جريمة السحر بين الشريعة والقانون-ابراهيم عفراوي
Wed, 4 Jan 2012 الساعة : 17:04

بلاشك ان الكثيرين يعرف الحكم الشرعي الاسلامي فيما يخص السحروتعلمه وتعليمه والتكسب به , فالساحر الذي توجب الشريعة السمحاء قتله هو ذلك الساحر الذي يضر الناس بعلمه وعمله فهو بمنزلة الكافر ويجب قتله للتخلص من شره وضرره واذيته وما يسببه من مشاكل وفتن وابتلاءات للاخرين وكذلك يقتل ممارس او عالم العلوم الخفية في حالة كونه فاسد العقيدة ولم يتب وهم اؤلئك الذين يؤمنون باستقلالية الكواكب وقدرتها على التاثير بالموجودات وبعيدا عن ارادة الله سبحانه وتعالى , ولكن نظرا لسرية هذا العلم وغموضه والتلاعب الذي يحصل فيه من قبل من يتعلمه ويستخدمه من اجل الحصول على مكاسبه المادية وتحقيق اطماعه ومنافعه الدنيوية وذلك باستخدامه المخادعة والتضليل للتغطية على حقيقته وحسب العهود والمواثيق الماخوذة عليه من عالم الظلام الذي دخله رغبة فيه بعد تجرده من دينه وانسانيته , لذا تعرض هذا الفعل المحرم ومن يرتكبه والاثار والمساؤئ التي تحصل نتيجة الاستعانة به وانتشاره في ميدان الحياة لغض النظر والتجاهل وعلى مدار العصور من قبل الكثير من رجال الدين والشرع وصرف النظر ايضا عن جميع النصوص الشرعية المتعلقة باقامة الحد الشرعي على من يرتكب ذلك الفعل المحرم ويضر الاخرين به على الرغم من ان الكثيرين منهم يدرك تماما ان لهؤلاء وجودية داخل المجتمعات الاسلامية بل ان البعض منهم قريب منه يراه امام عينيه وهو يزاول تلك المهنة القذرة ولايكلف نفسه جهدها وباضعف الايمان بالامر بالمعروف والنهي عن تلك المنكرات التي تمس الدين والعقيدة , ولذلك نرى بان من سار في طريق الضلالة والظلام ومن باع دينه بدنياه وجعل من نفسه عبدا مطيعا للشيطان يلجا الى تلك العلوم الغريبة والقوى الغيبية التي لايبصرها الانسان ليستخدمها في ارض الواقع فيسبب ما يسببه من مصائب وفتن بين الناس ومختلف الامراض التي حار الطب في علاجها وارهقت صاحبها وعائلته ماديا ومعنويا ونفسيا بل ان السحر اودى بحياة بعض الناس وسبب الكثير من جرائم القتل التي تحمل مسؤوليتها الشخص المصاب او عائلته دون الاخرين في حين ان الساحر ومن يستعين به يعيش حياته بامن وسلام بعيدا عن اي عقاب قانوني او شرعي فعلي ورادع يضع له ولغيره حدا لايستطيع تجاوزه فيما بعد , وعند ذكرنا للعقاب القانوني فاننا ان تصفحنا قوانين العقوبات المعمول بها في جميع دول العالم فاننا سوف لن نجد ابدا لجريمة السحر وتسخيرالارواح المؤذية نصوصا ضمن فقراتها العقابية ترقى الى مستوى ماتسببه تلك الافعال من اضرار للفرد والمجتمع قد تصل الى مستوى القتل بالسحر مع سبق الاصرار والترصد , فباي ميزان يارجال القانون ادرجتم جريمة السحر والشعوذة ضمن جرائم النصب والاحتيال والتي تعتمد اعتمادا كليا على الخدع والتلاعب بعقول ونفوس الاخرين من اجل الوصول الى مكاسب مادية , الاترون معي بان القانون ورجاله في ماض الزمان قد ارتكبوا خطئا فادحا دفع الاخرون ثمنه في الوقت الحاضر وذلك لان هذه النظرة القاصرة لجريمة السحر هي التي اعطت الضوء الاخضر وفتحت الباب على مصراعيه لبعض النفوس الضعيفة من السحرة المتمكنين عمليا وفعليا والذين لديهم خبرة طويلة في ميدان السحر وتسخير الجن لان يكون هذا السلاح السري اداة لمضرة واذية الاخرين وبصورة مقصودة ومتفق عليها مع الطرف الساعي اليهم والمستعين بسحرهم وكمثال عليها اعمال الحقد والانتقام والتدمير والتي يتقصدون فيها فردا او عائلة ما ولم تقتصر جرائمهم على الاذية والاضرارالصحية او النفسية او الجسدية التي عانى منها من تعرض لتاثيرات سحرهم بل امتدت لتشمل التأمر لقتل الاخرين وعن طريق السحر وفنونه المتنوعة عندما يقتضي الظرف منهم ذلك .
ايها الاخوة والاخوات وقاكم الله وجنبكم انتم وعوائلكم كيد ومكر السحرة والمشعوذين وحفظكم من كل سؤء ومكروه انني لست اعلامياولاكاتبا ولاصحفيا ولاابتغي من وراء نشري لتلك القضية سمعة ومكانة في هذه الدنيا الفانية والتي لايامن الانسان فيها على نفسه فباي لحظة من اللحظات تفارق الروح الجسد ليصبح من عالم الاموات , اقول ماانا الا فرد من عائلة ظلمت( شهيد السحر ) ولفترة طويلة من الزمن بتلك الطرق الملتوية واضرت عن قصد وسلب كل حق مشروع لها في هذه الحياة بل وقتلت بالسحر واوكد هذا مررا وتكررا وانا مسوؤل عنه , فان صمت وسكت عما حصل لنا ودمر حياتنا كلها وجعلنا نفقد ونفارق احب الناس الينا والذين لايمكن ان تعوضهم كنوز الدنيا كلها و هنالك اخرون غيري قد يتعرضوا لهذا الابتلاء والاختبار العظيم ويكتموا في انفسهم ماتعرضوا له ولايبوحوا به للاخرين فاننا وبلاشك سوف نكون قد قصرنا في واجبنا الاخلاقي والانساني والشرعي في تنبيه وتوعية غيرنا بالمخاطر الجسيمة التي سوف يتعرضون لها في حالة تعاملهم ولجوئهم الى السحر والسحرة فضلا عن ذلك باننا سنكون اعوانا وناصرين لهؤلاء المجرمين ونفتح الطريق امامهم للاستمرارالى الابد بنشر اعمالهم الشريرةالضارة لتكون النتيجة اصابة افراد اخرين وتتضرر عوائل بريئة اخرى لتعاني ماعانته تلك العائلة المظلومة من ويلات ومصائب والتي اكتملت اثارها المدمرة بظروف الحياة الصعبة المريرة التي نعيشها في منطقة ابودشير , هذه القضية لها ظروفها الخاصة التي جعلتها مستمرة حتى هذه اللحظة وباثرها السلبية الضارة على البقية المتبقية وذلك نتيجة الاوضاع غير الطبيعية التي يمر بها البلد وخاصة بعد غياب القانون وفقدانه لدوره الحقيقي في الحياة فضلا عن ذلك وهذا هو الاهم ان هنالك نوع من اعمال السحر والتي يلجا اليها السحرة تقيد الانسان وتحدده وتمنعه من القيام باي فعل اتجاه خصمه ومهما بلغ ضرره واذيته عليه وعلى محبيه, والاهم من هذا كله ان تلك القضايا يجب ان تكون لها جهات متخصصة في مجالهاوهي غير متوفرة عندنا في العراق تكون مؤهلة لمواجهة امثال هؤلاء المجرمين والحكم على قضايا السحر حكما منصفا عادلا دون اي تدخلات اخرى بحيث يتسنى لامثالنا اللجوء اليها ونحن مطمئنين بان تلك القضية سوف لن تغبن وتظلم كما غبنتها وظلمتها الفئات الاجتماعية في حكمها الغير منصف , وهنا لابد لي من التنويه الى اننا لجائنا الى العقل والتفاهم والطرق السلمية ومن خلال الوسائل والعلاقات الاجتماعية المعروفة والمتداولة بين الناس وعند ثبوت الادلة في حينها عليها وعلى مرتكبيها وتوكلناعلى الله واستعنا به ومن ثم باؤلئك الذين كنا نظن بانهم خيرين لوضع الحلول المناسبة لها وبما يرضي الله ويفتح الطريق والمجال بطريقة صحيحة وسليمة لانقاذ تلك النفوس البريئة واعطاء كل ذي حق حقه وغلق الموضوع , الا انه وللاسف الشديد وجدنا بان تلك الطرق ورغم المحاولات العديدة لنا تميل في حكمها على تلك القضية من منطلق صلة الرحم والقربى والعلاقات الاجتماعية والخوف على علاقتنا بفلان من الناس الذي هو احد الاطراف التي لها ظلعا ودورا كبيرا في ماساة تلك العائلة مما ادى الى زيادة اذيتها ومضرتها واطالة فترة ابتلائها ومعاناتها وخاصة بعد اكتشاف امرهم والاتهامات التي وجهت اليهم من قبل المصابين بسحرهم والذين ضربت دلائل قضيتهم عرض الحائط واهملت اجتماعيا , حتى وصل الامر بتلك العائلة الى سلب كل حقوقها واغتصابها بقوة السحر فضلا عن التشرد والفقر والعوز والحرمان وفي نهاية الامر التخلص منهم بقتلهم , من اجل هذا اقول انه يجب عدم الركون والاعتماد على الطرق والوسائل الاجتماعية والعشائرية في حل قضايا السحر ولو كانت هنالك جهات امنية او قانونية او شرعية صالحة وعادلة في حكمها ولجاءت اليها تلك العائلة في حينها لما وصلت الامور بها الى ماوصلت اليه داخل العراق الا وهو قتل النفس التي حرم الله قتلها ظلما وعدوانا وطغيانا وفسادا في الارض دون وجه حق.الساحر في تلك القضية وعلى مدار السنين يستخدم طرق الشر والاذية المفروضة وبالقوة لتحقيق منافعه واطماعه والمجتمع يقف الى جنبه موازرا ومناصرا له في كل افكاره وافعاله الشيطانية المحرمة .
http://www.youtube.com/watch?v=8jocebDFKzo