حين تغير السنون جلبابها -ناصرعمران الموسوي

Wed, 4 Jan 2012 الساعة : 17:43

واثقة خطى الوقت ،تستأسد بضراوة في تغيير لونها وطعمها ورائحتها ،هي هكذا كلما اعتقدنا جازمين بانها تهرم تعود لتمارس معنا لعبة الطفولة ،...هي وحدها فقط من تغير جلبابها بمتوالية عددية لا تؤمن بسلطوية المكان لذلك تنشر الوانها وعطرها ، ربما تختلط بالأمزجة وقد تختال مع الرؤى ،تتفرد بكونها الازلية والمتغيرة تعرف الكثير من الوجوه والامكنة لها العديد من الاصدقاء لا اعرف لها عدوا ً واحد ،عشاقها كثيرون وهي معطائة وكريمة لدرجة البذخ وشحيحة بشكل اكثر فداحة من البؤس ،ترتقي متسامية تفرش الوانها القزحية يهدهدها صحو معهود يسلمها لنجوم متضرعة في حضرة حبيب سماوي هو القمر ،ومتسافلة حد الانغماس في وحل من النتانة ،هي ولود اجزائها غاية في الاناقة ،الصغير زمنيا عصي على الكبر والكبير وجد هكذا ممهوراً بالكثرة الزمنية ،تقاس باجزائها سجلات من اللوعة والانين والحزن وتدون في صحائف اخرى ضحكات مجلجلة وفرح ونشوة وطعم بمذاق الشهد ،حين تكون مسرورة تتهادى بخيلاء وتنشر اجنحة طاووسية ،وحين تغضب تضج الافاق وتضطرم نيران الوحشة والدمار ،تصطبغ بالكارثة وتختلط بالجنون لتكون له ماهية وكيف وعندييات ،القادم منها يحمل جديده ومفاجئاته ،والراحل ذاوي في صومعة من اجترار الازمنة ،متكورة ومتفتقة عنوانها الضباب والوضوح ،سوادها يختزل بياضها والوانها رمادية في نهاية المطاف ، هي أرشفة صادقه لعنجهية الحدث ،تفرض له مساحات تعريه تكشف عن سوءته ،وتقتاد ه لحفلات مجونها اليومي ،في خضم تجلياتها تترك لنا مفاتيح اقدارها ,تنتقي بحفاوة ضيوفها العابرين الى ضفاف الجديد وتترك بطاقات رحيلها على من تساقط قبل ولوجه بداية الضوء ,حيث عنادب وزقزقات واماني وفرح محطة من محطات التكور الكوني وهو يدفع بمجرته مندفعا بدرب التبانة جاد الخطى في منظومة سفينته الكونية احداث تحفل بالجديد والغريب والعجائبي ،صور ورؤى وذكريات مغادرة وقادمة ..هي هكذا ،تتعرى من جلبابها القديم لتكتسي بآخر،وفي لحظة التحول المتعري للزمن الراحل واكتساء للزمن القادم تصويرلالوان وطقوس مناخات عيشنا لذلك علينا ان نستقبلها كجديد ،نمشط جدائلها اليومية بالامل والحلم ونغسل وجنتيها بفيض من الاصرار والعزيمة والثقة بالقادم دون ان نتوانا عن استحقاقات الآخر المتربص بنا قدريا ،كل ما نستطيع ان نفعلها ان نتشبث بالحب سلوكا ومنهجا وحياة لديمومة الترابط الرؤيوي حياتيا ,وهاهي سنة 2012تكتسي جلباب ولادتها بعد ان نضت الاعوام السابقة صلاته الوجودية لتستقر كتأريخ في اعماق ذواتنا .
 

Share |