نقد الجهل المقدس / مطاوعة الوهابية -مصطفى العمري
Sat, 7 Jan 2012 الساعة : 0:15

يختلف المطاوعة عن غيرهم بادواة التجهيل , فالاول يعتمد الافتراء والجهل والغمز واللمز اما المطوع , فيعتمد الصلابة في الرأي ويؤمن أن كل ما يؤمن به هو الحق ويجب علينا ان نتبعه , اما ما دون ذلك فيعني انك ليس على اثر السلف الصالح ولذلك وجب قتلك , نعم هكذا بسهولة يستسهلوا الاحكام ويجرموا الناس دون ان يرتجف لهم عضو بشري حساس . الذي حصل بالعراق ليس بالقليل وهو مثال صارخ وحاد في مدى الانحراف الديني عند القوم . اليوم و في الناصرية الغراء , حيث السائرون الى مرقد الامام الحسين , يرومون الزيارة وهذه طقوس شيعية بحته إن كان فيها نفع فلهم ,و إن لم تنفع فإنها لن تظر احداً بشيء . هؤلاء الخوارج الجدد المطاوعة الغموا انفسهم ودعوا الله ان يكونوا في جنة الله لانهم قتلوا عباد الله قربة الى الله ؟ . الجدير بالذكر أن أي انسان يشاهد الصور سيشعر بأن إنسانيته قد ثُقبت , وبكارة إسلامه قدد إنتهكت , ومجساته الانسانية قد تعطلت .
كان من المفترض ان تكون هذه الحادثة قد هزت مشاعر المسلمين !! والعالم والناس اجمعين , كان من الواجب الشرعي ان يقف علماء المسلمين , يشجبوا ويصرحوا ويعلنوا ان الفاعل صباء عن الاسلام ومرتد من يقتل الناس الابرياء , لكن وكما يقول احد المسلمين اننا ابتعدنا عن الله و كلما ابتعدنا عن الله ابتعدنا عن تعاليمه . فلم نلحظ لا تصريح ولا تلميح ولا بطيخ . وأُدرك ان ما قلته من ان جُلّ المسلمين ليس بمسلمين هو كلام حق يراد منه الحق انما هم ورثوا الاسلام كمفهوم عام شامل يتقولوه في كلامهم و يتعاملوا معه كحالة اجتماعية لا تؤثر على الفرد في سلوكه وحركته انما يزدرد بشعاراته ليضفي على نفسه العلم والدين , ومسكين هذا الدين الكل يتبناه قولا ً ولا أحد يقتفي اثره عملا ً .
المطاوعة القادمون من عمق الصحراء , متسربلون , ملتحون , متجردون من الحس الانساني , يريدوا أن يرغموا الناس في الدخول الى دينهم الجديد , حتى لو كان ذلك قسراً أو قتلاً , كل شيء عندهم خاضع الى مسطرة ابن تيمية أو محمد بن عبدالوهاب أما ما عدا هما فهو الغلو والباطل والشرك .
الخلاصة : ان الكثير من هذه المقدسات او المثلوجيا الاسطورية تحتاج الى تمحيص وتدقيق وربما الكثير منها يحتاج الى تحريق حتى لا ينبت ذلك النبات السام الضار ليلوث جو المعرفة و ويخنق ابداعات العلوم اننا بامس الحاجة الى اشخاص متمكنين يملكون قليلا ً من الشجاعة من نفس الوسط الذي يعيشوا فيه ليقفوا تجاه هذا الاستخفاف و الجهل فيوقفوا مضخات التكريه والطائفية والقتل ويشغلوا ماكنة العلوم والفنون البشرية .
من يوقف هذا الجهل ؟ من يجرئ ان يقول كلمة كفى لهذا التراث الملغوم ؟ من المسؤول عن هذا الانحراف الفكري ؟ بالتاكيد هذه مسؤولية رجال الدين المتنورين والمثقفين الغير متحيزين لياخذوا امراض التاريخ والتراث الى مصحاتهم ومختبراتهم ليقيسوا نبض الحقيقة ويتركوا بصمة ليشخصوا النتؤات الغريبة والاورام الخبيثة في الفكر البشري العام .
يقول المفكر الجزائري
الدكتور محمد اركون في نقد العقل الاسلامي انه ملزم اي العقل الاسلامي بحل المشاكل التي تطرحها العقائد الدينية لان العقائد الدينية تطرح مشاكل عويصة واذا لم نعتني بحل المشاكل حلا ً ايجابيا ً فالدين نفسه يصبح فاسدا ً . وستصبح المسؤلية في اعناق الذين يستوضفون الدين .
اذا ً على رجال الدين الناضجين ان يأخذوا موقفهم بدون انزواء او التواء ليقولوا قولتهم حتى ينقبوا عن الفاسد ليزيلوه وعلى المثقفين الواعين ان يكتبوا من دون وجل او مواربة ليدحضوا الباطل فيدمغوه .