عروش للموت الدافى_قصة قصيرة-احمد علي الزيدي- الشطرة
Tue, 24 May 2011 الساعة : 8:59

فرح أبي حد الدمع عيناه شلالان من أهزوجة الأمل و خذيه بحرا امزونيا هادئا ,لا زال يحملني على كفيه يرضعني بقايا الأمل و يطعمني حطام الطموح ,نتنزه سويتة على جسور الإرادة المهشمة و نسهر على وسادة ألواح الحروف المدمجة و الأرقام المعقدة.
هناك على قوارع الطرقات ...
يبحث بين الأنفاس المختنقة على نبض متبق يجري بعروقي كي يسقي وطنا مغروسا في جوف فؤادي ,وانا تلهبني الأنفاس صعودا و نزولا و بوجه خجل ينضح عرقا حين توقفت بباب المجلس لحكومتنا المحلية, أتمشى في أروقته أتقلب بين غرفه الملكية يضعون فوق مكاتبهم صورا بدل الأعلام و "تربا" محترقة بدل الأختام,يصوغون ملامح الموت و يرسمونها على جدرانهم السوداء,حيث عمائم منتفخة بيضاء و حزم خضراء تشد أزار اغلب المراجعين و عباءات شتوية في أول آب "اللهاب" تصدر صوت خسيف الأوراق المطوية المخفية تحتها,و معاملتي في يدي لفتت أنظار الجميع ,تمزقت أطرافها و تعجنت بأناملي و انا أتعصر خجلا أتضور ألما فأبي بانتظار عودتي احمل خبرا يزيح الهموم عن كاهل شيخوخته التي أحنت جسده و أضعفت بصره.
هناك في أزقة الناصرية و شوارع ألحبوبي ....
أتمشى حائرا..
ماذا سأقول لأبي؟
حيث البهو في ذلك التقاطع اللعين نفق طويل يشير لي بأوراق خضراء تملى صناديق"الامرارات" الزيتونية إلى عالم غريب الاثنان يتكلمون بلغة تختلف عن الأخرى و الجميع فيه يحترم الجميع,
و أبي بالانتظار...
و أنا اعمل جاهدا و جاهدا
و هم في كل يوم يحتفلون بقدومي ,يتفننون بوضع أعلامهم يفتخرون بحضارة أوطانهم ,و الزقورة أمامي هناك و الشمس لا تزال خلفها , اورنمو بدا يوقضني ,يعرفني بنفسه فانفجرت عراقيتي صوتا اسكت الجميع و تكلمت أناملي بهدوء مشيرة الى الزقورة و ما ينبعث منها من بقايا خيوط الشمس .
و أبي بالانتظار..
و أنا أجد في عملي أتربع على عرش حضارتي التي انهارت تحتها جميع الحضارات و "الي بابا" النسخة المزيفة ل"علي بابا" بدأت تتحطم أركانها هناك فوق المخيلات الصدئة,حيث البهو و تقاطعه اللعين لا يزال يغريني باماسيه الخضراء و اركيلاته المعسلة على ضفة كورنيش الفرات على طاولة السكر و العربدة تتصارع الكؤوس مع العمائم البيضاء و الغتر السوداء ذات الذيول المتدلية يتقاسمون غنائم الحكم و يمنحون الرتب المدمجةو يستذكرون مدنهم القديمة التي زرعوها بيتامى و اطفال تفترش الازبال و ترتضع الخنازير هناك خلف الشطرة حيث كانو يتربعون ببنادقهم "الكلاشنكوف" ينتصرون قدوم فريستهم.
و ابي بالانتظار..
و انا اتمشى فوق قيود اليأس القاتل و الناس تعلق أرقاما فيها صورا مكتوب فيها نحن الأمل القادم,تختلف الإشكال إذا اجتمعوا,حيث البهو في وعكة الزحام يتوقفون و يقرؤون أناشيد الوطن الماضي يترنمون بالحان قبائلهم,جاء اليوم بصمت هادى يتشهى الكل بفض بكارته بسبابات سكارى أغرتهم شهوتهم و بعد شهور جاء الخبر بولادة ستالين ثالث في زمن الموت الصامت,لا زلت أعاني بحثا عن نفسي التائهة بين عروش حروف أحرقت الشمس بقاياها .
لا زال ابي منتضرا و الشمس تتدلى بين المشرق و المغرب ....يا لحماقاتي فكلاب الحوئب قد نبحت فوق عروش المجلس مذ أول يوم ادخله و أنا لا املك قلب امرأة آلت أن تبقى.
أأهاجر و اترك روحي بين القضبان التموزية تتجول في حر ضهيرتها يحرقها وطن مسروق يلهبها شوق معتق و حين اعود ساقتلها و اشيعها فوق عروش المجد و ادفنها في مقبرة الغرباء.