الزبير لايصلح اسما ً على الزبير-جواد كاظم إسماعيل
Sat, 7 Jan 2012 الساعة : 0:07

ربما قد تكون دعوتي هذه غريبة بعض الشيء لكنني بصراحة و بعد متابعتي لمسلسل المختار بن عبيدة الثقفي واطلاعي على حقائق تاريخية خطيرة ومهمة بذات الوقت جعلتني أكفر بكل اسم جاء طارئا على تاريخنا الذي تأسس بنقيع الدم والمواقف الشريفة والتي جسد جزء منها المختار صاحب الثأر الذي طالب بدماء الحسين وأهل بيته وصحبه الكرام وفق العقيدة والقيم السماوية لكن يبدو أن المواقف الشريفة التي تقف بجانب نصرة المظلوم وبجانب أهل الحق لايتركها الشيطان تأخذ طريقها إلى ساحة القيم الإنسانية وإرساء العدالة التي طالب بها الله والرسل والأنبياء أجمعين , ,فمواقف الشيطان التي تجسدت بهياكل بشرية حسبت زورا على تاريخ الإسلام فهي مواقف يخجل منها التاريخ بل حتى يخجل من حمل أسم أصحابها ونموذج من هذه الهياكل العفنة هي أسرة ال الزبير الذين أرادوا الوصول للسلطة بالغش والكذب والنفاق والدجل وعن طريق الدم وقتل الأبرياء فما فعله مصعب بن الزبير بالكوفة يمثل وصمة عار في تاريخ الأمة ,لابد ان نحيل قضية إجرامه إلى محكمة العدل الدولية ونعيد محاكمته على كل الجرائم التي ارتكبها بحق الناس الأبرياء وبحق اهل المواقف الحرة والشريفة , بل لابد ان نحذف هذه الأسماء من التاريخ ومن قواميس الأسماء ولابد ان ترفع هذه الأسماء من كل الأمكنة والمدن ولابد ان تحل محلها أسماء لها مواقف شريفة والتي اندكت مع المنظومة الإنسانية حتى أخر رمق فيها قبل ان يكون لها موقف مع الله ..فهل يمكن ان نقارن المختار الذي ثار لدماء شهداء الطف بموقف مصعب بن الزبير الذي قتل نساء المختار واستباح الكوفة وقتل 7000 أسير من جيش المختار؟ أ فمن ياترى الأنسب والأصلح ان نفتخر به اسما ً لتاريخنا ولمدننا الزبير ام المختار ؟؟ ربما قائل يقول ان قضاء الزبير سمّيت على اسم طلحة بن الزبير فأقول أتوني بموقف مشرف لأل الزبير ابتداءا من الزبير بن العوام إلى أولاده طلحة وعبد الله ومصعب ؟ فالزبير الأب انقلب على عقبيه حين خرج لمقاتلة الإمام علي عليه السلام في معركة الجمل وأولاد الزبير قضيتهم معروفة وواضحة فيما صنعوه بأهل الكوفة بعد استشهاد الإمام الحسين عليه السلام.. لا أتحدث هنا من باب طائفي ولا من باب التعصب المذهبي فأولاد الزبير هم أولاد بن عمة الإمام الحسين لكن أنا أتحدث هنا عن المواقف عن الفعل والعمل لأن الإنسان بموقفه لا بنسبه لذلك قال الرسول الأعظم (ص) لبني هاشم يوما (( أخشى ان تأتوني بالأنساب ولا تأتون بالإعمال )) فالعمل هو القياس فليس القياس باللون او العرق او الطائفة او المذهب او الحزب إنما العمل هو الحد الفاصل في الحكم لذلك قال رسول الله (ص) في موضع أخر(( ان لا فضل عربي على أعجمي الا بالتقوى)) وقال الله سبحانه (( ان أكرمكم عند الله اتقاكم )) من هنا لابد ان نعيد قراءتنا للتأريخ ونفتش عن الأسماء التي تركت بصمتها في المسرح الإنساني لتكون هي قدوتنا لا القتلة الذين استباحوا الحرمات ومرقوا الدين وكفروا بكل القيم من اجل طمع الدنيا .. فحين نغمط حق أولئك الذي ضحوا بأنفسهم وأموالهم وعيا لاتهم من اجل ان يكون الإنسان حرا وكريما ومن اجل نصرة الحق وللوقوف مع المظلوم ضد الظالم اعتقد هذا تجني بحق التاريخ ذاته وحين نضع اسم مجرم قاتل وسفاح على مدينة لها مكانتها وقيمتها الجغرافية والاقتصادية وكذلك حتى موقعها الإستراتيجي مثل قضاء الزبير الذي حمل اسم ال الزبير فهذا يعني تكريم منا للقتلة والمجرمين لذا اقترح من هنا أن يستبدل اسم الزبير من اسم هذا القضاء ونضع بدلا عنه اسم المختار أو اسم أخر له مكانه يحترمها التاريخ؟ دعوتي هذه لا ابغي من وراءها شيئا بقدر ماهي تكريم لموقف المختار بن عبيدة الثقفي والذي يستحق منا هذا التكريم والتقدير مثلما تستحق أسماء كثيرة ظلمت في زمانها ونظلمها اليوم بتجاهلنا لها أمثال كميل بن زياد ومالك الاشتر والمقداد وميثم التمار وإبراهيم بن مالك الاشتر وحبيب بن مظاهر والحر بين يزيد ألرياحي وآخرون... فهل هناك من يسمع دعوتي البريئة هذه ؟؟