاني لن يكون أكثر من / مختار أو في أحسن أحواله / قائم قام يتبع إيران أو تركيا إداريا ً ،أما سنة العراق فستكون لهم دولة بلا مصادر اقتصادية وبلا زراعة ولكن بألف ألف قائد وشيخ عشيرة وأمير قبيلة
مقيم في الأردن والسعودية وعلى أبواب أمراء الخليج و لربما حينها ستستعيض هذه الإمارات والدويلات عن العمالة الآسيوية بعمالة من الدولة الجديدة يصدرها لهم النجيفي أو الهاشمي أو المطلك !!!
وحدها دولة الجنوب / الشيعية هي التي ستولد ومعها كل مقومات الاستمرار ، فاغلب ارض العراق الزراعية محصورة فيها فيمكن أن تكتفي زراعيا ً والأضرحة المقدسة والمزارات الدينية فيها
وهذا مصدر مالي ضخم يضاف للنفط الذي يشكل أكثر من 90% من إيراد العراق الحالي ، ولها أيضا ً منفذ بحري يربطها بالعالم كما إن معظم جيرانها لا يمكن أن يشكلوا خطرا ً عليها لأنهم اضعف من أن يؤذؤها فسيكتفون بالتآمر عليها ومحاولة شراء ذمم بعض الفاسدين من سياسييها
( كما يحصل اليوم ) وهذا رغم مساوئه فهو لا يشكل تهديدا ً لدولة .
الآن وكما أعلنت وزارة التخطيط فان أكثر من 90% من ميزانية العراق تأتي من نفط الجنوب
وإذا كانت ميزانية عام 2012 هي 112 مليار دولار فان إيراد نفط الجنوب سيكون بحدود 100 مليار دولار فإذا قسمت على المحافظات التسعة ستكون حصة كل محافظة بحدود عشرة مليارات
دولار وهذا أكثر من ضعف ميزانية الأردن ، يعني بحدود ثلاث سنوات يمكن أن ننقل دولة الجنوب لتكون بمصاف أنظف وأرقى وأجمل دول المنطقة ، ربما لن يعجب كلامي الكثيرين وربما
سيضعني البعض في قائمة الطائفيين أو حتى الخونة ، لا يهم ، فمن ينظر اليوم لأشلاء زوار أربعينية أبي الأحرار الذين استشهدوا في الكاظمية ومدينة الصدر و الناصرية ( يعني في دولة الجنوب حصرا ً ) سيكون له نفس هذا ألرأي وهو يرى إن (الآخرين) يستكثرون علينا البكاء لمصاب سيد الشهداء.. أو حتى البكاء لفجيعتنا بهذا ... ألعراق !!!

 

Share |