فلسفة الثورة الحسينية الخالدة ومسارها الإنساني-المحامي عبدالاله عبدالرزاق الزركاني
Sat, 7 Jan 2012 الساعة : 0:12

واقعة الطف التاريخية يوم استشهاد الإمام الحسين عليه السلام معركة حضارية تجسدت فيها كل معاني الحياة وفلسفتها ورسمت للمستقبل خطوط خارطة الطريق الواضح للأجيال وأظهرت في أهدافها التميز بين الحق والباطل وشكلت للمقام الحسيني عليه السلام أروع مثل القيم السمحاء لان في مدلولها الإنساني استقرءة الطريق واستنطاق التاريخ لمرتكزاتها بما يعيننا في تحدياتنا الحضاري لتفجير ثورة حضارية في اطار المنضومه الاجتماعيه تيمنا بثورة الامام الحسين عليه السلام كونها نموذج لكل زمان ومكان بما سجلته من معاني الحضارة وأسسها ومقوماتها وأسبابها. باعتبارها رمز التضحية من أجل القيم والمبادئ التي سعى لتحقيقها لحماية قيمناة وإلا لو كان ممكن للدنيا أن تكون من غير قيم لآثر الحسين البقاء وما رجح أن ييتّم الأطفال وتشرّد النساء حتى أصبحت فاجعة تبكي لمصرع ابن بنت رسول الله في كربلاء ملطّخاً بالدماء وحوله أصحابه وأهل بيته متناثرين في الصحراء. إن لدم الحسين الزكي في كربلاء مؤشراً خطيراً ونهجاً قويماً كيف لا وما للدم من عبر وما من دم سال إلا وله آثاره كدم الحسين ألطاهر الممتد عبر التاريخ .
وإن دم الامام الحسين عليه السلام الذي سال ادى الى تصدع أركان الحضارة المتمثلة في محورية الانسان واستقامة القانون وعدالة الحاكم وعندما تحولة ارادة الشر تزحف نحو محو شخصية الانسان وجعل المادة هي المحور بانحراف القانون وخرق أحكام العداله الاهيه بجور سلاطين الارض وفسقهم انحدرت البشرية في واد سحيق إلى أن وصلت ادارة شؤون الامه بيد أسفل السافلين عند يزيد وبني امته . فثار الحسين من اجل المبادى منادياً بأركان النهج الحضاري ومحق الأغلال التي تقيد قيم إلانسان . فما بالنا نحن وما لنا لا نتعلم من النهضه الحسينية ونحن في عصر يتصارع فيه مد الجاهلية ألمعاصره التكفيرية التي في جوهر الرذيلة والدموية واعتمدوا المادة التي جعلوها هي القيمة وعلى أساسها كان الإرضاء وتلاعبهم بالألفاظ باسم الدين والدين منهم براء إذ أصبح قتل النفس البريئه مفخرة لهم باسم الطائقيه والتعصب المذهبي ولانك من اتباع آهل البيت هؤلاء لبسوا ثوب الدين للدعايه بهدف تشويه الاسلام دين العدل والإحسان إمام العالم وان ما يجري في العراق اليوم من قتل زوار الأمام الحسين خير شاهد بدافع تحطيم القيم وهي تحصيل حاصل لتحقيق اطباعهم واطماعهم المبتذله بأحلامهم الشريرة التي ينادي بها شيوخ التكفير اللذين ذوي الضمائر الميتة مبتعدين عن القيم والأخلاق الفاضلة وعندهم قتل الإنسان في سبيل المادة والحقد الطائفي وبالذات على أتباع أهل البيت أرخص ما يكون . أما إذا نظرنا إلى القانون الذي يحكم العالم اليوم نجده بعيد كل البعد عن قانون الأخلاق وخير دليل على ذلك ما قام به الاحتلال الأمريكي للعراق من تدمير كل مرتكزات البلاد نهيك عن الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب العراقي بعيداً عن الانسانيه لان إنسانيتهم لا تراعي حتى الحقوق الفطرية لان مصالحهم ونخر خيرات الشعوب هدفهم على طول الخط وما نتج عن الاحتلال والإرهاب سوى الأشباح ألمراقة لدماء الملايين من البشر وسيادة ألفقر والتشرّد . واذا ما نظرنا الى نفس تلك الأسباب سيلاحظ ان الثوره التي من أجلها قام الحسين ضد الظلم والطغيان ما زالت تعشش في حاضرنا، فماذا يجب علينا أن نفعل؟! حتى ننجح في صراعنا الحضاري فحرام علينا أن نبحث هنا وهناك لمثال ثوري نقتبس منه ما يعيننا في الصراع مع الباطل وعندنا الحسين عليه السلام الذي يمثل نهضة حضارية جمعت أعظم صراع بين قيم السماء والأرض والتي يمكن الاستلهام منها في كل زمان ومكان وقد أثبت لنا التاريخ ذلك (يا لثارات الحسين) لنتعلم من ثورة كربلاء كيف نضحّي من أجل القيم وكيف نعمل من أجل المبادئ ويمكن أن نفهم أن الحياة قيم ومبادئ وإذا انتفت تنتفي معها الحياة ولا يعني أن ننتحر ولكن نعمل من أجل توثيق القيم على أرض الواقع حتى نموت دونها وكما قال الإمام الحسين عليه السلام (ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقاً فإني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما ويمكننا نقل واقعة ألطف إلى واقعنا وأن نجعل الإصلاح هو غايتنا وتقدم الإنسانية إلى الأفضل هو هدفنا وان نجسد ونستفيض من مدرسة الإمام الحسين كل ما قال عليه السلام : (ألا وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي)وعلينا أن نعيد لأهل البيت عليه السلام حقهم نبشر فضلهم ومذهبهم الاممي المسالم خاصة في هذا العصر الذي تعددت فيه المذاهب وكثرت فيه الفرق وكل يدعي الحق وهي أبعد منه ولا حق إلا لال محمد فكيف لنا أن نثبت للدنيا حقهم ونحن لم نعش كربلاء في حياتنا ولم نتحسس حرارة ذلك الدم الذي قال صاحبه قبل أن يتوسد التراب: (أيها الناس أنكم أن تتقوا الله وأن تعرفوا الحق لأهله يكن أرضى لله عنكم ونحن أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله أولى بولاة هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدَّعين ما ليس لهم والثائرين فيكم بالجور والعدوان). فبالحسين يمكن أن نكون حسينيين وبروحه يمكن أن نقاوم كل اركان وتبعة يزيد وببركة الامام يمكن أن نكون أعواناً لصاحب العصر والزمان المهدي المنتظر عجل الله تعالي فرجه الشريف الذي أبى الله إلا أن يعيد به حق أهل البيت عليه السلام الحضاري ولتتطلع البشريه بين القيم ألحسينيه النبيلة وقيم الجاهلية حين تسقط الأخيرة صريعة فتمتلأ الدنيا بالخير والأمان وحينها يكون المجتمع الحضاري أمنا مستقرا .والجميع يدرك وعلى اختلاف معتقداتهم واديانهم تاريخيا ان ابو عبد الله (ع) استشهد من أجل ثورة تجسد في مفاهيمها ومعانيها القواسم المشتركة للتواصل مع ذات الأهداف والمبادئ التي كافح وجاهد من أجلها الرسل والأنبياء والتي تلتقي عليها طموحات وتطلعات الإنسانية بغض النظر عن الحدود الطبيعية والمفتعلة سواء على صعيد الجغرافيا أو على صعيد الجنس والمعتقد .وألان علينا ان ندرك تماما وان نستلهم من ثورة الأمام الحسين عليه السلام التي جسدت اروع صور التضحية والدفاع عن مبدأ مشروع النور القرآني الذي بدا الرسول محمد بنشر رسالته الانسانيه رسالة الإسلام المشرق الذي نقل الإنسان من الظلمات الى النور فكانت قيادة الإمام الحسين ابن فاطمة بنت محمد عليهم افضل الصلاة والسلام بالثورة على الطغاة ولم تكن تبحث عن منصب او مال او جاه او حكم كونها في جوهرها منهج مستمد من القران الكريم تهدف لتحمي حرية الإنسان وكرامته، ومنحه حقوقه في العيش بحياة كريمة من غير ذل او ظلم او استعباد .لذا تناول الفقهاء ثورة الإمام بكل ما تحمله من معاني انسانيه ايمانيه لنضوج أهدافها كقضية ربانية امميه ولأنها ثورةً الشجعان ضد مظاهر التسلط والاستبداد وكان لها صداها المؤثر منذ استشهاده (ع) الى يومنا هذا وانه الإمام المنتخب منذ أربعة عشر قرنا وبدون صناديق اقتراع حيث الجموع المليونية الزاحفة على طريق كربلاء المقدسه نحو الحسين تنادي لبيك ياحسين فهنيئا للبشريه جمعاء بسمو الدستور الحسيني دستور الحق والسلام والتآخي بين كل الشعوب ألمحبه للسلام والتحرر لطلبه الإصلاح حيث كان ينشد ألامر بالمعروف وألنهى عن المنكر وقطع الشك باليقين عندما حدد الإمام هدف رسالته في تحقق الحق وتعزز الكرامات لنشر العدل واقرار المساواة ضمانا وحمايتا لحرية الإنسان وحقوقه المشروعة في ظل حكم خال من التعسف كمبدأ ثابت يمثل القراءة ألشريفه في فكر أهل البيت بثورته الايمانيه الرساليه التي فجرها الإمام الحسين بن علي وال بيته وصحبه عليهما السلام بعد ان عمق ثوابتها في الصدور المؤمنة والضمائر الحرة والحيه . إن الإمام الحسين ومن خلال انتمائه للبيت الشريف أدرك بني أمية وجن جنونهم الاهوج وهم يحكمون بالظلم والعدوان وقهر الانسان المؤمن واصرارهم على نشر المد الفاسق ومن هنا إنطلقت مشاعل نور الحياة الهادئة لحفيد النبي حيث شعر الامام بخطر وتحد قادمين عليه وعلى الدين الاسلامي المشرق من الأمويين واتباعهم باعتبار الحكم الاموي عرش فاسق اسود وليس خلافه فقد كان هزيل وتحديدا خلافة يزيد المبتذل بما يحمله من شخصية نكراء مشوهة مستخفا، مستهزئا لا يقوى على تحمل المسؤولية، قال عنه احد الرجال البارزين أعلينا أن نبايع من يلاعب الكلاب والقرود ومن يشرب الخمر ويرتكب الآثم والزنا علنا، كيف نكون مسؤولين عن هذه البيعة أمام الله ؟ .لن يرضى الامام بمثل هكذا بيعة لفاسق مما دعا بالامام بحمل النساء والاطفال والعشيرة وذهب الى العراق عارفا انه سيواجه موتا محققا ولكنه اراد ان ينصر الدين وكان انصاره صامدين ثابتين مع علمهم بويلات وحرب كبيرة سيواجهون باناس كل همهم المال .لان السلوك المحمدي الذي جسده أبو عبد الله في ملحمة الطف المليئ بالإنسانية كونه زعيم الركب الحسيني حول إستخدام عنصر الإقناع أمام أعداءه، فقد كان رجلا ذي كلام ساحر خاصة في وقت الشدة، ولكن لم ينفع ذلك مع القتله فنزل للحرب مع عدم رغبته بها وبقيت كلمات الشهيد الحسين مقدسة حتى اليوم ولقد استخدم فيها الإمام عناصر الفصاحة فاستعان بالمبررات وعبارات الرجاء إلا أنها بقيت بلا أثر فيهم وفي قيض الظهيرة أصاب الوهن صوت الحسين فجف حلقه وشفتاه ولسانه بفعل العطش فصار القرار للسيوف. ولكثرة الأعداء والعدد ولكن كان أصحاب الإمام صامدين بالرغم من إعياء وعطش الرجال لان العدو لم يسمح لهم بتناول الماء، فلم يكن أمام حفيد النبي الحسين إلا أن يستخدم سيف ذي الفقار ، فقاتل ببسالة عظيمة حتى أصيب بأربع وثلاثين ضربة سيف، وثلاث وثلاثين رمية نبال، وهكذا قتلوه وقتلوا أصحابه بلا رحمة . وقام أتباع يزيد بفصل الرؤوس عن الأجساد بما فيهم الحسين وخلعوا الثياب من الأجساد الدامية ومثلوا بكثير من جثث القتلى من أبناء الحسين ولم يسلم منهم حتى الطفلين . ما هذا الحقد الأسود الإرهابي التكفيري وخاصة عندما هوجمت الخيام التي تحوي النساء لم يبقى على قيد الحياة الا نساء وعدد قليل فتم إرسالهم إلى الكوفة ليلا فتركوا كربلاء باكين ووصلوا الكوفة حتى سمعت صرخات مدوية ونحيب على ابن وليد ألكعبه ألمشرفه الإمام الحسين عليه السلام .
وقد أدى مصرع الحسين إلى ان تصبح سلالة آل محمد وعلي في ضمير المسلمين خالده.. إنهم أنبل جنس عاش على أرض وصار مصرع الحسين في كربلاء أهم حدث في مجرى التاريخ وظل هذا الشهيد رمزا للمسلمين حتى يومنا هذا وقد أحس يزيد الفاسق أن الحسين ميتا كونه الأخطر عليه حيا. لان الإمام كان بحق الكمال الإنساني الذي مثله أبو الشهداء في كربلاء فالحسين وكما يستقرئه التاريخ المعاصر هو ثورة في وجدان الإنسانية. والمتصفح لحركة التاريخ يلاحظ مدى تأثر محرر الهند غاندي في كتابه (قصة تجاربي مع الحقيقة) حيث قال أنا هندوسي بالولادة، ومع ذلك فلست أعرف كثيراً عن الهندوسية وأني اعتزم أن أقوم بدراسة دقيقة لديانتي نفسها وبدراسة سائر الأديان على قدر طاقتي.وقال لقد تناقشت مع بعض الأصدقاء المسلمين وشعرت بأنني كنت أطمع في أن أكون صديقاً صدوقاً للمسلمين . وبعد دراسة عميقة لسائر الأديان عرف الإسلام بشخصية الإمام الحسين وخاطب الشعب الهندي بالقول المأثور على الهند إذا أرادت أن تنتصر أن تقتدي بالإمام الحسين.وقد كان تأثره بشخصية الإمام الحسين تأثراً حقيقياً وعرف أن الإمام الحسين مدرسة الحياة الكريمة ورمز المسلم القرآني وقدوة الأخلاق الإنسانية وقيمها ومقياس الحق.. وقد ركّز غاندي في قوله على مظلومية الإمام الحسين بقوله تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر..
وهكذا اثبتت دوليا واقعة معركة الطف في كربلاء المقدسه التي استشهد فيها امامنا الحسين بن علي عليه السلام ان الاسره الامويه ملطخه بذات التاريخ السييء ولا يستطيع احد أن يحجب آثار السخط العميق في نفوس المسلمين والعالم اجمع على تلك السلالة النكرة عدى البعض منهم فلا شرعية لولايتهم .وحان الوقت لتصحيح الحاضر السياسي من اجل المستقبل ان نستلهم بإرادة الرجال من مدرسة النهضة ألحسينيه وكفاحه المرير مع الطغاة المواعظ والدروس للبناء والاعمار ونبذ من أراد للعراق وشعبه ان لايحيى لان ثوابت عاشوراء الحسين تعلمنا والعالم معنا كيفه نستفيد الكثير الكثير وننتصر للدين وللمبدأ وللعقيدة لا للعصبيات والقوميات والعناوين التي صاغتها ضلالات الإنسان الأهوج وأهواء تنظيم القاعدة الإرهابي والسلفية الفاسقة ومشايخ الإرهاب التكفيري حيث يعيد التاريخ نفسه اليوم ونحن نسير الى كربلاء الحسين مشيا على الأقدام وننادي لبيك ياحسين ولن تمنعنا التفجيرات الارهابيه التي حدثة هذا اليوم 5 -1 -2012 ونال الزائرين عبر ذي قار وأبنائها الشهادة في هذه الأيام ألمقدسه مرحبا بالشهادة من اجل زيارة اربعينية الإمام الحسين حيث قامت الزمر المنحرفة الظاله التمثيل بأجساد أتباع أهل البيت من تفجيرات دمويه وتدمير الحسينيات والمواكب أنهم امتداد للمد اليزيدي السفياني ألصدامي الوثني الدموي وصوتنا يستمر يعلو ويسمع ابد والله ما ننسى حسينا رفضا للباطل والزيف والفساد وكل ألوان الانحراف الأخلاقي والثقافي والاجتماعي والسياسي وتعلوا كل الصرخات بوجه الظلم والظالمين و الطغيان ونحن نتواجه ضد الارهاب لان أنصار الحسين الراجلة يملكون بصيرة الدين والعقيدة وبصيرة الإيمان والمبدأ ونقاوة الانتماء والالتزام . فأولئك الذين حملوا غبائهم بالمبدأ التكفيري كنفعيِّين لا مصلحين متاجرين بالدين والمساومين على حساب الخيانه ان يراجعوا نفسهم ولكنهم كيزدهم المندثر لاتجدي بهم النصيحه لغزارة الحقد الأسود على آهل البيت وإتباعهم وكما استخلص الإمام الحسين ( عليه السلام ) وما اراده ان يوقف الحَجَّه ولم تنفع لحقدهم كما هم الان ولذلك أعلن الثورة على يزيد وادى رسالة كبيرة تنهل منها البشريه اجمع انهار انتصار الدم على السيف ومن عاشور تستقي البشريه الدروس والعبر . فالإمام الحسين (عليه السلام) من أشد الداعين إلى مبادئ حقوق الإنسان وصيانتها من الانتهاك وأنه لم يكتفي بحدود الدعوة النظرية المجردة إلى تلك المبادئ وإنما مارس تلك المبادئ عمليا، وضحى بنفسه وأهل بيته من أجل تلك المبادئ الإنسانية.
ان الغرب والعرب والمسيحيون وغيرهم كتبوا عن إمامنا والمسلمين بطوائفهم رجل امه عادله فلنجعل فكر وثورة الإمام الحسين الرابط بيننا بوحدة وطنية نجتمع تحت ظلالها لتجمعنا مستلهمين العبر والأفعال البنائه والتصرفات التي قام بها الحسين عليه السلام وإتباعه وأنصاره والمحبين له لان الإمام الحسين بعطائه الكبير للإنسانية جمعاء وبمبادئه السمحاء يجمع المجتمع الإنساني ويوحد طريقه الى التآخي بالتعايش السلمي كون المعبر عن إرادة الخير لكل الطوائف دون الأخرى بالمحبة والتعاون على حب الإنسان لأخيه الإنسان الآخر فهو إمام الانسانيه لما تحمله رسالته من معاني كريمه للبشريه جمعاء كون ملحمة الإمام الحسين أبو الأحرار أوقدت شعلة في أعماق التاريخ منذ أربعة عشر قرناً الماضية ولم تنطفئ جذوتها على مدى الزمن وحتى يومنا هذا ومستمرة تجلت فيها ثورة الفكر الإنساني بعيدا عن الترهيب والترغيب للاستئثار بالسلطة وتوريث الحكم بعيداً ومتلازمة مع مبادئ الإسلام والتزاماته في المساواة وضمان حقوق المستضعفين القائم على أساس التحرير من العبوديه ومقارعة الظلم والفساد. وقد تبلورت من الواقع الاجتماعي رفض سلطة الاستبداد كناتج مهم وحيوي من ثورة الإمام الحسين الفكرية، وكفاحه النضالي الذي يسمو بنبل أهدافه في سبيل الإصلاح والعدل الاجتماعي متطلعاً الى حياة حرة أفضل بلا اضطهاد واستغلال للإنسان فبدأت مسيرة التضحية والفداء من مدينة جده الرسول الى كوفة علي أبي متوسطا الفقراء مخاطبا العقل لاستنهاض الوعي على مقارعة الظلم والطغيان على الرغم من هول ما يحف بها من مخاطر.
ولم يتخلى الحسين عن مسؤوليته التاريخية، مشفقاً كان على من كاتبه من جلاوزة السلطة لثنيه بالمساومة وعرض الأمان عليه مجيباً نصحائه الذين فضلوا له الصلح والمهادنة وعدم الخروج الى العراق ولم يضعف بل زادت أرادته صلابة وثباتاً وإصراراً في الدفاع عن المبدأ والعقيدة فوقف الحسين بكل كبرياء الثوار وسط الصحراء القاحلة متمسكاً بإعلاء راية الحق وعدالة قضيته في محاربة الظلم والفساد والذود عن المظلومين أمام أكثرية خانت العهود والمواثيق، مقايضة المبدأ والحق بهبات الظالم .
ان الضمير الإنساني دون واستنبط قضية استشهاد الإمام الحسين وأصحابه الميامين للتاريخ حفظا للوجدان الخالد على امتداد العصور معلنا عن كون المشروعية ليست رهينة للأكثرية لان قرار انتصار الدم على السيف فانه يسقي دم الشهيد ألأرض الطاهرة وان والانسانيه تقف أمام الضريح الحسيني لتستمد من الأحداث وأبعاد الوقائع المتمثلة في رمزية واقعة ألطف وشعائر ذكرى كربلاء مضامين حدث التضحية لما من مدلولات مظلومية الإمام الحسين من معنى في مفهوم الثورة كإرث تاريخي لكل البشرية بعطائه الفكري المتجدد كدافع ومحرك لاستنهاض الروح النضالية لدى المظلومين والمستضعفين في فضاء لا حدود زمانية أو مكانية في مساحتها فلقد سطرت صفحات التاريخ أحداثا مستمدة من ثورة الإمام الحسين على المدى البعيد والقريب كخزين فكري حسيني المنهج وترجم مفهوم العدالة المبنية على نصوص القران الكريم . وان ترجمة استشهاد الأمام الحسين بحق فإنها إرادة ربانيه محتضنا بأرض ألطف كمسرح المأساة وسرى الحدث حيث رفرفت أرواح الشهداء من أرض كربلاء إلى عنان السماء وتعلمت البشرية دروساً كيف يصون الإنسان مبادئه ومعاني تنوع الرؤى والحيثيات والمعطيات كون الامام الحسين قِبلةُ الثائرين في ذكرى ملحمته الخالدة... واقعة ألطف الكبرى
أرض الشهادة والفداء حيث كربلاء المقدسة تحيي شعائر عاشوراء الحسين عليه سلام وانكشفت أهداف يزيد لعنه الله الذي اراد ان يزيلَ آثارَ النبوة ويمحو معالم الرسالة إلا انه فشل وهو صاغرا بمشيئةِ اللهِ تبارك وتعالى . نعم لقد انتصرَ أبو الأحرار على المستوى البعيد، فقد حرّكَ مشاعرَ الأمةِ الإسلامية وقامتِ الثوراتُ من بعده ولم تهدأ أبدا ضد الظلمة كل ذلك كان بفضلِ الدماءِ الزكية لآلِ محمد (صلى الله عليه وآله) تلك الدماءُ التي طهرت الأرض وروت نفوس الموالين والمحبين والأحرار.
وخير شاهدٍ هو تهافت الملايين على ضريحهِ المقدس يتوسلون الشفاعة والنصرة كيف لا وهو يعدُ قبلةَ المحبين والثائرين، فقد زادَه اللهُ تعالى رفعةً ومكانة في الدنيا والآخرة، وأعطى لزائريهِ ومحبيه منزلة يُغبطون عليها أما النقيض (يزيد) الكفر والضلالة ومن معه ومن روّج ويروّج لأفكاره تراهم في مزابلِ التأريخ إلى يوم هذا سودَ الوجوه لقبحِ أعمالهم. وخير شاهداً على ما نقول هو ما يشهدة العالم اجمع جميع أيام عاشوراء الإمام الحسين سلام الله عليه من شعائر ومراسيم كبرى تقام في كافة بقاع الأرض فإينما يوجد محبين ومواليين حقيقين أحرار تجد ذكر الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته سلام الله عليهم وأتباع اهل البيت الطاهر وترى وتسمع معاني الثورة الحسينية الخالدة التي غيرت مسار الإنسانية وأعادتها الى جادة الصواب بعد الانحرافات التي أوجدتها سقيفة الغدر والمكر والخديعة ومن بعدهم بنو أمية. فالبرعم من كلِ الضغوطات والهجمات وعلى كافة الاصعده ما زال عشاق الحق ومحبي أهل البيت (عليهم السلام) يستذكرون ويذكرون العالم بأسره كيف انتصر الدم على السيف. فمع الإيذان بدخول شهر الفاجعة شهر الأحزان والألأم والعبرة والإعتبار عاشورا الحسين اكتست مدينة الشهادة والفداء كربلاء المقدسة بالسواد والعالم اجمع وانتشرت في كل محلة وزقاق ومنطقة، وانطلقت مواكب العزاء الحسيني متجولة في مركز المدينة القديمة وصولاً الى منطقة مابين الحرمين الشريفين حيث العرين الطاهر لمولانا أبو الأحرار الإمام الحسين سلام الله عليه وأخيه قمر بني هاشم ابي الفضل العباس سلام الله عليه تتجول مواكب العزاء بالردات الحسينية والشعارات التي تخلد الواقعة الكبرى حباً وتمسكاً بالنهج القويم. وفي كلِ عام باتت تتسع دائرة شعائر عاشورا ألمقامه بشتى صورها من المواكب الحسينية، حيث لم يخلو اي شارع او زقاق في مركز ما لمدينة او دوله الا ويرى الزائر اما مسجداً او حسينية قد نصبت للعزاء بهذه المناسبة فعلى مدى الأيام تردد ردات عزائية ولائية توضح حجم الشعور والتواصل مع القضية الحسينية الخالدة. وفي هذا العام كانت هناك مشاركة واسعة ومشهودة لمواكب العزاء الحسيني من خارج العراق، حيث وصلت عشرات الوفود وكانت مواكبهم متنوعة في العزاء وشكلت تنوعاً ذي طابعاً شمول وشكرا.