أيام ثقيلة سوداء تعقيب على مقالة السيد عبد الله المفتي -أم حنان - سوريا

Wed, 4 Jan 2012 الساعة : 17:25

قرأت مقال السيد عبد الله المفتي بخصوص السيد حيدر الملا الذي أثار وزوبعة إعلامية بأنه مفوض الآمن في البرلمان العراقي الحالي , انتظرت فترة طويلة لتهدا الزوبعة التي أثارها المقال عن شخصية الملا ودوره الأمني في البصرة , وكانت الآراء منقسمة بين مؤيد ومعارض ومصدق ومكذب عن هذا الرجل....
أقول لكم إني اكتب باسم مستعار هو أم حنان ليس اسمي لأني الآن هاربة في بلد عربي مجاور للعراق , وأعيش مع زوجي ظروفا صعبة جدا خاصة لا أتمناها لأي عائلة عراقية تترك وطنها وتهرب إلى بلد مجاور خوفا من ردة فعل أبناء بلدتها كما حدث معي حين انجرفتُ وراء الشعارات الوطنية الفارغة التي كانت تسود الساحة العراقية بداية الثمانينات والتسعينات , وأصبحت متحمسة للأقوال والخطب التي يقدمها الرئيس صدام حسين  للعراقيين والأمة العربية , والحروب التي خاضها الجيش والشعب العراقي ضد إيران والكويت والأمريكان وقتل الأكراد وأهل الاهوارالخونة, كنت اعتقد إننا على حق وغيرنا على باطل , فانا لا أرى ولا اسمع إلا من خلال جريدة الثورة وتلفزيون الشباب وأدبيات ونشرات الحزب القائد ...
بدايتي في التنظيم الحزبي كنت مرغمة لأني مُدرسّة في ثانوية من مدارس البصرة , ولا يمكن أن استمر في الدوام إلا إذا انتميت لحزب البعث العربي الاشتراكي , وكان المرحوم الرفيق شهاب احمد جاسم مدير تربية البصرة عضو فرع قيادة حزب البعث في البصرة تلك الفترة , كان شديداً جدا مع المستقلين عن الحزب , وكانت الرفيقة( هـ ) مسؤولة مدرستنا بداية الأمر ضمتني للحزب عام 1882, بعدها بدأت اقتنع شيئا فشيئا بأفكار الحزب وقيادته, فتم ترشيحي لعضوية الاتحاد العام لنساء العراق لكسب اكبر عدد من النساء وكنت اعتبره عملا حزبيا نضاليا في سبيل الحزب والوطن والشعب , كان ذلك عام 1987, وقد برز دوري من خلال اندفاعي وقناعتي بالحزب وشخصية صدام حسين, وحضرت اجتماعات عديدة مع حزبيين كبار والتقيت مع شخصيات حزبية مهمة أمثال عبد الباقي السعدون ومحمد زمام عبد الرزاق وعلاء المنديل وعبد المعبود رشاد من أبي الخصيب ووليد الحمداني وحربي عبد الوهاب بالفاو وعبد الله عتاب من شط العرب وشامل رهيف وخالد زيارة من الزبير وغيرهم الذين شددوا على التغلغل في الوسط النسوي خاصة الطالبات الجامعيات والموظفات في دوائر الدولة والضغط عليهن من خلال استدعائهن دائما للفرقة الحزبية , ودور آخر قمت به مع عضوات الاتحاد النسوي هو مراقبة النساء اللاتي لهن أقرباء سجناء ورفع تقارير دورية عن العوائل المتدينة في البصرة والأصمعي والجمهورية والمطيحة والتي لا تتعاطف مع الحزب والثورة وبعد تحرير الكويت سافرت إلى هناك مع وفد نسوي برئاسة الأخت المناضلة منال الالوسي رئيسة الاتحاد العام لنساء العراق كمحاولة لتأسيس اتحاد نسوي نقنع به كويتيات للانضمام للحزب أولا ثم للاتحاد, وفشلنا في الحصول على تنظيم واحد من الكويتيات , ورجعنا إلى البصرة وكانت التعليمات الجديدة إسناد القطعات العسكرية حزبيا وتنظيميا من داخل البصرة, وقد تعرفت حينها على المفوض الرفيق حيدر الملا الذي كان منسقا خاصا بين الآمن واتحاد النساء, كتامين الحماية أثناء الاجتماعات واعتقال من نريد اعتقالها من النساء المعارضات وحتى الرجال حين نكتب تقارير حزبية ضدهم فاني أقوم بتسليم التقرير لمسئولة الاتحاد باعتباري مسؤولة حلقة حزبية نسائية وكنت اعرف إن الرفيقة( س ) تسلم التقرير بعد رفعه للأمن أو لقيادة الحزب ثم إلى المنسق الأمني حيدر الملا عضو البرلمان الحالي , ولا بد ان اذكر إني انصدمت كثيرا بعد اكتشافي علاقات مشبوهة بين عدد من الرفيقات ومسؤولين حزبيين كبار وضباط امن ومخابرات , وتحرجت كثيرا من دعوات قدمها حيدر الملا كسفرات أو [غيرها] واذكر إننا قمنا بسفرة إلى مدينة أم قصر في المزارع قرب حدود الكويت الجديدة, حشدنا فيها عدد كبير من النساء والموظفات وصحبتنا سيارات كثيرة وحماية أمنية وحزبية غير طبيعية وحين عودتنا كانت السيارات العائدة اقل من التي ذهبت إلى أم قصر وتبين إن تلك السيارات كانت تقل أسرى كويتيين تبحث عنهم فرق التفتيش في بغداد , لا ادري هل قتلوهم هناك أو سجنوهم أو غير ذلك .... وحادثة أخرى جرت مع إحدى الرفيقات التي تم قتلها من قبل عملاء إيران بعد الاحتلال الأمريكي للعراق كانت تسكن البصرة القديمة مقابل مسجد آل شبر, قلت لها إن هناك علاقات مشبوهة بين فلان وفلانة وأخريات من التنظيم , وان حيدر الملا منسق للقضايا الأمنية وغيرها مع الرفيقات , فردت علّي بكلمات بذيئة وهددتني ان تبلغ عني مسؤولة المنظمة الحزبية الرفيقة(س) حول الموضوع , فاعتذرت منها وصرت أخاف من رفيقاتي وزميلاتي الحزبيات , وبعد مدة دعتني الرفيقة (م) لحضور إحدى تلك الجلسات وكان ما كان....
وبعد صفحة الغدر والخيانة تعرضت وعددا من الرفيقات لاعتداء وحرب نفسية من الغوغائيين في البصرة حيث هددوا زوجي وشقيقي بالقتل ولكنهم لم يفعلوها , وبعد القضاء على صفحة الغدر والخيانة طلب مني الرفيق حيدر الملا ان اكتب أسماء الذين اجتمعوا في جامع ( الفيلي ) في البصرة القديمة, وقد حضر عدد كبير من المجرمين الغوغائيين ذلك الاجتماع فعلا , هرب اغلبهم إلى إيران والسعودية بعد القضاء على صفحة الغدر والخيانة وقبض على آخرين ونتيجتهم معروفة هي الإعدام, كان منهم المجرم الهارب سيد محمد فاضل جمال الدين الذي عاد للعراق بعد الاحتلال وسالم سنكي الذي قتل أثناء عبوره شط العرب قرب جسر التنومة, وخمسة من أهالي شقق الفاو عدنان حسين وبدران جاسم وإخوانه الذين أعدمهم الحزبيون محمد عبد الحسين وإبراهيم محمد السجافي خلف شركة النقل البحري وعدد من أهالي الحيانية الذين بقيت جثثهم في الجزرة الوسطية مقابل حي الجمعيات قتلهم الجيش أثناء المواجهات ودفنها الناس بأكوام من التراب ...
بعد صفحة الغدر والخيانة عرفت إني في خندق ضد الذين يعادون الحزب والثورة والمتعاونون مع حكام إيران , وكانت الفرصة التي استغلها كما يفعل رفاق الحزب وكبار الضباط في الجيش والشرطة , حيث نمت ثروتي من خلال إلقاء التهم على بعض الأثرياء بتهمة المشاركة بصفحة الغدر والخيانة وإيواء الغوغائيين وعملاء إيران , حيث يتم التنسيق مع مفوض الأمن حيدر الملا مسؤول في القسم السياسي , وبدوره يتم التنسيق مع ضباط في مديرية امن البصرة فيطلق سراحهم بعد مدة مقابل مبلغ متفق عليه مع ذوي المعتقل , ثم أقوم بابتزاز تلك العائلة بين فترة وأخرى , تلك الفترة المحورية هي النقطة التي توضحت فيها رؤيتي عن الأجهزة الأمنية والحزبية والقيادات والمنظمات حيث نتهم الناس بلا ذنب سوى عندهم فلوس حتى لو لم يكونوا لهم أي علاقة بالسياسة , عندها عرفت ان وقع الفأس في الرأس ولكن بعد خراب البصرة كما يقولون , وبعد احتلال القوات البريطانية للبصرة بشهر جاءت الرفيقة ( م) التي تسكن مقابل مسجد آل شبر تقول لي ان جماعة سألوا في منطقة السيمر عني وعنك , ولكنها لم تعرف انتمائهم ووجهتهم بالضبط وحينها لم ينتشر القتل بشكل كبير كما في عام 2005 وما بعده, فقلت لها لا تخافي الجهاز الحزبي وضباط الأمن وكبار الحزبيين لن يتخلوا عنا وكلهم موجودون , وفي اليوم الثاني علمت إنها قتلت بباب بيتها بثلاث طلقات في رأسها من قبل جماعة ملثمين بسيارة بطة ... عندها هربت مع زوجي إلى النجف أولا, وخفت ان يعرفنا أهل البصرة هناك , فسافرنا إلى سامراء ثم الرمادي , وتم نقلنا إلى سوريا بواسطة معارف لزوجي مقابل مبلغ كبير جدا , هذه قصتي أسوقها لمن يقرا ويتعض من كل التيارات والأحزاب التي تستغل النساء والمغفلين ويوقعونهم في حبائلهم , يقضون كل مأربهم فيهم ثم يتخلون عنهم كما هي حالتي الآن , وأنا اعلم ان عددا من القراء لن يصدقني وآخرون يتهموني باتهامات باطلة ... ولكن أقول أنا صادقة ونادمة على ما أقول....

 

 

 

Share |