اليوم اختتمت مجالس فاتحة شهداء البطحاء النجباء الخمسة والاربعين -مرتضى الشحتور

Tue, 10 Jan 2012 الساعة : 12:54

ضحايا جريمة الخامس من كانون الثاني 2012.
يجب ان يظل هذا التاريخ محفوظا في ذاكرتنا ومعظّما في ضمائرنا ومكتوبا في صحفنا .
خمسة واربعون استشهدوا بالامس والتحقوا بقافلة انصار مولانا ابي عبدالله الحسين ،عدا من اصيبوا.
غدا تختفي اللافتات السوداء التي حملت نعيهم وأخبرت باستشهادهم وربما تضمنت شجبا واستنكارا حقيقيا مقرونا بعبارات الاسى والمواساة والدعوات بالرحمة والرضوان وغير بعيد من هذا وبمضي الاشهر سيقل الاهتمام وسيتراجع موضوعهم وسينتهي امرهم كما انتهى امر ا لاف الضحايا في هذا الزمن الدموي ، غدا ستدور اوراقهم في المؤسسات الحكومية وبعدها سيتعاملون مع ورثتهم،معاملة روتينية وسيتحولون الى ملفات ومستمسكات وخبرا من اخبار الماضي .ورغم توالي المصائب واستمرار النزف ،ننسى سريعا تخفت حرارة مشاعرنا تجاه اسر الضحايا من اعزتنا.وللاسف.
وللاسف الشديدسيستمر المهرجان البدوي في ازهاق ارواح المؤمنين من ابناء الرافدين ومن احبة علي والحسين فالعقول النتنة والفتاوي الاثمة تجد من يرددها ومن يتبناها ومن يحملها ويحولها ويوفر ادواتها مسدسات كاتمة واحزمة ناسفة وامعات تقودمفخخات وتزرع عبوات وتوجه الصواريخ الغاشمة تقتلنا خصوصا وتستهدفنا جميعا ذلك اننا نحمل عنوانا واحدا ، نحمله ونضحي دونه ،لا نخف ولا نخشى مهما بلغ حجم التضحيات وتعددت التحديات.
في محافظة ذي قار اعتبرت القاعدة البطحاء هدفا نوعيا امعنوا في استهدافها ،مرة ضربوا سوقها البسيط بسيارة، وبالامس استهدفوا زوار الحسين المتجهين صوب كربلاء.
البطحاء بالنسبة لنا لما نالها تستحق اسما مرادفا او اسما مركبا ، ولتكن بطحاء الشهداء.
او ناحية الشهداء او ناحية البسطاء.او بطائح الدماء.
بسيطة هي البطحاء، بدوية ، شيعية وسنية ،عشائرية ، واهلها يمزجون بين التدين والبدوية .
وعلى مايبدو فان هذه التكوين البنيوي يمثل تحديا بالنسبة للجماعات التكفيرية.
وقد انتدبوا احد شذاذهم للمهمة النكراء الاخيرة.
في مصاب البطحاء تعددت دروس الشهامة وتفاعلت عوامل الولاء .
فاهل الناصرية انشغلواعن مصيبتهم وذهبوا يؤبنون ضابطا عسكريا من ابطال الجيش من اهل الحويجة ومنتسب من اهل ديالى حتى استئثر موضوع بطولة الرجلين على الحدث .كرم الناصرية يجعلهم يحتفون بضيوفهم ويقدمون مصاب اخوتهم على مصابهم ، انها شيم الكبار و قيم الاخيار..
علينا اليوم ان نستعرض قائمة الابرياء الذين اغتالهم الزمرة الاثمة.
العملية نفذها انتحاري ورعتها زمرة اثمة مجرمة تعمل برعاية ائمة الشر في دول الجوار.
في قائمة الكوكبة المؤمنة اطفال لم يبلغوا العاشرة وفيها شباب لم يكملوا عقدهم الثاني وهناك وهناك طلاب جامعيون وموظفون واناس بسطاء من عامة المواطنين.
هناك دعوات لاستذكار العسكر وتخليدهم بنصيب.
وهناك دعوات لإقامة أماسي تأبينية.
وهو امر حسن نتفق عليه تماما على امل المباشرة سريعا بتنفيذ الفكرة.سيما والمصاب لم يزل حارا.
انما الشيء الاهم هو ان تتوجه الجهود لتحديد موقع المجزرة وتسويره وجعله مشهدا مشرفّا.
ان نكتب حوله (هاهنا قتلت رجالنا، هاهنا استهدفت القاعدة اعزتنا واحرقت قلوبنا).
وتلك الخطوة الاولى.
وعلينا ان نزرع الموقع بالورود والازهار والنخيل والاشجار وان نؤهل الموقع ليكون مزارا نضع عنده اكاليل الورود وليكن اسم الموقع ساحة الشهداء نقصده في ايامنا الوطنية وفي ذكرى البطحاء السنوية.
علينا ان نشيد لهم صرحا يحمل اسماءهم ويتوج بصورهم وان ندعوا الفنانين لاعداد جدارية تمثل اسطورة الولاء لسيد الشهداء.
علينا ان نحفظ ذكرى زوار سيد الشهداء الخمسة والاربعين شهيدا.قبل ان تبرد الحماسة وتتراجع المصيبة . وعلينا ان نضع نصبا لجميع ضحايا حادثة البطحاء ومن دون تمييز .
علينا ان نساوي بين الشهداء .
الرياحين والفتيان والرجال والنساء، المدنيين الزائرين في شعيرة واجبهم الديني والعسكريين المرابطين يومها في الواجب الامني.
لنجعل موقع المجزرة ساحة ومزارا نضع فيه اكاليل الورود ونقرا عنده صورة الفاتحة وياسين على ارواح الزائرين.الرحمة لارواح شهداء كانون والمغفرة الدائمة للابرياء والله اسال الصبر والسلوان لاسرهم النجيبة وانا لله وانا اليه راجعون..
 

Share |