كيف يقررون وبماذا يفكرون( 2) تصريحات الهاشمي الطائفية-الاء حامد
Mon, 2 Jan 2012 الساعة : 15:14

في الحقيقة لم انوي ان اخصص هذه السلسة من المقالات لنقد نهج القائمة العراقية وحسب وإنما أحاول قد الاستطاعة المرور على جميع مناهج الكتل السياسية الأخرى التي تمثل العملية السياسية في العراق ألان لنبين الكثير من الحقائق التي كانت خافي علينا.
ما جعلني اهتم بالقائمة العراقية بهذه الأجزاء دون غيرها هي لتعكيرها الجو السياسي العام وفق مبادئ اقصائيه طائفيه واضحة تستغلها من اجل مكاسب سياسية ومذهبية وقد طفح هذا النهج بشكل علني في تصريحات الهاشمي الأخيرة بعد صدور مذكرة اعتقاله اثر تهم جنائية .
من الإبعاد السياسية والمذهبية لتصريحات الهاشمي الطائفية هو تأجيج الشارع السني والدفع به نحو حرب أهليه ضد الشيعة بغية الحفاظ على مكاسبه الشخصية الضيقة وكذلك إبعاد شبح الاعتقال عنه بأعتباره خط احمر وانه زعيما للسنة ولا يمكن المساس به شخصيا.
هنا كمنت مصلحة الشخص فوق أي اعتبارات أخرى مع انه أطرها بدوافع دينيه مذهبيه فربط قضيته بقضية مذهب وطائفة مستضعفة ومهمشة تطالب بأبسط حقوقها من العدل والإنصاف. لتأخذ قضيته بعدا مذهبيا وليس قضائيا وهذا ما تحقق له بعد إعلان القائمة العراقية تعليق عضوية أعضاءها ووزراءها بمجلس البرلمان والحكومة .
لقد أسرف الهاشمي إسرافا مغرقا في الخيال حين ظن انه زعيما حقيقا للسنة في العراق وانه من هدئ من غضبهم وانه أوقف انفجار بركانهم الهائج منذ سقوط صدام . لكنه فشل فشلا ذريعا في امتطاء موجة الطائفية شعبيا والفضل يعود في ذلك لوعي الشعب العراقي وثقافته العالية حيث أدرك الجميع ان مثل هكذا افتراءات وحيل لا تنطلي عليه.وان الخاسر الوحيد في هذه المعركة هو الشعب وليس غيره لان بإجماع المجمعين ان كل من ركب مركب السلطة نسي وعوده وعهوده ونسي المستضعفين ومن دافعوا عنه ويكون جل همه ان يستأثر بها وان يبقى فيها ولا يبرحها حتى يتدخل عزرائيل.
بالمناسبة هنالك نقطة خطيرة استوقفتني كثيرا عند سماعي التصريحات الطائفية التي أطلقها الهاشمي. واعتقد ان هنالك جيلا من الشباب يعيشون طيشا حماسيا دينيا متمثل بأصول التشدد المذهبي وربما قد ينجح الهاشمي باستغلالهم بتحريك مشاعرهم وأحاسيسهم الطائفية . فكلما كان المرء بسيطا في وعيه كلما كان أكثر عرضة للتضليل الديني والاستغلال ولقد أثبتت العملية السياسية التي تلت سقوط النظام السابق ان هذه التجارة لن تبور تحت أي ظرف كان "
لاشك ان القتل في سبيل الدين والحق والعدل والحرية من اشرف المنايا وأكرمها لكن الدماء تبقى عزيزة والنفوس غالية لابد ان يكون لها ثمن ومكسب وطني وليس شخصي كما يروج له الهاشمي ويدفع بأتجاه ذلك مهما كلف من ثمن باهظ يدفعه الشعب العراقي.
أخيرا أتمنى على الشعب العراق إن يعي حقيقة المؤامرة التي أحبكت خيوطها في الخارج وما الهاشمي إلا أداتها المنفذة في العراق من اجل تمرير مشروع تقسيم العراق بغية إضعافه وسهولة السيطرة على ثرواته.
للحديث بقية في الجزء الثالث . سنحاول تسليط الضوء على اجتماعات القائمة العراقية في الخارج ونفوذ التجار في قراراتها.
اجدد شكري للكاتب الكبير سامي لبيب على استعارة مضمون عنوان هذه السلسة من احد عنوانين مقالاته