الاتجاه المعاكس والبوصلة الضائعة- مازن مريزة-اليمن

Sun, 8 Jan 2012 الساعة : 13:12

باحث أكاديمي
من سخرية القدر أن تضحك شفاهك ، وقلبك يقطر دما ، وأن تتوسد الضحكة متربعا فراش المرارة ، ويدك على خدك لا تدري ما تفعل بها ، أتخفي بسمة ساخرة أم تمسح بها دمعة عابرة ، فظروف عافيتي الأخيرة منعتني عن ممارسة هواية الضحك البريء لفترة ، وشغلتني عن البحث في أوانيها الزاهرة ، المتناثرة بين خبايا وزوايا مملكتي الصغيرة ، المطلة على جبال باسقات ، بهوائها المنعش ، وليلها الصافي ، وابتسامات أهلها البسطاء التي لا تفتر ، فحينما يشعر الإنسان بالعلل تحاصر جسده المعطوب ، تنتابه هواجس شتى ، ويجول السأم بين حنايا صدره المتعب ، و يتسرب الملل إلى خبايا نفسه تسرب الماء وسط صحراء عتيقة ، مما يضطره إلى البحث عمّا يبعد ذلك الضيق والضجر عن حياته المأزومة ، ومن أبسط وأسرع تلك الطرق ، ممارسة العزف العشوائي على أزرار ( الريموت كنترول ) ، والتنقل بين نوافذ البلازما المطلة على دنيا الواقع الرازح تحت حراب الأمزجة المتقلبة ، في بناء الرؤى الأولية لفواجع ومحن الأمة الحبلى بملايين المسحوقين والمظلومين ، المهرولين خلف أي بارقة أمل مهما كانت بعيدة المنال ، ليأتي دور تلك القنوات على اختلاف مشاربها ومذاهبها وأجنداتها ، في ممارسة دور الوسيط ، بين المتأملين بنرجسيتهم والمتألمين بفاجعتهم ، بين الناشرين غسيلهم على حبال الميدان بترويجهم لشتى الأفكار بصدقها وزيفها ، بجدها وهزلها ، بجودتها وركاكتها ، وبين أولئك الباحثين عن رشفة باردة يروون بها عطشهم المستديم للحقيقة المجردة ،ولتّبرد بها نفوسهم الحائرة بين أغلفة الفضيلة البراقة بمحتوياتها المبهمة ، ولتصل بأنفاسهم المدهوشة إلى واحات الواقفين على سواد النقاء الأعظم ، ليتحرروا من شمس الباطل الواجمة ، التي تصّر بفضاضة على لسع وجوههم اللاهثة بكل سياط البشاعة ، وعصي الصلافة المدهونة بكل عهر الكون ، في استغراق منقطع النظير في ممارسة قباحاتها الفاضحة في تقريب البعيد وتغريب القريب.
ومن تلك النوافذ ، التي يحلو لي دوما التفرج عليها – لا التطلع منها – قناة الجزيرة الإخبارية وبعض القنوات الفضائية المعروفة ، لمتابعة أحوال الدنيا ، واستقراء بعضا مما سينزل بتلك الأمة المسكينة من ألوان الهوان والرزايا ، وبغض النظر عن الإشاعات المتداولة بين من ينكرون عليها حياديتها ، وسعيهم الحثيث في تقديم المزيد من الأدلة على ذلك ، وانبرائهم الواثق للتأكيد على تدخلها المباشر وغير المباشر في صياغة الخبر ، قبل بثه على الأثير ، ربما لغايات غير معروفة ، وتعاطيها بالكثير من الازدواجية في التعامل مع الحدث في انسياق مطلق نحو تضخيم أحداث معينة بصورة قد تكون مقصودة ومنهجية ، وتداول معلومات ربما لا تكون موجودة على أرض الواقع ، على غرار تداولها للأحداث الجارية حاليا في كل من سوريا والبحرين ، ففي حين ُيلاحظ أنها في حالة استغراق كامل في حملة تحريض مكشوفة ضد سوريا ، التي لم تهرول قط للانبطاح تحت شعارات التطبيع والاستسلام ، تحت سراب السلام المزعوم ، والتي بقيت صامدة كآخر القلاع الحصينة ، كما كانت أول الأعداء الممانعين لوجود للكيان الصهيوني ، وبقية الحلم العربي الذي لم يتلوث ، في زمن سقوط الأقنعة ، وانكشاف الوجوه على حقيقتها ، في حين تتعاطى مع نفس الأحداث في البحرين، بعبارات خجولة ، وبالكثير من التعتيم الإعلامي ، مما يطرح الكثير من التساؤلات غير البريئة ، حول هذه الازدواجية الصريحة ، والمنهجية المتعمدّة ، ومن يقف وراءها ؟ وكيف تتم عملية ضبط وتقييم مهنيتها وموضوعيتها ؟ وهل فلسفة وأهداف قناة الجزيرة مبنية على أسس سياسية أو طائفية ؟ أم على أسس مهنية محضة ، تقدس نقل الخبر كما هو ، وتجيز التعليق عليه بحرية بحتة ؟
وبغض النظر عن تلك التساؤلات غير البريئة التي تقود لاحقا إلى الكثير من التحفظات ، وبغض النظر عن تسريبات (وكيليكس) التي أطاحت بمديرها السابق وضاح خنفر بالضربة القاضية ، على خلفية الوثيقة رقم ( 05DOHA1765 ) ، وبغض النظر عن تسرب شريط فيدو مصور للدكتور عزمي بشارة وهو يتلقى تعليمات حرفية واضحة من احد المذيعين في قناة الجزيرة ، وبغض النظر عن شهادات المشتغلين بالتجديف في بحر كواليسها الغامض لسنوات طويلة ، أمثال المذيعة لونا الشبل ، والمذيع غسان بن جدو ، وغيرهم ، نجد أن أيا من المتابعين المنصفين لا يستطيع إنكار دورها الكبير في سرعة نقل الخبر ، ومثابرتها الجادة في متابعة الأحداث ، ونقل تطوراتها المتلاحقة أولا بأول ، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إغفال جمهورها العريض المتحفز للتفاعل معها في شتى أصقاع الأرض ، في عصر باتت فيه المعلومة تنتقل أسرع من الصوت ربما ، وفي زمن تتلاحق فيه الأحداث بطريقة غير مسبوقة ، مما يضعها رغما عنها تحت طائلة مسئولية أخلاقية خطيرة ، من خلال دورها الشديد الفاعلية في المساهمة في توجيه دفّة الأحداث النازلة بتلاحق عجيب على هذه الأمة المضطهدة منذ قرون ، وشئنا أم أبينا فإن هذه القناة – على الرغم من اللغط الدائر حولها – لها من الإمكانيات المادية والمعنوية ، والقدرة النوعية للقيام على أكمل وجه بدور تصحيحي ، للكم الهائل من الانحرافات المتوالدة بتسارع متزامن بتناغم شديد الغرابة مع الانفلات النهائي عن الأفلاك المنطقية ، والمسارات الطبيعية لهذه الأمة الخيّرة ، التي لا تستحق قطعا ما يحل بها من هوان ، صار يُمارس ضدها بانتظام وتعمد كلما سنحت الظروف لذلك ، وليس ما يعنينا في مقال اليوم طريقة نقل الحدث وحسب ، بل ونوعية البرامج التي تقدمها تلك القناة ، فكثير من تلك البرامج لا ينقصها النجاح ولا المصداقية ، وترتكز على مقدمين يتمتعون بقدر كاف من الحرفية والمهنية ، وليس بكثير من التأمل والتفكير نستطيع فهم الأهداف العامة والخاصة لتلك البرامج ، فمنها ثقافي وآخر فكري ، وثالث تاريخي ، الخ ، ولكن البرنامج الذي قادني إليه عزف أصابعي العشوائي تلك الليلة على أزار موجه القنوات ، لم يكن أبدا من ضمن تلك البرامج الواضحة الأهداف ، أو على الأقل استعصى فهمي العليل ليلتها ، على إدراك الدافع أو الدوافع الحقيقية لبرنامج ( الاتجاه المعاكس ) الذي شاهدته بصبر حسدت نفسي عليه ، ليستحلب معه بآهاته المؤلمة ، كل مرارات الدنيا في فمي المرّ أصلا من طعم الوجع ، حتى تفاجأت بنفسي انفجر ضاحكا ، ملوحا بيدي من غير سبب ، مطلقا تنهيدة مريرة لم أتعودها ، للزمن الرديء الذي يدفع مقدما ناجحا مثل فيصل القاسم ، للتمادي في استفزاز مشاعر الناس ، واستنفار مشاعر الكراهية بين أبناء الجلدة الواحدة والوطن الواحد والمصير الواحد ، والإصرار على نكأ جراح قد تكون في طور التماثل إلى الشفاء أو في طريقها لذلك ، فقد تساءلت مع نفسي مرارا ؛ عن الهدف الحقيقي لهذا البرنامج ، وما الذي سيقدمه إلى المجتمع ، فمن المعروف أن أي برنامج مرئيا كان أم مسموعا ، يبتغي في النهاية تقديم منفعة ما للمتلقي ، متوسلا شتى الوسائل المشروعة لتحقيق هدف فضيل ، أو غرض نبيل ، أو لتقديم معرفة إيجابية ، أو على قدر معقول منها ، ليخرج المتابع في نهاية المطاف وهو يحمل بين جوانحه : فكرة جديدة ، أو رأي سديد ، أو تصحيح مسار أو تعديل انحراف ما ، من خلال الإقناع ، وبذل ما يلزم في سبيل ذلك ، فأين يمكن وضع برنامج ( الاتجاه المعاكس ) من كل ذلك ، وما الذي سيجنيه المشاهد المسكين ، غير المزيد من التشويش والتخبط بين هذا وذاك ، وما الذي سيحصل عليه مقابل ساعة كاملة من وقته الثمين سوى المزيد من الشعور الخانق بطعم الكراهية ، متبلاً بالكثير من نكهة الفتن والأحقاد ، من إنتاج مطبخ فيصل القاسم .
والأدهى من ذلك ، يبدو جليا بلا لبس ، للمتتبعين لبرنامج ( الاتجاه المعاكس ) ، أن المستوى العام لضيوف البرنامج ، الذي يحرص السيد فيصل القاسم ، على إظهارهم كفرسان الميدان ، وحماة الفكر ، وحملة نبراس الكلمة ، والمدافعين عنها ، ليصولوا ويجولوا فيه كما يحلو لهم دون رادع أو وازع ،قد بدأ بالانحدار التدريجي ، لكن بصورة مثيرة للانتباه هذه المرة ، فلا شك أن صفوة القوم من المثقفين الحقيقيين ، وحملة الفكر الحر ، من الذين يحترمون أقلامهم ونظرياتهم ، ممن يحسبون ألف حساب وحساب للكلمة قبل إطلاقها على عواهنها ، يرفضون حتما استخدامهم بامتهان تحريضي كديوك الحلبة ، التي تتعارك في ما بينها بوحشية ، باذّلة كل ما تملك من قوة وجلافة ، مدفوعين باستفزاز القائم على الحلبة ، وركلة من هنا ، وصفعة من هناك ، وتنتهي المعركة بخسارة أضعفهم حظا ، وأقلهم شراسة ، ولكنها على غير ذلك في حلبة السيد فيصل القاسم في الفعل ، على أنها لا تخطيء المعنى غالباً ، ففي الحلقة التي جاهدت نفسي على إكمالها حتى النهاية في تلك الليلة الكئيبة ، بدا الانحدار متجليا في كل كلمة وفكرة و شتيمة أطلقها ضيف البرنامج (( نوري المرادي)) ، بعنترياته المملة ، وكلماته المكررة التي يجترها في كل مقال و مقام ، بمناسبة وبغير مناسبة ، والتي على ما يبدو لا يحفظ غيرها ، وسبابه المقذع ، وكلماته النابية ، التي لا يصح مطلقا أن تُذاع على الهواء مباشرة في قناة لها وزن قناة الجزيرة ، مثل ( بياع الكلاسين ، والغلمان ، والحمار ، ... ) ، مما دفع المذيع إلى التوسل به مرارا لقول شيء مفيد ، أو فكرة مفهومة ، بقوله : ((الناس تتوقع منك أن تقول شيئاً أرجوك أن تقول شيئاً كيف ترد بالمنطق وليس بهذا الكلام؟ )) ، وتارة بقوله : (( يا أخي راح الوقت وأنت بتحكي كلام أستغفر الله )) ، ومن ثم يعود ليصف كلامه بالتهريج بقوله : (( الوقت يداهمنا يا نوري الوقت يداهمنا مش عم بنهرج هون تفضل أسرع لي شوية ؟ )) ، وبعد الكثير من التهريج ، والأفكار المفككة ، والكلمات الركيكة ، وممارسة ألوانا سقيمة من استعراض الفراغ الفكري والأخلاقي ، استفز حتى فيصل القاسم نفسه ، لينفجر في وجه ضيفه قائلا بالحرف الواحد : (( هذا الكلام سمعته منك من 9000 سنة عندك شي جملة مفيدة غيره ؟ ))
فإذا كان معد ومقدم البرنامج نفسه يصفه بالمهزلة، ((مهزلة والله العظيم يا أخي كمل، كمل..)) ، فما الذي يتوقعه على لسان حال المتلقي ليصف حقيقة وواقع برنامجه التحريضي ؟ المبني على أسس متينة من الارتكاز الحاسم على تبادل الشتائم ، وبأحسن الأحوال تبادل الاتهامات .
فضيف البرنامج أصر على الانغماس في إخفاقاته الأخلاقية المستمرة ، مستخدما منطقا ضعيفا ،وفكرا واهيا ، ولغة في غاية الرداءة ، تجاوزت حدود المعقول بمراحل ، متجاوزا كل نواميس المهنة ، وأدبيات الحوار السوي ، وأخلاقيات حاملي شرف الكلمة ، الذين يسحرون لباب الناس بكلماتهم الراقية ، ومنطقهم الجميل ، متمترسين عادة في دفاعهم عن قضيتهم ، خلف أسوار الأدب والذوق العام ، ودفء الحوار ، وحميمية النقاش الذي لا يجب أن يفسد للوّد قضية في أي حال من الأحوال ......

أليس من أبسط حقوقنا أن ننتظر من برنامج يبث على قناة إخبارية- بوزن قناة الجزيرة - أن يحترم عقولنا ، وينزّه مسامعنا - التي ضاقت من بطش الكلمات القبيحة - عن سماع الغث من الأفكار والسمج من الكلام ، ويوّقر قناعات السواد الأعظم من جمهور أشقته دفوف الشقاق ، وأتعبته أبواق التحريض الآثمة بحق نافخيها ، قبل سامعيها ، اتقوا الله فينا ، ولملموا شتات شملنا ، ما دام في الوقت من متسع ، وحاولوا أن تضيقوا هوة شقنّا ، لا أن تزيدونا تناحرا واقتتالا ، وأطفئوا بماء المحبة الرقراق جذوة نارنا ، بنشرها على رماد تشعثنا وتغربنا ، كل يوم وساعة ودقيقة ، لا أن تتعمدوا سقايتنا معسول الكلام مسموم المرام ، على يد ضيوف ؛ لا يعبرّون إلا عن قناعات فردية ، تؤججها أسبابا شخصية ، من الذين استمرئوا مواساة أنفسهم ،واستسهلوا محاكاة صناديقهم المغلقة بما تحمله من أفكار لا تنتمي إلى أي منطق معروف ، ممن يتأبطون طبلة مشاعرهم الشخصية أينما حلّوا وارتحلوا ، ناقرين عليها بتطرف ، متغافلين أبسط أبجديات الحوار الفكري المقبول ، في وقت ركب غيرنا قطار الحضارة والتطور ، وتركونا هائمين نبطش بعضنا ببعض ، ونمارس في ما بيننا ألوانا من القمع الفكري والأدبي والأخلاقي .

فإذا كان السيد فيصل القاسم ، مصّرا على المزيد من شد حبال التوتر والإرهاق الفكري ، وعدم التجديد ، والبقاء مراوحا في مكانه دون تنويع أو تطوير ، أو انه لا يرغب في تغيير قواعد اللعبة في برنامجه ، والمضي قدما في إثارة المزيد من الزوابع الإعلامية ، والمهاترات الكلامية ، والعنتريات الفضفاضة بخوائها الأجوف ، فعلى الأقل عليه الاهتمام مستقبلا ، بالتدقيق الحاسم بمستوى ضيوفه الفكري والأخلاقي بصورة نوعية ، قبل دعوتهم للحوار المباشر أمام الملايين ، وأن يضع بعض القواعد الصارمة ، والحدود الفاصلة ، للتمييز بين العبقرية والجنون ، وبين المحاججة والسفاهة ، والضياع بين منطق التبعية المطلقة أو القطيعة المطلقة ، وأن هناك حدودا مشتركة بين كل الأفكار والقيم والمبادئ ، تصلح نسبياً بأن تكون أرضيات محايدة ، يمكن الانطلاق منها ، على ضوء حتمية احترام الواقع والتأثر به ، دونما مكابرة عابثة وعناد أخرق ، علّنا ننجح في الخروج من مأزق العنف ، ولغة الشحن الطائفي ، قبل فوات الأوان ، والوصول إلى محطة الانزلاق النهائي في مشهد الذروة ، في ظل تلك النوعية من البرامج التي ترعى وتغذي السائرين في طريق التطرف السياسي والطائفي ، الذي أصبح سمة من سمات عصرنا الميمون ، بوجود مثل هذه النماذج من البرامج التي لا يسعني إلا أن أصفها كما وصفها السيد فيصل القاسم بنفسه : بالمهزلة .

وأخيرا أدعو السيد فيصل القاسم بخالص المودة ، وكل العاملين في حضرة الكلمة المقدسة ، إلى التمعن في قوله تعالى : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) آل عمران : 103
 

 

 

Share |